فوائد مختارة من تفسير الإمام القرطبي (1)
والتفسير كما وسمه أهل العلم من أكبر الموسوعات العلمية, فقد حوى علماً غزيراً, في فنون كثيرة
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن تفاسير القرآن الكريم المشهورة: تفسير الإمام القرطبي ( ت 671 هـ) رحمه الله, المسمى " الجامع لأحكام القرآن "
وقد أثنى كثيرون على تفسيره من المتقدمين والمتأخرين. قال الكتبي: مليح إلى الغاية.
وقال ابن العماد: ما أكثر فوائده. وقال السيوطي: سارت به الركبان. وقال الصفدي: تفسير عظيم في بابه.
وقال أبو شهبة: من أجل التفاسير وأعظمها نفعاً. وقال محمد الطاهر عاشور: من أهم التفاسير. وقال القصبي محمود زلط: موسوعة علمية رائعة. وقال مشهور حسن آل سلمان: من أجود كتب التفسير وأكثرها نفعاً لسهولة أسلوبه وحسن تنظيم مسائله. وقال صالح عبدالعزيز آل الشيخ: تميز بأنه فيه من العلوم المتنوعة والأحكام والفوائد ما لا يوجد في غيره. وقال عبدالله عبدالمحسن التركي: جمع فيه أكثر العلوم وكان لأحكام القرآن الحظ الأوفى منه...فأضحى غنياً في مضمونه شاملاً في موضوعه. وقال فهد عبدالرحمن الرومي: أفضل وأشهر تفاسير آيات الأحكام القرآنية حتى يومنا هذا. وقال عمر سليمان عبدالله الأشقر: المؤلفات في تفسير القرآن كثيرة ومن أفضلها تفسيره.
وقد أجاد الإمام القرطبي في نقده لأهل البدع والأهواء.
قال محمد سعيد القحطاني : كان شديد الإنكار على الصوفية المهرقطة أصحاب الخرافة والتواكل وكان نقده لهم نقداً علمياً رصيناً وكان شديد الإنكار على القدرية والمعتزلة والرافضة.
ومما يؤخذ على الإمام القرطبي عفا الله عنه, أن تفسيره لم يكن على منهج السلف, إضافة إلى وجود بعض الأحاديث الضعيفة. قال محمد راشد البركة :جرى في تفسيره هذا على طريقة الأشاعرة في تأويل الأسماء والصفات. وقال عبدالكريم عبدالله الخضير: على مذهب الأشاعرة...فيه الأحاديث الضعيفة. وقال محمد سعيد القحطاني: كانت تنتابني الحسرة والألم والحرقة على المزالق التي وقع فيها هذا الإمام العظيم في باب توحيد الأسماء والصفات !! فقد أصابته لوثة الأشاعرة التي لا تثبت لله إلا سبع صفات بالدليل العقلي!! وتؤول بقية صفات الله تعالى...فيا ليته كان في باب الصفات على منهج سلف الأمة لكن نسأل الله أن يتجاوز عنا وعنه.
والتفسير كما وسمه أهل العلم من أكبر الموسوعات العلمية, فقد حوى علماً غزيراً, في فنون كثيرة, كما يوجد به الفوائد الكثيرة, وقد يسّر الله الكريم لي فاخترت بعضاً منها, وقد وثقت ما اخترت منها بذكر رقم الجزء, والصفحة, في نهاية كل فائدة, علماً أني أنقل من التفسير الذي طبعته: الهيئة المصرية العامة للكتاب, بدولة مصر, الطبعة الثالثة, عام ( 1987م)
هذا وقد استفدت من الكتاب النافع الجيد: "فوائد علمية هامة من تفسير القرطبي " للدكتور محمد بن سعيد القحطاني, ومن كتاب: " ليدبروا آياته " المجموعة الأولى, الطبعة الأولى(1429هـ, 2008م)أسأل الله أن ينفعني والجميع بما اخترت من فوائد
تدوين العلم:
الحفظ قد تعتريه الآفات من الغلط والنسيان, وقد لا يحفظ الإنسان ما يسمع, فيقيده لئلا يذهب عنه, قال معاوية بن قرة: من لم يكتب العلم لم يعد علمه علماً. [ 11/205-206]
مرتبة العلم:
طلب العلم فضيلة عظيمة, ومرتبة شريفة, لا يوازيها عمل. قال الربيع: سمعت الشافعي يقول: طلب العلم أوجب من الصلاة النافلة.[:8/295,296]
بركة العلم:
شرطي في هذا الكتاب: إضافة الأقوال إلى قائليها, والأحاديث إلى مصنفيها, فإنه يقال: من بركة العلم أن يضاف القول إلى قائله.[:1/3]
الحذر أن يكون طلب العلم للدنيا:
الشهوة الخفية: الرجل يتعلم العلم يحب أن يجلس إليه.[:5/180]
الحذر من كتم العلم:
قال الحسن وقتادة: من علم شيئاً فليعلمه, وإياكم وكتمان العلم فإنه هلكه. وقال محمد بن كعب: لا يحل لعالم أن يسكت على علمه[:4/304]
شروط الدعاء:
قال سهل بن عبدالله التستري: شروط الدعاء سبعة: التضرع, والخوف, والرجاء, والمداومة, والخشوع, والعموم, وأكل الجلال,[ 2/311]
أسباب عدم استجابة الدعاء:
قيل لإبراهيم بن أدهم: ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟ قال: لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه, وعرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته, وعرفتم القرآن فلم تعملوا به, وأكلتم نِعم الله فلم تؤدوا شكرها, وعرفتم الجنة فلم تطلبوها, وعرفتم النار فلم تهربوا منها, وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه, وعرفتم الموت فلم تستعدوا له, ودفنتم الموتى فلم تعتبروا, وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس[:2/312]
الدعاء ولو كان الإنسان مقصراً في طاعة الله, مرتكباً للذنوب:
قال سفينان بن عيينه: لا يمنعن أحد من الدعاء ما يعلمه من نفسه, فإن الله قد أجاب دعاء شر الخلق إبليس: ( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين ) [:2/313]
الدعاء للذرية:
قال مالك بن مقول: اشتكى أبو معشر ابنه إلى طلحة بن مصرف, فقال: استعن عليه بهذه الآية: ( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ) [الأحقاف/15][ 16/195]
دعاء من أعظم ما يكون من الجوائز:
قال الحسن: لما ورد البشير على يعقوب, لم يجد عنده شيئاً يثيبه به, فقال: والله ما أصبتُ عندنا شيئاً, وما خبزنا شيئاً منذ سبع ليال, ولكن هوّن الله عليك سكرات الموت. قلت [القائل الإمام القرطبي] : وهذا الدعاء من أعظم ما يكون من الجوائز, ومن أفضل العطايا والذخائر.[:9/261]
- رباعيات:
أربعة مساجد لم يبنهن إلا نبي:
الكعبة, بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام, بيت أريحا ببيت المقدس, بناه داود وسليمان عليهما السلام, مسجد المدينة, ومسجد قباء, اللذين أسِّسا على التقوى, بناهما رسول الله صلى عليه وسلم.[:8/260]
الأذلاء أربعة:
قال أكتم بن صيفي: الأذلاء أربعة: النمام والكذاب والمديون واليتيم. [:20/10!]
أربع يعصمن من البلاء:
قيل: كل بلدة فيها أربعة فأهلها معصومون من البلاء: إمام عادل لا يظلم, وعالم على سبيل الهدى, ومشايخ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويُحرضون على طلب العلم والقرآن, ونساؤهم مستورات لا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى.[:4/49]
من قال أربعاً أمِنَ من أربع:
من قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله أمِنَ من العين.
ومن قال: حسبنا الله ونعم الوكيل أمِنَ من كيد الشيطان.
ومن قال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين أمِنَ من الغمّ.
ومن قال أفوض أمري إلى الله أمِنَ من مكر الناس.[10/407]
في الخمر أربع خصال:
روى الضحاك عن ابن عباس قال: في الخمر أربع خصال السُّكر, والصداع, والقيء, والبول, وقد ذكر الله تعالى خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال.[:17/204]
أربع من كنّ فيه كنّ له:
قال مكحول: أربع من كنّ فيه كنّ له: الشكر, والإيمان, والدعاء, والاستغفار [:5/426]
التوبة النصوح يجمعها أربعة أشياء:
التوبة النصوح...قال القرظي: يجمعها أربعة أشياء: الاستغفار باللسان, والإقلاع بالأبدان, وإضمار ترك العود بالجنان, ومهاجرة سيء الخلان.[:18/198]
البكاء أربعة:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: البكاء أربعة: بكاء من الخوف, وبكاء من الجزع, وبكاء من الفرح, وبكاء رياء.[:19/268]
الإبل تجمع أربع خلال:
الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان, لأن ضروبه أربعة: حلوبة, وركوبة, وأكُولة, وحُمولة, والإبل تجمع هذه الخلال الأربع, فكانت النعمة بها أعم.[20/35]
بُليت بأربعٍ:
إني بُليــــــــــتُ بــــــــأربـــــــــــــعٍ يرميني بالنبل قد نصبوا عليّ شراكهم
إبليسُ والدنيا ونفسي والهـوى من أين أرجو بينهن فكـــــاكــــــا
يا ربِّ ســـــــــــاعدني بعـــــــفوٍ إنني أصبحت لا أرجو لهن ســــــــوكا[20/67]
- فروق:
الغضب والغيظ:
الغيظ لا يظهر على الجوارح, بخلاف الغضب فإنه يظهر على الجوارح مع فعل ما ولا بد.[:4/207]
العقوبة والانتقام:
قيل: العقوبة ما تقدرت, والانتقام غير مقدر.[:16/134]
البغي والافتراء:
الفرق بين البغي والافتراء, أن البغي بالفعل, والافتراء بالقول.[:16/135]
العفو والعفران:
العفو: عفو الله جل وعز عن خلقه, وقد يكون بعد العقوبة وقبلها, بخلاف الغفران فإنه لا يكون معه عقوبة ألبته.[ 1/397]
العفو والصفح:
العفو: ترك المؤاخذة بالذنب, والصفح: إزالة أثره من النفس.[:2/71]
الخطيئة والإثم:
قيل: هما بمعنى واحد, وقال الطبري: إنما فرق بين الخطيئة والإثم, أن الخطيئة تكون عن عمد وعن غير عمد, والإثم لا يكون إلا عن عمد. وقيل: الخطيئة الصغيرة, والإثم الكبيرة.[ 5/380]
الذل والخشوع:
الفرق بين الذل والخشوع. وإن تقارب معناهما, أن الذل: أن يكون ذليل النفس, والخشوع أن يتذلل لذي طاعة.[:11/248]
الظلم والهضم:
الفرق بين الظلم والهضم, أن الظلم: المنع من الحق كله, والهضم: المنع من بعضه, والهضم ظلم وإن افترقا من وجه[:11/249]
الجلاء والإخراج:
الفرق بين الجلاء والإخراج وإن كان معناهما في الإبعاد واحداً من وجهين:
أحدهما أن الجلاء ما كان مع الأهل والولد والإخراج قد يكون مع بقاء الأهل والولد
الثاني: أن الجلاء لا يكون إلا لجماعة والإخراج يكون لواحد ولجماعة.[:18/5-6]
المنّ والتفضل:
المنّ: عفو عن الذنب, والتفضل: إحسان غير مستحق. [15/292]
العجمي والأعجمي:
العجمي: الذي ليس من العرب كان فصيحاً أو غير فصحيح, والأعجمي: الذي لا يفصح كان من العرب أو من العجم.[15/368]
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: