أخلاق العرب قبل الإسلام
منذ 2020-12-20
أيضا كتبت هذه المقالات لأقول إنَّ القراءة فى الأدب تُرقق الطبع ، ونحن نعانى فى أيَّامنا من قسوة فى الطِّباع ، فاقت هذه القسوة قسوة الوحوش الضارية فى الغابات النَّائية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد
لماذا نتكلم عن أخلاق العرب قبل الإسلام ؟
ولماذا لا نتكلم عن أخلاق العرب فى الإسلام ؟
أقول إننى أتكلم عن أخلاق العرب قبل الإسلام ليرى كل مسلم حكمة الله عزوجل فى اختيار هذه البقعة من الأرض لتكون محلاًّ للرسالة الخاتمة , ومهداً لميلاد النبى الخاتم ﷺ، فالله تعالى يتعالى فعله عن أن يكون لغير حِكمة ، فهو سبحانه لايفعل شيئا إلا لحِكمة , وهو العزيز الحكيم ، فاختيار الله عزوجل لنبيِّه ﷺمن هؤلاء القوم ،ومن هذه الديار خاصة ، يدل على أنَّ للعرب مزيَّةً ليست لغيرهم من الأمم ، فاختار الله عزوجل نبيَّه منهم ليقول للعالم إنَّ هؤلاء القوم ليسوا هملا ، ولارعاعاً ، وإنما هم خير أمة لو وجدوا من يكشف عن معدنهم الطيب ، ويجلوا عن قلوبهم ماعلق بها من أدران الشرك.
وأيضاً أتكلم عن أخلاق العرب قبل الإسلام لأبيِّن للناس أنَّ النَّبىَّ ﷺكان دقيقاً تمام الدِّقةِ فى اختيار ألفاظه فى أقواله كلها عامَّة ، وفى قوله «إنَّما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق» خاصَّة .
لقد كان رسول الله واضحاً تمام الوضوح ، مبيِّنا تمام التبيين فى قوله ، فهوﷺلم يقُل إنَّما بُعثت لأقيم صرح الأخلاق أو لأُقيم بناء الأخلاق ، وإنما قال لأُتمم ، والذى يتمم إنما يأتى إلى بُنيان قائم لكنَّه غير تامٍّ ، فيأتى هذا المتمم ليكمل ما بدأه من كان قبله ، وليتمم النَّقص الذى لم يُكمِله من سبقه ، فالنبى ﷺهنا يبين لنا أنَّ القوم كانوا ذوى أخلاق قاربت الكمال لكنَّها لم تصل إليه ، إذن هم كانوا على خلقٍ كريم ، ويتحلَّون بأخلاقٍ حسنة لكنها لم تصل إلى حدِّ الكمال إلا بعد أن نفخ فيها رسول الله من روحه ، وصبغها بصبغة الله التى لا صبغة أحسن منها .
فهو ﷺلم يأت إلى قومٍ قد فنيت أخلاقهم فلم يعد لها وجود ، أوانعدمت أخلاقهم ، أو قد فسدت أخلاقهم فلم يبق أملٌ فى إقامتها ، إنما أتى النبى ﷺإلى قوم فيهم من الأخلاق الحسنة الشئ الكثير ، قد قاربوا حدَّ الكمال الأخلاقى لكنهم لم يصلوا إليه بعد، وسترى فى هذه المقالات من روعة أخلاقهم ، وجمال شيمهم ما يجعلك تقرُّ وتشهد بعظمة أخلاقهم .
وقصدت من وراء هذه المقالات أيضا أن أقول للجيل الحالى : إن لم تستطيعوا أن تقتدوا بالنبى ، وشقَّ عليكم أن تقتدوا بأصحاب النبى ، فلا أقلَّ من تقتدوا بالقوم الذين بُعث فيهم النبى ﷺ، هؤلاء الذين لم يعرفوا الله عزوجل ، فما عرف الله منهم إلا الحنفاء ، أمَّا أكثرهم فكانوا عبَدةَ أوثان ، لكن على عبادتهم للأوثان كان فيهم من الأخلاق مالم نصل نحن إليه إلى الآن ، فإنَّ أخلاقنا الآن أصبحت متدنِّية ، أخلاقنا الآن لاتُشبه أخلاق الرجال ، سترى من أخلاق القوم ما يجعلك تنكِّس الرأس حياءً أمام هذا الجيل الذى لم ينقصه إلا أن يعرف الله عزوجل ، ولو عرف ربَّه لكان له شأن آخر ، كما قال النَّبىُّ ﷺحين سُئل عن بعضهم (إنَّه لم يقل يوماً رب اغفر لى خطيئتى يوم الدِّين ) والمعنى أنَّه لوقال ذلك لكان أرجى أن يصل إلى أعلى المقامات ، سترى فى أخلاق القوم مايجعلك تقول كيف وصلنا إلى هذا التدنِّى الأخلاقى ، كيف عجزنا عن أن نتشبَّه بمن يُقال عنهم إنهم أهل الجاهلية ، هؤلاء الذين لم يروا نبى الإسلام ، ولم تتشنَّف آذانهم بسماع كلام الملك العلاَّم ، فكيف لو رأوا النبى ، وسمعوا كلام الربِّ العلىِّ ، إذن والله لكانوا سادة العالم ، ولكانوا قادة الأمم .
أيضا كتبت هذه المقالات لأربط الجيل الحالى بالأدب العربى ، فإن أكثر شبابنا وفتياتنا الآن قد انصرفوا إلى الأدب الغربى يلتمسون الجمال الفنى فى القصص والروايات ، وعندهم فى الأدب العربى مايُغنيهم ، فلماذا نلهث وراء الغرب ؟ ولماذا نبحث عن الجمال عندهم وهو من بيوتنا قد خرج وفى أحضاننا قد درج ؟ أهو تقليد المغلوب للغالب ؟ أهو الإحساس بالإنهزامية أمام سطوة الغرب ؟ أليس عندنا فى أدبنا العربى ما يفوق روايات الغرب جمالاً وحسناً ؟ أليس عندنا رسالة الغفران للمعرى التى حاكاها وقلَّدها دانتى فى الكوميديا الإلٰهية ؟ أليس عندنا فى سائر مجالات الأدب ما يجعل الغرب يحنى رأسه إجلالا وتعظيما لأدبنا العربى ؟ لهذا شرعت فى هذه المقالات لأقول لشبابنا وفتياتنا : الطريق من ههنا ، ولألفت أنظارهم إلى الكنوز المدفونة فى أدبنا العربى ، فيرجعوا إلى موسوعات الأدب العربى كالأغانى ، والعقد الفريد ، والأمالى ، والكامل ، وغيرها من الأعمدة الرئيسة فى أدبنا العربى ، وأنا على يقين أنهم إن رجعوا إليها فلن يرجعوا عنها ، وإن قرأوا فيها فلن يملُّوا القراءة فيها .
أيضا كتبت هذه المقالات لأقول إنَّ القراءة فى الأدب تُرقق الطبع ، ونحن نعانى فى أيَّامنا من قسوة فى الطِّباع ، فاقت هذه القسوة قسوة الوحوش الضارية فى الغابات النَّائية
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ ويأكل بعضنا بعضا عيانا
لهذا أردت بهذه المقالات ترقيق الطباع وتحسين أسلوب الخطاب ، لأننا نعانى فى زماننا من أساليب فى الخطاب قد أصبحت متدنِّية حتى عند بعض طلبة العلم الشرعى ، وما أُتوا إلاَّ من قبل غفلتهم عن الأدب العربى شعرا ونثرا ، فلو قرأوا فى الأدب العربى لرقَّت طباعهم ، كما قال الإمام الشَّافعى رحمه الله : من قرأ فى الشعر رقَّ طبعه .
أيضا
أردت بهذه المقالات أن ألفت أنظار الناشئة من شبابنا وفتياتنا إلى أهمية اللغة العربية ، وأنها ليست من نافلة القول ، وأن من لم يُتقن العربية أولا فلن يكون منه خير ، ولن ينتظر منه فلاح ، فالعربية من الدين , وحبُّها إيمان ، ولن يكون علم بدون العربية ، ولن ينفع طلب العلم بدون إتقان اللغة العربية ، وما برع من برع من أئمتنا إلا بإتقانهم للغة العرب التى نزل بها القرآن ، وتكلم بها النبى العدنان ، قال الأصمعى رحمه الله : أخذت شعر هذيل عن فتىً من قريش يقال له محمد بن إدريس الشافعى .
لهذا وغيره مما سيأتى معنا كانت هذه المقالات التى أسأل الله أن تكون نافعة لأبنائنا ، وأن تأخذ بأيديهم إلى أخلاق العرب فيحاكوها ويقلدوها ليرجع الجيل الحالى إلى الأخلاق العظيمة فيتمسَّك بها ، ولينحسر طغيان الفساد الأخلاقى الذى عمَّ البلاد والعباد ، وكان سببا فى شيوع الفساد .
والله من وراء القصد
كتبه
المعتز بالله الكامل
أما بعد
لماذا نتكلم عن أخلاق العرب قبل الإسلام ؟
ولماذا لا نتكلم عن أخلاق العرب فى الإسلام ؟
أقول إننى أتكلم عن أخلاق العرب قبل الإسلام ليرى كل مسلم حكمة الله عزوجل فى اختيار هذه البقعة من الأرض لتكون محلاًّ للرسالة الخاتمة , ومهداً لميلاد النبى الخاتم ﷺ، فالله تعالى يتعالى فعله عن أن يكون لغير حِكمة ، فهو سبحانه لايفعل شيئا إلا لحِكمة , وهو العزيز الحكيم ، فاختيار الله عزوجل لنبيِّه ﷺمن هؤلاء القوم ،ومن هذه الديار خاصة ، يدل على أنَّ للعرب مزيَّةً ليست لغيرهم من الأمم ، فاختار الله عزوجل نبيَّه منهم ليقول للعالم إنَّ هؤلاء القوم ليسوا هملا ، ولارعاعاً ، وإنما هم خير أمة لو وجدوا من يكشف عن معدنهم الطيب ، ويجلوا عن قلوبهم ماعلق بها من أدران الشرك.
وأيضاً أتكلم عن أخلاق العرب قبل الإسلام لأبيِّن للناس أنَّ النَّبىَّ ﷺكان دقيقاً تمام الدِّقةِ فى اختيار ألفاظه فى أقواله كلها عامَّة ، وفى قوله «إنَّما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق» خاصَّة .
لقد كان رسول الله واضحاً تمام الوضوح ، مبيِّنا تمام التبيين فى قوله ، فهوﷺلم يقُل إنَّما بُعثت لأقيم صرح الأخلاق أو لأُقيم بناء الأخلاق ، وإنما قال لأُتمم ، والذى يتمم إنما يأتى إلى بُنيان قائم لكنَّه غير تامٍّ ، فيأتى هذا المتمم ليكمل ما بدأه من كان قبله ، وليتمم النَّقص الذى لم يُكمِله من سبقه ، فالنبى ﷺهنا يبين لنا أنَّ القوم كانوا ذوى أخلاق قاربت الكمال لكنَّها لم تصل إليه ، إذن هم كانوا على خلقٍ كريم ، ويتحلَّون بأخلاقٍ حسنة لكنها لم تصل إلى حدِّ الكمال إلا بعد أن نفخ فيها رسول الله من روحه ، وصبغها بصبغة الله التى لا صبغة أحسن منها .
فهو ﷺلم يأت إلى قومٍ قد فنيت أخلاقهم فلم يعد لها وجود ، أوانعدمت أخلاقهم ، أو قد فسدت أخلاقهم فلم يبق أملٌ فى إقامتها ، إنما أتى النبى ﷺإلى قوم فيهم من الأخلاق الحسنة الشئ الكثير ، قد قاربوا حدَّ الكمال الأخلاقى لكنهم لم يصلوا إليه بعد، وسترى فى هذه المقالات من روعة أخلاقهم ، وجمال شيمهم ما يجعلك تقرُّ وتشهد بعظمة أخلاقهم .
وقصدت من وراء هذه المقالات أيضا أن أقول للجيل الحالى : إن لم تستطيعوا أن تقتدوا بالنبى ، وشقَّ عليكم أن تقتدوا بأصحاب النبى ، فلا أقلَّ من تقتدوا بالقوم الذين بُعث فيهم النبى ﷺ، هؤلاء الذين لم يعرفوا الله عزوجل ، فما عرف الله منهم إلا الحنفاء ، أمَّا أكثرهم فكانوا عبَدةَ أوثان ، لكن على عبادتهم للأوثان كان فيهم من الأخلاق مالم نصل نحن إليه إلى الآن ، فإنَّ أخلاقنا الآن أصبحت متدنِّية ، أخلاقنا الآن لاتُشبه أخلاق الرجال ، سترى من أخلاق القوم ما يجعلك تنكِّس الرأس حياءً أمام هذا الجيل الذى لم ينقصه إلا أن يعرف الله عزوجل ، ولو عرف ربَّه لكان له شأن آخر ، كما قال النَّبىُّ ﷺحين سُئل عن بعضهم (إنَّه لم يقل يوماً رب اغفر لى خطيئتى يوم الدِّين ) والمعنى أنَّه لوقال ذلك لكان أرجى أن يصل إلى أعلى المقامات ، سترى فى أخلاق القوم مايجعلك تقول كيف وصلنا إلى هذا التدنِّى الأخلاقى ، كيف عجزنا عن أن نتشبَّه بمن يُقال عنهم إنهم أهل الجاهلية ، هؤلاء الذين لم يروا نبى الإسلام ، ولم تتشنَّف آذانهم بسماع كلام الملك العلاَّم ، فكيف لو رأوا النبى ، وسمعوا كلام الربِّ العلىِّ ، إذن والله لكانوا سادة العالم ، ولكانوا قادة الأمم .
أيضا كتبت هذه المقالات لأربط الجيل الحالى بالأدب العربى ، فإن أكثر شبابنا وفتياتنا الآن قد انصرفوا إلى الأدب الغربى يلتمسون الجمال الفنى فى القصص والروايات ، وعندهم فى الأدب العربى مايُغنيهم ، فلماذا نلهث وراء الغرب ؟ ولماذا نبحث عن الجمال عندهم وهو من بيوتنا قد خرج وفى أحضاننا قد درج ؟ أهو تقليد المغلوب للغالب ؟ أهو الإحساس بالإنهزامية أمام سطوة الغرب ؟ أليس عندنا فى أدبنا العربى ما يفوق روايات الغرب جمالاً وحسناً ؟ أليس عندنا رسالة الغفران للمعرى التى حاكاها وقلَّدها دانتى فى الكوميديا الإلٰهية ؟ أليس عندنا فى سائر مجالات الأدب ما يجعل الغرب يحنى رأسه إجلالا وتعظيما لأدبنا العربى ؟ لهذا شرعت فى هذه المقالات لأقول لشبابنا وفتياتنا : الطريق من ههنا ، ولألفت أنظارهم إلى الكنوز المدفونة فى أدبنا العربى ، فيرجعوا إلى موسوعات الأدب العربى كالأغانى ، والعقد الفريد ، والأمالى ، والكامل ، وغيرها من الأعمدة الرئيسة فى أدبنا العربى ، وأنا على يقين أنهم إن رجعوا إليها فلن يرجعوا عنها ، وإن قرأوا فيها فلن يملُّوا القراءة فيها .
أيضا كتبت هذه المقالات لأقول إنَّ القراءة فى الأدب تُرقق الطبع ، ونحن نعانى فى أيَّامنا من قسوة فى الطِّباع ، فاقت هذه القسوة قسوة الوحوش الضارية فى الغابات النَّائية
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ ويأكل بعضنا بعضا عيانا
لهذا أردت بهذه المقالات ترقيق الطباع وتحسين أسلوب الخطاب ، لأننا نعانى فى زماننا من أساليب فى الخطاب قد أصبحت متدنِّية حتى عند بعض طلبة العلم الشرعى ، وما أُتوا إلاَّ من قبل غفلتهم عن الأدب العربى شعرا ونثرا ، فلو قرأوا فى الأدب العربى لرقَّت طباعهم ، كما قال الإمام الشَّافعى رحمه الله : من قرأ فى الشعر رقَّ طبعه .
أيضا
أردت بهذه المقالات أن ألفت أنظار الناشئة من شبابنا وفتياتنا إلى أهمية اللغة العربية ، وأنها ليست من نافلة القول ، وأن من لم يُتقن العربية أولا فلن يكون منه خير ، ولن ينتظر منه فلاح ، فالعربية من الدين , وحبُّها إيمان ، ولن يكون علم بدون العربية ، ولن ينفع طلب العلم بدون إتقان اللغة العربية ، وما برع من برع من أئمتنا إلا بإتقانهم للغة العرب التى نزل بها القرآن ، وتكلم بها النبى العدنان ، قال الأصمعى رحمه الله : أخذت شعر هذيل عن فتىً من قريش يقال له محمد بن إدريس الشافعى .
لهذا وغيره مما سيأتى معنا كانت هذه المقالات التى أسأل الله أن تكون نافعة لأبنائنا ، وأن تأخذ بأيديهم إلى أخلاق العرب فيحاكوها ويقلدوها ليرجع الجيل الحالى إلى الأخلاق العظيمة فيتمسَّك بها ، ولينحسر طغيان الفساد الأخلاقى الذى عمَّ البلاد والعباد ، وكان سببا فى شيوع الفساد .
والله من وراء القصد
كتبه
المعتز بالله الكامل
- التصنيف: