إن ربي قريب مجيب

{إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}

تأمل الاقتران بين اسمي الله تعالى : القريب والمجيب ، وتأمل ثانية كيف تقدم تذكير العباد بقرب الرب سبحانه على أنه المجيب لدعاء من دعاه .

قال تعالى {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} وقال تعالى{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} 

وإذا استشعرت معنى قربه سبحانه ، وتغلغل هذا الشعور إلى نفسك ، فأبشر بإجابة دعوتك عاجلا أو آجلا ، بل إن ما ينسكب في النفس من إيمان وهدى ومعرفة بالرب والتيقن بقربه ، خير وأبقى من قضاء حاجتك التي تلح عليها .

واعلم أن الله أقرب إليك من كل أحد تلوذ به ، أو تلجأ إليه ، أو توكل له أمورك ، فكيف تعرض عن القريب سبحانه وتسأل سواه أو تستغيث بغيره ، وكما أن الله تعالى قريب ، فإن رحمته قريب {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} و نصره سبحانه قريب وإن ظنه العباد بعيدا { مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}

وإذا أردت أن تحصل قربه سبحانه ، فأكثر من ذكره وعبادته { وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} واعلم أن الجزاء من جنس العمل ، وأن الرب كريم جواد ، فإن تقربت إليه تقرب إليك بما هو أعظم وأجل وأكرم ، وفي الحديث القدسي«وإن تقرب مني شبرا، تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا، تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة »