خرافة لعنة الفراعنة !!

من أصول التوحيد : إفراد الله تعالى بأفعاله ، كالخلق والرزق والإحياء والإماتة والنفع والضر ، وأنه لا يملك شيء من ذلك استقلالا إلا الله وحده ، أما الخلق فقد يجعلهم الله أسبابا يجري على أيديهم بعض تلك الأمور ، لكنهم لا يستقلون بها .

ولا يصح بحال أن يجعل شيء ما سببا ، ولا أن يعتقد فيه تأثير بوجه ما نفعا أو ضرا إلا إذا دل على ذلك الشرع ، أو أثبتته التجارب الصحيحة ، فالعسل مثلا نافع بدلالة الشرع والتجربة ، والحيات والعقارب سامة بشهادة التجارب وهكذا .

فإذا ما جئنا إلى خرافة لعنة الفراعنة ، فلن نجد عليها دليلا من الشرع أو من العقل أو من التجارب الموثوق بها ، وإنما هي أساطير وقصص ملفقة أو حوادث لا دليل على ارتباطها قطعا بالفراعنة ، وكيف يعتقد مسلم أن جثة محنطة أو مقبرة أو تماثيل تملك لمن يحاول الاقتراب منها نفعا أو ضرا .

وما الفرق بين ذلك وبين ما كان يعتقده المشركون قديما في آلهتهم وأكذبهم الله ، فقال سبحانه " {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا " وقال تعالى " قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } "

وصحيح أنه ليس من المستبعد أن يكون مرتبطا بتلك المقابر الفرعونية جن أو سحر لكن من قال إن السحر يضر بنفسه أو يملك التأثير إلا بإذن الله ، وقد قال تعالى عن السحرة " { وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ} " ويبقى أن هذا كله مجرد احتمال لا يؤثر في الأمر شيئا ، ولا يثبت وجود تلك الخرافة المسماة بلعنة الفراعنة .

أما أن يردد البعض أن للفراعنة لعنة تصيب من يقترب منهم ، وأن هذه اللعنة لا تزول بل هي باقية أبدا ، وأنها قد حلت بشعب كامل وأحدثت كوارث ومصائب بسبب نقلهم من أماكنهم فذاك ضلال مبين ، وخلل اعتقادي يجب التحذير منه ، والله المستعان .