توجيهات للنساء الحوامل والمرضعات

منذ 2021-03-02

قال الشيخ رحمه الله: لبنُ الأُمِّ أنفعُ من لبن غيرها، ولأن حنوَّ الأُمِّ على ولدها أشَدُّ، ولأنه إذا ارتضع منها، فإنه يألَفُها ويُحِبُّها، وكل هذه مصالحُ مقصودةٌ للشَّرْع.

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض التوجيهات للنساء الحوامل والمرضعات جمعتها من مصنفات العلامة ابن عثيمين رحمه الله, أسأل الله أن ينفع بها

آيات تُقرأ على المرأة الحامل لتسهيل الولادة:

سألت سائلة: فضيلة الشيخ، هل هناك آيات واردة تُقرأ بغرض تسهيل الولادة؟

فأجاب الشيخ رحمه الله: لا أعلم في ذلك شيئًا من السُّنَّة، لكن إذا قرأ الإنسان على الحامل التي أخذها الطَّلْق ما يدلُّ على التيسير؛ مثل: ﴿ { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }  [البقرة: 185]، ويتحدَّث عن الحمل والوضع، كقوله تعالى: ﴿  {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ }  [فاطر: 11]، ومثل قوله تعالى: ﴿  {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا }  [الزلزلة: 1، 2]، فإن هذا نافعٌ ومجرَّبٌ بإذن الله، والقرآن كُلُّه شفاء، إذا كان القارئ والمقروء عليه مُؤمنَيْنِ بأثره وتأثيره، فإنه لا بُدَّ أن يكون له أثرٌ؛ فإن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا }  [الإسراء: 82]، وهذه الآية عامة شفاء ورحمة، تشمل شفاء القلوب من أمراض الشُّبُهات، وأمراض الشهوات، وشفاء الأجسام من الأمراض الصعبة.

وقال الشيخ رحمه الله: أنا لا أرى نصيحةً نُوجِّهُها للتي أخذها الطَّلْق إلا أن تُعلِّق قلبَها بالله عز وجل، وتلجأ إليه، وتسأله التنفيس، ولا سيَّما إذا اشتدَّ بها الطَّلْق، لكن عند عُسْر الولادة يمكن للإنسان أن يكتُب في إناء الآياتِ التي تدلُّ على تنفُّس الأشياء؛ مثل: ﴿ { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا }  [الزلزلة: 1، 2]، ومثل قوله: ﴿ { اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ }  [الرعد: 8]، وما أشبه ذلك، وتُسْقَى إيَّاها، ويُمسَح ما أسفل بطنها، فهذا يُسهِّل الولادة.

تجنُّب الولادة القيصرية بقدر المستطاع:

قال الشيخ رحمه الله: ليعلم أن الوضْع لا بُدَّ فيه من ألمٍ، ولا بُدَّ فيه من تعبٍ، ﴿ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ﴾[الأحقاف: 15]، وليس لمجرد أن تحسَّ المرأة بالطَّلْق تذهب وتُنزِل الولد، حتى لا تحس به، فالولادة الطبيعية خيرٌ من التوليد، سواء عن طريق القيصرية، أو غيرها، لكن إذا وجدت مشقة غير عادية، فحينئذٍ تذهب وتحذر من الولادة القيصرية بقدر المستطاع.

استعمال المُسكِّنات والمقويات إذا كان يشُقُّ عليها الطَّلْق من الأشياء المباحة:

قال الشيخ رحمه الله: إذا كانت المرأة يشُقُّ عليها الطَّلْق والولادة، وأخذت من الأدوية المباحة ما يُعينها على ذلك، فإن هذا لا بأس به، وهو من باب التنعُّم بنِعَمِ الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى من كرمه وجوده وفضله، يُحِبُّ لعباده أن يتنعَّمُوا بِنِعَمِه التي مَنَّ بها عليهم، ويُحِبُّ من عبده أن يرى أثَرَ نِعْمَته عليه، واستعمال المسكِّنات والمقويات في الطَّلْق أو ما أشبه ذلك من الأشياء المباحة، ولا بأس به ولا حرَج؛ لأن الله سبحانه وتعالى يُحِبُّ اليُسْر لعباده؛ كما قال الله تعالى: ﴿ { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}   [البقرة: 185].

من فوائد آلام الطَّلْق عند الولادة:

قال الشيخ رحمه الله: المرأة لا بُدَّ أن تجِدَ ألَمًا عند الطَّلْق، لكنَّ أَلَمَها هذا تستفيد منه فوائد:

الفائدة الأولى: أنه تكفير للسيئات.

الثانية: أنه رِفعة للدرجات إذا صبَرت واحتسَبت.

الثالثة: أن تعرف المرأة قدر الأُمِّ التي أصابها مثلما أصاب هذه المرأة.

الرابعة: أن تعرف قدر نِعْمة الله عليها بالعافية.

الخامسة: أن يزيد حنانُها على ابنها؛ لأنه كلما كان تحصيلُ الشيء بمشقَّةٍ، كانت النفس عليه أشْفَقَ، وإليه أحَنَّ.

السادسة: أن الابن أو أن هذا الحَمْل يَخرُجُ من مخارجه المعروفة المألوفة، وفي هذا خيرٌ له وللمرأة.

السابعة: أنها تتوقَّى بذلك ضرر العملية، [يقصد الشيخ رحمه الله العملية القيصرية]؛ لأن العملية تُضعِفُ غشاء الرَّحِم وغير ذلك، وربما يحصُلُ له تمزُّقٌ، وقد تنجح وقد لا تنجح.

الثامنة: أن التي تعتادُ القيصرية لا تكاد تعُودُ إلى الوضْع الطبيعي؛ لأنه لا يمكنها، وخطر عليها أن تشُقَّ محل العمليات.

التاسعة: أن في إجراء العمليات تقليلًا للنَّسْل، وإذا شُقَّ البطْنُ ثلاث مرات من مواضع مختلفة، وَهَنَ وضَعُف، وصار الحَمْلُ في المستقبل خطرًا.

فالواجب على المرأة أن تصبر وتحتسب، وأن تتحمَّل آلام الولادة الطبيعية، فإن ذلك خيرٌ لها في الحال وفي المآل.

من فوائد إرضاع الأم لابنها:

قال الشيخ رحمه الله: لبنُ الأُمِّ أنفعُ من لبن غيرها، ولأن حنوَّ الأُمِّ على ولدها أشَدُّ، ولأنه إذا ارتضع منها، فإنه يألَفُها ويُحِبُّها، وكل هذه مصالحُ مقصودةٌ للشَّرْع.

                          كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 

  • 1
  • 0
  • 1,017

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً