رؤى وبشائر لأهل العلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الرؤيا ثلاثة : فالرؤيا الصالحة بشرى من الله عز وجل» [أخرجه أحمد]
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد:
فمن كرم الله جل جلاله أن جعل المبشرات لأوليائه في الدنيا والآخرة, قال الله عز وجل : {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين أمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا والآخرة } [يونس:662-64] قال العلامة السعدي رحمه الله : إما البشارة في الدنيا فهي : الثناء الحسن, والمودة في قلب المؤمنين, والرؤيا الحسنة, وما يراه العبد من لطف الله به وتيسره لأحسن الأعمال والأخلاق, وصرفه عن مساوئ الأخلاق.
وأما في الآخرة فأولها : البشارة عند قبض أرواحهم, كما قال تعالى : {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} وفي القبر ما يُبشر به من رضا الله تعالى والنعيم المقيم, وفي الآخرة تمام البشرى بدخول جنات النعيم والنجاة من العذاب الأليم.
فالرؤيا الصالحة من المبشرات للعبد المؤمن في الدنيا, فعن أبي هريرة رضي الله عنه, قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الرؤيا ثلاثة : فالرؤيا الصالحة بشرى من الله عز وجل» [أخرجه أحمد]
وهذه بعض الرؤى لأهل العلم :
الإمام مالك بن أنس رحمه الله ( ت 179)
عن مصعب بن عبدالله الزبيري عن أبيه رحمهما الله : قال : كنتُ جالساً بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مالك, فجاء رجل, فقال : أيكم أبو عبدالله مالك ؟ فقالوا : هذا, فجاء فسلم عليه, واعتنقه, وقبله بين عينيه, وضمه إلى صدره, وقال : والله لقد رأيت البارحة رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في هذا الموضع, فقال : هاتوا مالكاً, فأُتي بِك ترعد فرائصك, فقال : ( ليس عليك بأس يا أبا عبدالله ) وكناك, وقال : ( اجلس ) فجلست, فقال : ( افتح حجرك ) ففتحت, فملأه مسكاً منثوراً, وقال : ( ضمه إليك وبثه في أمتي ) فبكى مالك طويلاً, وقال : الرؤيا تسرُّ ولا تغرُّ, وإن صدقت رؤياك فهو العلم الذي أودعني الله
وذكر الإمام ابن عبدالبر رحمه الله, أن بشر بن بكر قال : رأيتُ الأوزاعي في المنام, مع جماعة من العلماء في الجنة, فقلتُ : وأين مالك بن أنس ؟ فقيل : رُفع, فقلت : بم ؟ قال : بصدقه.
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ( ت241هـ)
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله : وقد بلغنا عن الشافعي رضي الله عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يخبره بما سيلقى أحمد من الامتحان في خلق القرآن, ويأمره أن يعلم أحمد بذلك.
الإمام البخاري رحمه الله ( ت 256هـ )
الإمام البخاري رحمه الله, رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه, وهو واقف بين يديه, وبيده مروحة يذب بها عنه, فسأل بعض المعبرين, فقال له : أنت تذب عنه الكذب, فكانت الرؤيا سبباً لتصنيفه كتابه الصحيح.
الإمام الأشعري رحمه الله ( ت 333هـ)
الإمام الأشعري رحمه الله وقع في صدره في ليلة شيء مما كان فيه من عقيدة الاعتزال, فقام وصلى ركعتين, وسأل الله أن يهديه الطريق المستقيم, فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر النبي بما يجد, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليك بسنتي, فكانت تلك الرؤيا من أسباب تركه لمذهب الاعتزال الذي ظلّ فيه أربعين عاماً, وتحوله إلى مذهب أهل السنة والجماعة.
الإمام المحدث سليمان بن عبدالله آل الشيخ رحمه الله ( ت1233)
قال الأستاذ عبد الله بن محمد الشمراني : من الرؤى الصالحة التي رئيت للإمام سليمان رحمه الله...ما حدثني به مكاتبة ثم مشافهة فضيلة الشيخ عبدالله بن صالح آل الشيخ حفظه الله, قال : حدثني أبي عن جده الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله تعالى ( مفسر الرؤى المعروف ) : أنه أتاه رجل..
فقال : رأيتُ فيما يرى النائم أن الشيخ سليمان بن عبدالله يغرف الماء من قبره.
فقال له : أتعرف الشيخ سليمان ؟
قال : لا, ولكني أسمع به.
فقال : هذا عمي, وأما تأويل الرؤيا.
فالماء حياة, {وجعلنا من الماء كل شيءٍ حيٍّ أفلا يؤمنون} [الأنبياء:30]
والحياة في القبر شهادة, {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون } [آل عمران:169]
العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ( ت 1376هـ)
قال الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل تلميذ العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمهما الله : قال الشيخ عبدالرحمن : كنتُ أقرأ في ديوان المتنبي, وهو ديوان فيه مدح, وفيه هجاء, وفيه حكم, وفيه أشياء كثيرة, ولما قرأتُ قصيدة فيها هجاء شديد رأيتُ في المنام كأني أنبش قبراً, فتقززت نفسي وعرفتُ أن هذا من جراء هذه القصيدة, فعزفت نفسي عن قراءة الأشعار التي فيها هجاء.
قال ابنه محمد : في سنة (1366هـ) مرت على الوالد أزمة قوية أثرت على نفسه وصحته, بسبب وصول خبر للوالد بأنه سوف يعين قاضياً في عنيزة...فزاد على الوالد الضغط من أثر الأزمة وزيادة التفكير بموضوع القضاء, وضاق صدره خوفاً من استلام المهمة في عنيزة...ومن شدة..ما يأتيه يغمي عليه في بعض الأوقات.....
وفي يوم من الأيام نمتُ : فرأيت فيما يرى النائم...حية ( ثعبان) تهول العقل من رؤيتها, فهي كبيرة الحجم..رأيتها خارجة من جبل ثم نشبت ( تعلقت) هذه الحية بحيث لا تستطيع أن تتحرك, وما تستطيع أن تخرج, ولا تستطيع أن ترجع إلى محلها الذي خرجت منه, وكان هناك رهبة منها, وهي موحشة من عظم حجمها, والناس مبتعدون عنها, وهم يتكلمون فيها وهم على ثلاثة آراء :
أناس يقولون : خلونا ( دعونا) نفتح الجبل ونطلعها.
وأناس يقولون : خلونا (دعونا) نرمي عليها حجارة من أعلى الجبل حتى تموت.
وأناس يقولون :اتركوها لوحدها إن طلعت أو رجعت, لا تحركوها ولا تقربوا منها
قمت من النوم...واشغلتني الرؤيا, ولما فكرت فيها وجدت أن أهل عنيزة كانوا على ثلاثة آراء بخصوص تولى الوالد القضاء :
ناس يحبون الوالد ويتمنون أن الله يفكه من القضاء.
وناس من أهل عنيزة ومن العامة يدعون الله أن يصير الوالد قاضياً في عنيزة.
وناس يقولون : الله يختار الصالح من الأمر كان ذلك أو لم يكن.
ثم.قصصت الرؤيا على الوالد, وهو منصت, فلما انتهيت قال الوالد : خير يكون وشرّ يهون, يا ولدي إذا صدقت رؤياك فأنا إن شاء الله افتكيت من القضاء, وفعلاً بعد ثلاث ساعات من هذا الموقف جاءت برقيات أنه تم تعين شخص آخر قاضياً بعنيزة.
الشيخ عبدالرحمن بن يحي المعلمي رحمه الله ( ت 1386)
ذكر عن نفسه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام, وطلب منه الدعاء, فقال الرسول علية الصلاة والسلام : ( اللهم اغفر لعبيدك هذا, اللهم اغفر لعبيدك هذا, اللهم اغفر لعبيدك هذا)
الشيخ عبدالعزيز الشثري (أو حبيب) رحمه الله ( ت 1387هـ)
قال الشيخ محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الشثري عن جده الشيخ عبدالعزيز (أبو حبيب) رحمه الله : نجد من المناسب قبل الحديث عن وفاته التعرض لما حدث قبلها مما رآه رحمه الله...فقد رأى رحمه الله في المنام أن أناساً من أصحابه الذين توفوا قبله قد أعطوه أوراقاً خضراء فأوَّل ذلك بوفاته, ثم تكررت الرؤيا عليه بأن أناساً ممن توفوا قبله من أصحابه يدعونهم إليهم.
وكان رحمه الله قد أحسّ باقتراب أجله, فقد اشترى بيتاً...وقال : لن أسكن فيه, يشير بذلك إلى دنو أجله, وكان قد اشترى أغطية ولحفاً لأهله, وقال لأهله ممازحاً : حتى لا تقولوا مات ولم يشتر لنا أغطية ولحفاً.
العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله ( ت 1389هـ)
قال الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع عن سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم : لقد كان رحمه الله شديد الحرص على ألا يخرج لسماحته إلا ما تطيب به نفسه, وما أقل ما ترضاه نفسه العالية, لقد رأيته في منامي بعد وفاته بشهرين, فقال لي : يا عبدالله أظن هناك رغبة في جميع ما صدر منا من فتاوى وملاحظات قضائية, وتعرف أننا ما نعيد النظر فيما كتبناه بالأمس إلا ونجد ملاحظة منا, سواءً كانت غلطة مطبعية, أم عبارة جرى السهو فيها, ولكن قل لإبراهيم [ابنه] لا يصدر الفتاوى إلا ومراجعة منكم بصفتكم أكثر معرفة بها, وبلغت معالي الشيخ إبراهيم تلك الرؤيا في وقتها.
الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي رحمه الله ( ت 1389هـ)
كان الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي يدرس عند شيخه العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمهما الله, وكان يسمع الدعاة الذين يحضرون عند شيخه يذكرون ما يوجد في الجهات الجنوبية من المملكة العربية السعودية من بدع وخرافات وعادات سيئة في ذلك الوقت, وكان الشيخ عبدالله يتألم لما يسمع, فبدأ يفكر في الدعوة إلى الله تعالى في تلك الجهات, وقوَّاه, وشدّ أزره ما رآه في منامه, حيث رأى النبي صلى الله عليه وسلم, على هيئته وصفته, وهو يشير إليه بيديه الشريفة أن يتجه إلى الجنوب, فلما أصبح صلى الفجر مع شيخه محمد, وأخبره بما رأى, فاستبشر وقال : إنها رؤيا حق..وبعدها اتجه الشيخ عبدالله إلى تلك الجهات للدعوة إلى الله.
سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله ( ت1402)
قال الشيخ محمد بن ناصر العبودي : حدثنا شيخنا الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد, قال : كنتُ قاضياً في ناحية سدير وكان يأتي إليَّ رجل مسن من أهلها حسن الحديث, فكنتُ أستظرف حدبثه, وأستمع إليه, وفي يوم من الأيام جاء إليَّ وهو كاسف البال, ويظهر الحزن وقال لي : يا شيخ : أنت تبي تروح عنا وتخلينا يا أهل سدير, قال الشيخ عبدالله : فنفيت ذلك له, وكنتُ صادقاً, فأنا لا أعرف أنني سأتركهم ولا أنوي ذلك.
فقال لي الرجل : بلى أنت تبي تتركنا يا شيخ, أنا رأيتُ البارحة فيما يرى النائم أنك طرت من عندنا واتجهت شمالاً, قال : والطيران في المنام رفعة, فسوف تذهب عنا إلى بلد أكبر, قال الشيخ : ولم يدر في خلدي, ولم أكن سمعت شيئاً عن ذلك قبل, وبعد أيام تلقيت أمراً من الملك عبدالعزيز يطلب مني الحضور إلى الرياض, ثم قال : لقد اقتضى نظرنا, أو قال: اقتضت المصلحة نقلكم إلى بريدة مدرساً وشيخاً لطلبة العلم فيها, وبذلك تحقق حلم الرجل.
الشيخ حمود التويجري رحمه الله ( ت 1413هـ)
قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان : مما رُئي فيه في حياته : ما حدث به عبدالله بن محمد الرشيد – وهو من سكان الزلفي - أن أخاه أحمد رأى في منامه أنه قيل له : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء – يعني إلى بلادهم الزلفي – قال : فسألتُ أين هو لأذهب للسلام عليه ؟ فقيل لي : إنه ذهب إلى التويجري ليسِّلم عليه.
ومما رُئي له بعد موته : ما رآه غير واحد, من أنه رأى الشيخ حمود في منامه بعد موته, فسأل عن مكانه في الجنة ؟ فقال : في أعلى علِّين, وفي رؤيا أخرى : في الفردوس الأعلى.
الشيخ صالح بن علي الغصون رحمه الله ( ت 1419هـ)
قال الدكتور طارق بن محمد الخويطر : رأيت له رؤيا بشرته بها, فقد رأيت أني دخلت على مكان فيه نساء يبكين, ورأيت رجلاً على سرير, قيل لي إنه الشيخ حمود بن عبدالله التويجري رحمه الله فجلست عنده قليلاً فأصابته حالة نزع فقال :إني أرى مكان الشيخ ابن باز في الجنة, فقلتُ له : وابن غصون ؟ قال : وابن غصون, وقد سعد الشيخ بالرؤيا وحضرت إليه في مرضه الأخير أريد تذكيره وإدخال السرور عليه ظناً مني أنه نسي فقال إن الرؤيا لم تغب عن بالي ولكن إذا تذكرت أعمالي خفت إني لا أستحق ذلك فلله دره فذلك تواضع الأصفياء الأبرار والأولياء الأخيار
العلامة الشيخ عبدالعزيز ابن باز ( ت 1420هـ) رحمه الله
ذكر الشيخ عبدالرحمن بن يوسف الرحمة, عدّة رؤى لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز رحمه الله, قال : الرؤية الثالثة : حدث بها الشيخ إبراهيم الباتلي المدرس في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض, يقول : قبل أسبوعين من وفاة الشيخ, رأيتُ في المنام أني في مجلس الشيخ, وأنا لي مدة عن زيارة الشيخ, فكنا في المجلس ثم قال الشيخ : أرأيتم الذي خرج ؟ نحن مبصرون لكن ما رأيناه, والشيخ الكفيف تعجبنا كيف يقول هذا الكلام ! !قال : هذا ملك الموت أتى لقبض روحي, ورأيت منازلي, وأبشركم أنها منازل خير
قال الدكتور طارق بن محمد الخويطر : رأيت له رؤيا بشرته بها, فقد رأيت أني دخلت على مكان فيه نساء يبكين, ورأيت رجلاً على سرير, قيل لي إنه الشيخ حمود بن عبدالله التويجري رحمه الله, فجلست عنده قليلاً فأصابته حالة نزع, فقال : إني أرى مكان الشيخ ابن باز في الجنة.....فكتبت إليه أُخبره...فكتب لي رداً قال فيه :ما تضمنه من الرؤيا كان معلوماً وأسأل الله عز وجل أن يعفو عنا وعنكم...وعن كل مسلم, وأن يجمعنا وإياكم في دار كرامته, وهي بشرى خير, تسرُّ المسلم ولا تثبطه عن الخير, بل تدفعه إلى المسارعة والاستقامة على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على دينه.
وقال الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد البدر تلميذ العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله : في يوم من الأيام قال لي : رأيتُ البارحة رؤيا, وهو أنني رأيتُ كأن هناك بكرة جميلة [أي : ناقة] وأنا أقودها وأنت تسوقها, وقال : أولتها بالجامعة الإسلامية, وقد تحقق ذلك بحمد الله فكنتُ معه في النيابة لمدة سنتين.
قال الشيخ السدحان : من الرؤى بعد وفاته رحمه الله : أنه اتصل عليَّ أحد الإخوة الثقات الصالحين من إخواننا الشناقطة ممن أعرفهم بالصدق في الحديث, وحسن الدِّين, فقال لي : رأيت فيما يرى النائم قصراً أبيض واسعاً كبيراً, فدخلته فإذا هو واسع جداً, وكلما دخلتُ فيه ازداد اتساعاً وكبراً, وكلما دخلت اتسع أكثر وأكثر, وهكذا دواليك, فلما جئتُ لوسطه جلستُ في وسط القصر على دكه في رحبته الواسعة, وسألتُ لمن هذا القصر الأبيض الجميل الواسع ؟ فقال هاتف أسمعهُ ولا أراه إنه للشيخ عبدالعزيز بن باز, ثم بينما نحن نتجول في القصر, فإذا قارئ يقرأ بأجمل صوت, وأفضل قراءة سمعتها أذني مطلقاً ] ولمن خاف مقام ربه جنتان [
وقال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان : الرؤى في سماحة الشيخ رحمه الله تعالى كثيرة, سواء في حياته أو بعد موته...ومن الرؤى في الشيخ رحمه الله في حياته : ما رأيته بنفسي, وذلك أني رأيتُ فيما يرى النائم أن رجلاً جاءني وقال لي : النبي صلى الله عليه وسلم موجود في مسجد معين في الرياض, فذهبت إليه في المسجد, ورأيت ثمانية رجال من الخلف كلهم في الروضة ( مقدمة المسجد) فرأيت عليهم العمائم تعلوهم الهيبة والوقار, فقلتُ لصاحبي : أين النبي صلى الله عليه وسلم منهم ؟ فقال : أحد هؤلاء الثمانية, فأتيت من طرف الصف الشمالي فرأيت على صفحات وجوهم اللحى والهيبة والوقار, فكنتُ متحفزاً أن أراه وأنا أدقق النظر فيهم أيهم, فأقيمت الصلاة, فقلت : الآن سيتقدم هو صلى الله عليه وسلم, سبحان الله ! وكأن الأرض انشقت عن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز لا أدري كيف جاء فتقدم بين الصفوف وتقدم بين هؤلاء, ثم قال : استووا, ثم كبر للصلاة وكبَّر من خلفه معه, فسألت أحد المعبِّرين عنها فقال هذه لا تحتاج إلى تعبير تُعبِّر نفسها بنفسها : الرسول صلى الله عليه وسلم هو السنة والشيخ عبدالعزيز رحمه الله إمام السنة في وقته, وأحد أقاربي رأى في الشيخ رؤيا خير قبل موته, حيث رأى فيها الشيخ رحمه الله على منظر بهي يُغبط فيه.
ومنها : أن أحدهم قال : رأيت فيما يرى النائم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى وهو على النعش مكفناً بكفن أبيض, وأنا أبكي عليه حزناً على وفاته, فبينما أنا أبكى إذ جاءني رجل حسن الهيئة أبيض اللون جميل المنظر, فقال لي : أتعلم على من تبكى ؟ فقلتُ : نعم, فأشار إلى الشيخ وقال : هذا لو أقسم على الله لأبَّره.
وسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله يأتي إليه بعض الناس, ويقول : رأيت فيك رؤيا مناميه صالحة – إن شاء – فيلزم سماحته الصمت, ولا يطلب من الرائي ذكرها, ولكن ذلك الشخص يبدأ بذكرها, وسماحة الشيخ لا تظهر عليه الرغبة في سماعها, ولكن أدبه يأبى عليه أن يُسكت المتكلم, وإذا رأى أحد رؤيا وذكرها لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله فإذا انتهى قال الشيخ : خير إن شاء الله والمعوَّل على عفو الله
الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله ( ت 1420)
قال ابن عبدالملك : رأى أحد أبناء العم قبل أسبوع من وفاة الوالد أن هاتفاً يقول له في المنام : " عمك محمد شهيد " وتكررت أكثر من مرة, ولم يخبرنا بها إلا بعد موت الوالد...ورأى أحد أقاربنا بعد وفاته وجهه رحمه الله كالقمر.
قال الشيخ عبدالملك بن محمد بن قاسم عن والده الشيخ محمد : رأى رحمه الله رؤى ثلاث قبل موته بأيام وقال : رأيت رؤى ثلاث مبشرة, ولم يذكرها ما هي ألبته.
وذُكر له امرأة صالحة متوفاة منذ سنوات وأن أهلها يرونها في المنام دوماً, فقال رحمه الله : لاحظت أن الذين أحوالهم طيبة على استقامة وطاعة في حياتهم يُرون في المنام بعد وفاتهم, وأما الذين أحوالهم ردبئة فهؤلاء لا يرون بعد وفاتهم.
العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( ت 1421هـ)
قال الشيخ عبدالعزيز السدحان : حدثني أحد الأخوة الذين تربطني بهم علاقة قوية عن رؤيا نقلتها له امرأته فذكرت أن امرأة..رأت فيما يراه النائم قبل اثنتا عشرة سنة أنها دخلت الجنة من باب كبير فرأت قصرين من زجاج يرى من خارجهما من بداخلهما والقصران لم يكتمل بناؤهما بعد وفي داخل القصرين فرش وبسط لم تفرش بعد بل هي مركونة في جانب القصر فقيل للمرأة : القصر الآخر للشيخ ابن عثيمين.
العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله ( ت 1421)
قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان : قال الشيخ الفاضل إحسان العتيبي : في آخر لقاء لي به رحمه الله [يعني العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني ] حدثتُه عن رؤيا بعض إخواننا, وهي أن هذا الأخ رأى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله : إذا أشكل عليه شيء في الحديث من أسأل ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سل محمد ناصر الدين الألباني, فما أن انتهيتُ من حديثي حتى بكى بُكاءً عظيماً, وهو يقول : ( اللهم لا تؤاخذني بما يقولون, واجعلني خيراً مما يظنون, واغفر لي ما لا يعلمون.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: