آفة إدمان المواقع الإباحية لدى الشباب
تعتبر مرحلة الشباب مرحلة مُهمة، تمثل القًُوة بين ضَعفين ضُعف الطفولة وضعف الشيخوخة، وللأسف فإن بعض الشباب أهدر قوّته من خلال إساءة استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة والتواصل الاجتماعي.
تعتبر مرحلة الشباب مرحلة مُهمة، تمثل القًُوة بين ضَعفين ضُعف الطفولة وضعف الشيخوخة قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} [1]. وللأسف فإن بعض الشباب أهدر قوّته من خلال إساءة استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة والتواصل الاجتماعي Social media كالهاتف الجوال والألعاب الالكترونية ومواقع الاباحة والفجور Porn sites، فإلى أي مدى يمكن تطبيق آليات الوقاية والعلاج من ظاهرة مواقع الاباحة والفجور؟
♦ يتوجه هذا المشروع كن قدوة عبر مؤسسة خاصة بالتنسيق مع مؤسسات التأهيل العلاجي لفئة مستهدفة عند الشباب بين عمري 15 إلى 40 سنة خاصة.
أصبح هذا النوع إدمان ليس كغيره من أنواع الإدمان Addiction، إذ يعتبر أخطر مهدّد للصحة النفسية للحاجة القهرية في الاستعمال، وأنه أخطر من الكوكايين حسب تصريح عالمة النفس للمؤتمر الأمريكي[2] kimberly young في موقعها العالمي وغدا المرجع الأول لتعلم الثقافة الجنسية، نظرا لعدم وجود خطة واضحة لفهم هذه الموضوعات، ومرة على مرة يبدأ الشاب بإدمان المشاهدة والمتابعة وهو يعتقد أنه لا يضر أحدًا، وهو يضر نفسه وغيره، ونبينا صلى الله عليه وسلم قال: «لا ضّرر ولا ضرار» [3]، فمن التبرير إلى الندم إلى التوقف ثم السقوط والعودة..
♦ ولهذه الخطة أهدافا علمية و عملية:
1- تقوية إيمان الفرد والمجتمع.
2- التحسيس والاعلام بخطورة الآفة المحرّمة.
3- مكافحة الآفات الاجتماعية.
4- تجنب ممارسة العادة السرية وتدمير الحياة الزوجية.
5- منع إهدار الوقت والمال والجهد.
وتشير الإحصائيات [4] إلى 116.000 بحث عن مصطلحات جنسية على جوجل من طرف المراهقين كل يوم، وكل نصف ساعة يصور فيلم إباحي على الولايات المتحدة الأمريكية، و70% من الملفات المتبادلة بين المراهقين مواد إباحية.
ويعتبر إدمان هذه الأفلام متلفا للناصية ومركز التحكم واتخاذ القرار وكابح الرغبة، مما يثمر هشاشة عاطفية و وسواس وتقلبات في المزاج.. ثم يؤثر هذا السلوك الشاذ على العلاقة الشرعية بين الزوجين، فتصبح لذة المشاهدة المحرمة أفضل من لذة الجماع الحلال، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فهذا يؤدي إلى الاحباط فطلاق وتفكك.
وللدولة الماليزية تجربة رائدة [5] في مكافحة هذه الظاهرة وتنشيط هرمون الدوبامين من تشجيع الزواج المبكر في سن المراهقة وتدريس مواد الثقافة الجنسية في المناهج التعليمية، مثلها مثل اللغات و الأنشطة الرياضية البدنية..
ولهذا المشروع آليات تطبيق مجدية وقائية وعلاجية لهذا الداء..و يتمثل الدواء في:
1- التوعية العلمية الطبية عبر كافة وسائل التواصل وإظهار مخاطر الإدمان الإباحي الصحي والقناعة بقرار التوقف الآن.
2- تشجيع الزواج في سن مبكر، وفق أطر جديدة مبتكرة تناسب الأوضاع الاجتماعية لكل دولة.
3- تضمين الثقافة الجنسية في الإسلام ضمن المقررات الدراسية التربوية لتصحيح السلوك الجنسي.
4- تنظيف بيتك من الملفات المتّسخة مع صناعة إعلام هادف وبنّاء مضاد للإعلام الإباحي ومنافس له.
5- انشاء وتفعيل تطبيق هاتفي وللحاسوب في العصر الرقمي spyzie [6] لحجب المواقع الاباحية ولمراقبة المستخدم.
6- تشتيت المحفّزات وعدم الخضوع للوسوسة و احتواء طاقات وعقول الشباب عبر الأنشطة الرياضية والثقافية و الدورات والورشات الفاعلة وعدم ترك مساحة للفراغ الوقتي أو الذهني مع استخدام بطاقات التذكير Reminder cards.
7- حجب المواقع الاباحية من قبل الهيئة والحكومة للقيام بمسؤولياتها يتم بقرار إداري وقضائي بالتعاون بين مختلف الهيئات وشركات الاتصالات، مع تشديد وسائل المراقبة والحماية.
8- ضرورة إلزام مقاهي الانترنات بالالتزام في عرض خدماتهم وفقا للدين والخلق ووضع جدول زمني للمستخدم.
9- عالج نفسك بمتلازمة النفق الرسغي[7] وذلك بإعطاء المريض المدمن فيتامين B وبعض المكملات الغذائية وكافئ نفسك لمساعدتها وشارك أصدقائك بها.
10- اجعل الله عونا لرحلتك في الحياة.. اقرأ قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [8]. ولكم في قصة يوسف وامرأة العزيز عبرة في العفّة الجنسية.
تلك عشرة كاملة حيث تتم وفق ثلاث مراحل حسب المستشار جرول (2003) عبر 3 أشهر - 90 يوما -:
♦ مرحلة الاستحواذ أو الافتتان وهي تحدث عندما يكون الطفل حديث الاستعمال.
♦ مرحلة التحرر من الوهم أو التخلص من الخداع النسبي وهي المرحلة الصعبة.
♦ مرحلة التوازن والاستخدام الطبيعي للأنترنات.
بعد بحث معمّق ختاما أيها المدمن إن انتصارك على الإدمان هو أهم انتصار في حياتك، حتى تكون حرًا متزنا، وإن النصر الحقيقي لا بد أن يبدأ من الداخل وأن تعرف من أنت؟، وصدق الله تعالى إذ يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [9].
[1] سورة الروم الآية 53.
[2] دراسة كمبرلي يونغ، سنة 2005، ص 104 - ص 106 أنشأت موقع عالمي خاص بعلاج المدمنين على الانترنات يتلقى ويستقبل ويعالج كل 24 ساعة.
[3] حديث حسن رواه ابن ماجه والدار قطني وغيرهما مسندًا.
[4] د.وليد فتيحي الطبيب السعودي حسب دراسة أمريكية.
[5] دراسة تحقيق ومقارنة لمذكرة ماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجزائر د.مسعود شعنان.
[6] https// www.spyzie.com/ar/ تم تصميم هذا التطبيق للاستخدام القانوني فقط، فهو يهدف لحجب المواقع الاباحية ومراقبة جميع المعلومات للشخص المستعمل.
[7] حمية غذائية لعلاج المريض المدمن - وليد أحمد المصري أوت 2006 ص174.
[8] سورة العلق الآية 14
[9] سورة الرعد الآية 12.
_________________________________________
الكاتب: مصعب بن حسين داهم
- التصنيف:
- المصدر: