حرمة التساهل مع الوباء
فضرر الفيروس على الجميع الآن المُتساهِل في إجراءات الوقاية وغيره من باقي المجتمع؛ الأعمار بيد الله لكن الأخذ بالأسباب والوقاية بيد البشر.
بقلم/ ماهر جعوان
وُضِعَت الشَّرِيعَةَ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى الضَّرُورِيَّاتِ الْخَمْسِ: الدِّينُ، وَالنَّفْسُ، وَالْعَقْلُ وَالنَّسْلُ، وَالْمَالُ، وواجب الوقت والحال الآن هو حفظ الأنفس التي هي من أهم الضروريات التي أمر الله بحفظها وعدم تعرضها للهلاك {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}
وللحفاظ عليها قد يتخلى الإنسان عن واجبات ويقع في محرمات حال الضرورة القصوى، ومن يتساهل في ذلك مع الاستطاعة فعليه من الله ما يستحق، يقول ﷺ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ، مَنْ ضَارَّ ضَارَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ شَاقَّ شَاقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ» [أخرجه الحاكم]، ويقولﷺ: «لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ»، قَالُوا: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: «يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيقُ» [الترمذي] .
وقد رأينا أن الأمر قد فاق كل حد ووصف، فالتعليمات العامة قد تجاوزها الوقت بمراحل من تجنب أماكن الزحام، ومخالطة الناس قدر الاستطاعة، والالتزام بالبيت إلا لضرورة أو حاجة، ويتأكد الأمر على من ظهر عليه عرض من أعراض الإصابة بالفيروس؛ فقد قال ﷺ: «لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ» [البخاري]
فهل نأخذ الأمر على محمل الجد وحرمة مُخالفة الإرشادات الطِّبيَّة، والتَّعليمات الوقائية التي تصدر عن أهل الخبرة والتجربة لاسيما الأطباء لمَا في ذلك من تعريضِ النَّفسِ والغير لمواطنِ الضَّرر والهلاك، فضرر الفيروس على الجميع الآن المُتساهِل في إجراءات الوقاية وغيره من باقي المجتمع؛
الأعمار بيد الله لكن الأخذ بالأسباب والوقاية بيد البشر.
- التصنيف: