متواضع ومتكبر
لذا يظل المتكبر منبوذا ومكروها دائما، بخلاف المتواضع الذي يتسم بالسهولة والليونة ومكانته في القلوب كبيرة.
التواضع من الصفات التي تُثبت وتثبّت الإيمان في النفس، وهو أحد خصال المصلحين، وأكثر الأخلاق تأثيرا على الآخرين، ومن أسهل الطرق للنفاذ إلى قلوب المخالفين والغافلين.
المتواضع يعلّم الجاهل وهو عالم، ويجلس مع الصغير وهو كبير، ويساعد العاجز ولو كان مشغولا، ولا يلوي رأسه إن سأله أحدهم أو طلب منه خدمة ما. وإذا ظن أنه صار كبيرا ذهب ليخلط التراب بالماء كما فعل الفاروق رضي الله عنه أو تذكر أنّ بدايته ونهايته لا تختلف عن الناس الآخرين، وإذا كان هناك داع للأعراض عن شخص ما لسبب أو لآخر فبالمعروف وبشكل لا يظن أن ذلك نابع عن كبر، يقول الله تعالى «وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا» .
وفيه طبع وسجية تكاد تتلاشى هذه الأيام، وهي "الابتسامة" التي تثير السرور في أي أحد يراه وتحبب الناس إليه، وبعد أن يرى أثرها تصير ملازمة له ولا يمكن لأحد مهما بلغ جهله أن يغير ملامح وجهه من البهجة إلى الحنق. وقد يدعو الناس إلى الله بها بلا التفوّه بأي كلمة، وقد تعلم الناس شيئا نسوه وتعودوا على غيره.
أما المتكبر فلا يرى عزيزا سواه ويرى الآخرين كالأطفال الصغار بإمكانه دهسهم في أي وقت شاء، ومن السهل عليه أن يظلم ويأخذ حقوق الغير ناهيك عن ازدرائهم والشماتة فيهم. يظن أنه الوحيد المستحق للخير والنعمة، وإذا أخذ ما يريد لا يعطي غيره ولو كان ذا حاجة، ولا يقبل الحق وإن كان واضحا، وإن نصحه أحدهم أو حاول تبيين خطأه لا يسمع، وقد تمتد لسانه أو يده.
لذا يظل المتكبر منبوذا ومكروها دائما، بخلاف المتواضع الذي يتسم بالسهولة والليونة ومكانته في القلوب كبيرة.
- التصنيف: