طريقة إطالة الدعاء يوم عرفة

منذ 2021-07-16

الدعاء يوم عرفة له ميزة وخصوصية على سائر أيام العام، فقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على أنّه خير يوم للدعاء، ففي الحديث يقول ﷺ: " «خير الدعاء دعاء يوم عرفة ..» (رواه الترمذي وحسّنه الألباني).

طريقة إطالة الدعاء يوم عرفة

الحمد لله المجيب دعوة الداعين، اللطيف الجوّاد الكريم، هيئ لعباده أياماً يُرجي فيها إجابة الدعاء أكثر من غيرها، وجعل عطاءه فيها أجلُّ وأعظم، والصلاة والسلام على خير من دعا ربه وسأله بإخلاص، وبعد /

فالدعاء يوم عرفة له ميزة وخصوصية على سائر أيام العام، فقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على أنّه خير يوم للدعاء، ففي الحديث يقول ﷺ: " «خير الدعاء دعاء يوم عرفة..» (رواه الترمذي وحسّنه الألباني).
ومع استقرار مكانة الدعاء يوم عرفة وأهميته وفضله في نفوس كثير من المسلمين، وبيّنت السنة الفعلية لنبينا عليه الصلاة والسلام عنايته به -فقد بقي وقتاً طويلاً رافعاً يديه يسأل ربه ويدعوه حتى قدّره بعضُهم بقرابة خمس ساعات- إلا أنّك ترى التقصير والزهد فيه ظاهر واضح، والمَلال من طوله على الأكثر هو الغالب.
وهذه ورقة أحبّ الكاتب إحياء هذا الجانب عند الموفقين الداعين يوم عرفة، جعل الله فيها النفع.

أسباب تجعلك تطيل الدعاء يوم عرفة:

- استحضار فضل ومكانة الدعاء بشكل عام، يقول ﷺ: «ليسَ شيءٌ أكرمَ علَى اللهِ من الدُّعاءِ»  (رواه الترمذي وحسّنه الألباني).
- استحضار فضل الدعاء يوم عرفة - وقد تقدّم ذكره -.
- أنّ وقوع الدعاء فيه من أسباب الإجابة.
- استحضار كثرة حاجتك وفقرك لربك ومولاك، فحوائجنا لو أردنا تعدادها لا تنتهي.
- استحضار أنّ الله تعالى يُحبّ الملّحين في الدعاء ، فتكرار الدعاء والإلحاح به من أسباب نيل محبة الله، ومن اسباب الإجابة.
- استحضار وعد الله في إجابته للداعين، فقد وعد - سبحانه - من دعاه بالإجابة وهو لا يُخلف الميعاد.
- تذكّر كثرة عتق الرقاب في هذا اليوم المبارك وأعظم من يفوز فيه التائبين الملّحين بالدعاء، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله ﷺ قال: «ما مِن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء» (رواه مسلم).

كيف تُطيل وقت الدعاء يوم عرفة ؟

- ابدأ بالثناء على الله تعالى كثيراً، وتطبيق هذا يكون بأمور:
- حفظ كثيراً من أسمائه وصفاته أو قراءتها من ورقة أثناء الدعاء.
- تدبّر المعاني الجليلة لهذه الأسماء، فإذا قلت يارحمن تذكرتَ رحمته، وإذا قلت يامنّان تذكرتَ مِنّه، وإذا قلت يا سميع تذكرتَ سماعه لك - سماع إحاطة، وسماع إجابة- وإذا قلت يا لطيف تذكرتَ لُطفه بعبده، وإذا قلتَ ياغفور تذكرتَ ذنوبك وحاجتك للمغفرة.. وهكذا مع كل اسم من أسمائه، ومع كل ثناء تُثني به عليه تلذذ باستحضار رَحَماته بك، وعنايته بك، ولطفه بك في حياتك كلها وإنّك لواجد الشيء الكثير. ذكّر النفس باصطفائك للإسلام وهدايتك للسُنّة. ذكّرها برزق الله وستره وتجاوزه عنك.. ذكّرها بمنّته عليها بمعرفته، ومعرفة ما يُحبُّ..وهكذا حتى تتذكر النفس فضل الله تعالى عليها، وهذا بحرٌ لا ساحل له، وعبادة لها أثرها على الدعاء.


- استحضار أنّ الله يُحبّ الثناء، فإذا أثنيت عليه كثيراً فقد تعبّدته بما يُحبُّه منك.
- الثناء على الله تعالى فيه من اللذة ما لا تُحيط به العبارة، ويتأتّى هذا بحضور القلب وتدبّر معان الأسماء والصفات حتى أنّك ستبقى ساعات وأنت تناجيه بهذا.

- ثنّي بالصلاة على النبي ﷺ، متذكراً فضله ومكانته وإحسانه عليك.
والصلاة على النّبي ﷺ في أوّل الدعاء وآخره من أسباب الإجابة.
وهي من الذكر ومن جملة العبادات والدعوات، فأكثر منها فإنّك إذا صليتَ عليه مرة صلى الله عليك بها عشراً وكل ما زدتَ زاد فضلاً منه ورحمة.
فصلِّ عليه في أوّله ووسطه وآخره.

- أمّا دعاء المسألة.
فتذكر كثرة حوائجك الدنيوية، وحوائجك الدينية والتي هي - أشرف الحوائج -.
- تذكر حاجتك للهداية مستحضراً أهميتها وفضلها وثمراتها العظيمة،فإنّك إن اهتديت في الدنيا اهتديت في الآخرة وبلغتَ جنّات النعيم، والدعوات في هذا الشأن كثيرة جداً.
- تذكر حاجتك لتيسير الطاعات لك، وآثار انشراح الصدر لها الذي تحتاجه فتسأله ربك بصدق.
- تذكر حاجتك للعلم النافع والعمل الصالح، فبهما الرفعة في الدارين.
- تذكّر حاجتك للحماية من الفتن واضطرارك لحفظ الله لك.
- تذكّر حاجتك للثبات والخوف من زيغ القلب.
- تذكّر حاجتك لمعرفة الحق وسلوك طريقه، ومعرفة الباطل وحاجتك لمعونة ربك في اجتنابه..
والحوائج الدينية الشرعية لا منتهى لها ، فتحتاج معها لساعات وأنت تسألها ربك.

أمّا حوائجك الدنيوية فهي كثرة كاثرة - وهذا ما نهمله في دعائنا يوم عرفة - فلا نستحضر كثرتها، وحاجتنا لربنا ليحققها لنا.
- كم نتحتاج للصحة والعافية، وفي السُنّة دعوات كثيرة في هذا الباب.
- وكم نتحتاج للرزق وتيسيره، وأن يغنينا اللهُ عن الخلق، فالنكثر من الدعاء بها.
- وكم تحتاج إلى حسن الخلق وسلامة الصدر وزيادة الشكر.
- وكم هي حوائجك في نفسك ومالك وولدك والتي هي متجددة ولا تنتهي …

- سلّ ربك كل شيء ولا تستعظم سؤالاً فأنت إنّما تسأل كريماً جواداً.
وسنّة النبي ﷺ أنّه كان إذا دعا ( دعا ثلاثاً ) أي يُكرر الدعاء ثلاث مرات، فاحرص على تكرار الدعاء وستجد قلبك يخشع مع تكراره ولعله مع هذا التكرار يظهر فقرك لربك، ويكون أقرب إلى حضور القلب الذي هو مظِنّة الإجابة.

( وهكذا لو تأمّلت ستجد أنّ الوقت يضيق لكثرة الحوائج الدينية والدنيوية وحاجتك لحضور القلب فيها وأهمية تكرارها وتلذذك بمناجاة الله والثناء عليه )

ثمرات اطالة الدعاء يوم عرفة:
إنّ لإطالة الدعاء يوم عرفة لها ثمرات جليلة، منها:
- التأسي بالنبي صلى اللهُ عليه وسلم الذي أطال الدعاء في هذا اليوم كثيراً.
- ما تثمر الإطالة من الخشوع والخضوع وعبودية التذلل بين يدي الله والافتقار إليه.
- ما يحصل لك في أنّك تأتي على جُلّ حوائجك الدينية والدنيوية.

- تنبيه وخاتمة:

احرص كل الحرص على جوامع الدعاء وهو ما جاء في الكتاب والسنة، فهي أجمع الدعوات وأنفسها وأجمعها لخيري الدنيا والآخرة، فاحفظ ما استطعت منها، واجعل بجانبك الكتب التي جمعتَ هذه الدعوات.
- سل ربك حوائجك الخاصّة، فلكل واحد منّا له مطالب ليست لغيره، فاسألها ربك، فهو يفرح بكثرة المسألة، ولا تستعظم طلباً أن تطلبه،ولا تستح من حاجة أن تسألها إيّاه، فربك رحيم لطيف كريم جواد.
- من الطريق النافعة في هذا الشأن: التنويع بين الدعاء والذكر وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

اللهم وفقنا لاغتنام هذا اليوم، واجعلنا فيه من عتقائك من النار ، ومن المرحومين الفائزين.

  • 7
  • 0
  • 3,285

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً