آداب الصحبة والأخوة في الله
والأخوةُ الصادقةُ التي بُنيت على تقوى اللهِ لا يمكنُ أن تنقلبَ عداوةً كمال قال تعالى {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف/ 67.]
أحمد خالد العتيبي
{بسم الله الرحمن الرحيم }
إن للصُحبة والأخوة في الإسلامِ آداباً رفيعةً وشروطاً منيعة تحفظُ هذه الصحبة من أن تنقلب عداوةً في يومٍ ما. ومن ذلك أنها صحبةٌ وأخوةٌ في الله، فهي خالصةٌ لوجهِ اللهِ، مجردةٌ عن مصالحِ الماديةِ والأهواءِ الشيطانيةِ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ: أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ» رواه أحمد (18524)
والأخوةُ الصادقةُ التي بُنيت على تقوى اللهِ لا يمكنُ أن تنقلبَ عداوةً كمال قال تعالى {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف/ 67.]
والحبُ في اللهِ دليلٌ على ثباتِ شجرةِ الإيمانِ في القلبِ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّه» . [متفق عليه ]
والحب في الله كذلك سبيلُ القربِ من اللهِ والاستضلال بظله يوم القيامة فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يقولُ يوم القيامةِ: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أُظلهم في ظلي، لا ظل إلا ظلي». [رواه مسلم] . ومن السبعة الذين يظلهم اللهُ في ظله يوم لا ظِل إلا ظِله: «رجُلانِ تحابا في اللهِ، اجتمعا عليه وتفرقا عليه». [متفق عليه.]
وهذه الأخوةُ كذلك مبنية على التناصح والتواصي بالخير فقد قال الله تعالى: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ). سورة العصر
وقال صلى الله عليه وسلم: (الدينُ النصيحةُ) ثلاثاً. رواه مسلم، وهي مبنيةٌ كذلك على التعاون والتناصر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( «من نصر أخاه بظهرِ الغيبِ، نصره الله في الدنيا والآخرةِ» ). رواه البيهقي، وقال صلى الله عليه وسلم: (من رد عن عرضِ أخيهِ، ردّ الله النارَ عن وجههِ يوم القيامةِ). رواه الترمذي
وهي مبنيةٌ كذلك على المواساةِ وخاصةٍ في أيام الفقرِ والشدةِ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( «إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ» ). [رواه البخاري (2486) ومسلم (2500)]
والنبي صلى الله عليه وسلم حث على إعلام الأخ بمحبته لأخيهِ في الله فقال: ( «إذا أحبّ أحدكم أخاه فليُعلمه أنه يُحبُه» ). [رواه أحمد والترمذي]
ومن أداب الصاحب أن يدعُو لصاحِبِه بظهرِ الغيبِ فقد قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( « دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ ، كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ ، وَلَكَ بِمِثْلٍ» (. رواه مسلم (2733)
( {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} )
المصدر: مِن محَاسِن الإسلاَم – إعداد: عادل الشدي وأحمد المزيد - وفقهم الله -
- التصنيف:
- المصدر: