المشورة النافعة
ثم ينتظر مشاركات مئات الناس ، وفيهم الفاهم والجاهل ، والمتزن والمريض النفسي ( والذي يهبد بكل ثقة دون أن يرمش له جفن )
أول الطريق للمشورة النافعة أن تختار من هو أهل للاستشارة ، بأن يكون جامعا بين العلم ، والحكمة ، والاتزان النفسي ، والخبرة الواسعة بموضوع الاستشارة .
ومن الظواهر السيئة جدا : أن يذهب رجل أو امرأة إلى صفحة عامة على مواقع التواصل الاجتماعي ، ليعرض مشكلة أسرية أو اجتماعية أو صحية أو وظيفية أو دراسية ، أو سؤالا شرعيا ، ثم ينتظر مشاركات مئات الناس ، وفيهم الفاهم والجاهل ، والمتزن والمريض النفسي ( والذي يهبد بكل ثقة دون أن يرمش له جفن )ليعرض كل واحد خبرته المزعومة ، ويفيد صاحب المشكلة .
ومن المعروف أن كل إناء بما فيه ينضح ، والمرء أسير لتجاربه ، ويصعب أن يتحرر منها تماما ، وتخيل مثلا : أن شخصا مر بتجربة زواج ، أو عمل ، أو سفر ، أو دراسة ، وقد فشل فيها فشلا ذريعا ، وامتلأت نفسه ضيقا ونكدا وسوادا ، فماذا يكون رد فعله لو سأله سائل عن الزواج أو العمل أو الدراسة !!
من المؤكد أن المشورة ستكون ( هبابا في هباب ) وستثير مشاعر الخوف والقلق في قلب صاحب المشكلة ، ولن تفيده بشيء وربما منعته من خير كبير.
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» " ولا شك أن توسيد المشورة لمن ليس أهلا لها فساد عظيم ، ووبال على المشير والمستشار معا ، والله المستعان .
- التصنيف: