المفهوم الكوني للأيديولوجيا
المفهوم الكوني للأيديولوجيا يتمثَّل بالنظرة التاريخية للعالَم، بعيدًا عن التعصب السياسي لحزب أو اتجاه، وهذا الارتقاء من الخاص إلى العام، ومن الجزئي إلى الكلي، ليس معناه الشمولي بالمفهوم الأيديولوجي الحزبي؛ وإنما بمفهوم الرؤية للعالم.
المفهوم الكوني للأيديولوجيا يتمثَّل بالنظرة التاريخية للعالَم، بعيدًا عن التعصب السياسي لحزب أو اتجاه، وهذا الارتقاء من الخاص إلى العام، ومن الجزئي إلى الكلي، ليس معناه الشمولي بالمفهوم الأيديولوجي الحزبي؛ وإنما بمفهوم الرؤية للعالم.
ومن هنا يتبيَّن الفارق بين المفهوم السياسي والكوني للأيديولوجيا، بوصف الرؤية للعالَم مجموعة من الطموحات والأحاسيس والأفكار التي تجمع بين أعضاء جماعةٍ ما، غالبًا ما تنتمي إلى النخبة المثقفة، التي تتجرد من أية نزعة حزبية أو نفعية، وتعترف بالأيديولوجيات الأخرى وما فيها من مزايا.
المهم أن الرؤية للعالَم تتجاوز الرؤية الجزئية - الطبقية أو القومية - من خلال منظور إنسانيٍّ قِيَمي بقصد إدراك سيرورة التاريخ وتحوُّلاته؛ فالفرد بإمكانه أن يتجاوز مصلحته داخل الجماعة، وينظر إلى ذاته وإلى أيديولوجيته بصفتها واحدة من الأيديولوجيات، ثم ينتقل إلى الأيديولوجيات كرؤية شمولية، وهذا يحتاج إلى أفراد بلغوا مستوى عاليًا من الثقافة والموضوعية تؤهِّلهم لإصدار أحكام وتقييمات حول العالَم؛ لإدراك دور من أدوار التاريخ كقصدٍ يتحقق عبر الزمن؛ كأن يتصدى عالِم أو فقيه أو مفكِّر لمنعطف تاريخي أو دراسة ظاهرة الاستعمار العالمي بحياد تام.
وهذه النظرة لا تتحقَّق إلا عند العلماء والكتَّاب الكبار، في حدود النسبيَّة التاريخية بوصفها مرجعًا وتفكيرًا، وفي مجال الندوات الثقافية والمؤتمرات العالمية التي تتناول قضايا كونية؛ كالحرب والسلام، ومستقبل العالم.
عبد الحليم عويس
باحث أكاديمي متخصص في دراسة التاريخ والحضارة، وقدم العديد من الدراسات والأبحاث العلمية للمكتبة العربية
- التصنيف: