زوجك ليس أنت
ما أروع أن يتعلم المرء من وقت لآخر أشياء كان يجهلها فتزكو نفسه وينتعش عقله بالعديد من الأفكار التي تساهم في تجديد حياته وتحقيق السعادة التي ينشدها.
ما أروع أن يتعلم المرء من وقت لآخر أشياء كان يجهلها فتزكو نفسه وينتعش عقله بالعديد من الأفكار التي تساهم في تجديد حياته وتحقيق السعادة التي ينشدها. من منا لا يبحث عن السعادة الزوجية؟ وهل كل منا يبذل الجهد المطلوب لتحقيق ذلك؟ ما عليك أن تفعليه هو أن تتعلمي كل شئ عن زوجك: شخصيته، تكوينه، طريقة تفكيره؟ ماذا يحب؟ وماذا يكره؟..
♦ أنتما مختلفان:
الكثير من المشاكل بين الزوجين ناتجة عن عدم فهم كل من الرجل والمرأة إلى الاختلاف القائم بينهما. ولكن عندما يستطيع كلاهما فهم الاختلاف والفروق بينهما فإنهما يعطيان فرصة ذهبية للحب كي ينمو ويزدهر.
لقد شاء الله أن يخلق من كل شيء زوجين لتستقيم الحياة وتتم عمارة الكون {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الذاريات: 49]. فخلق الرجل والمرأة وجعل لكل واحد منهما دوره في الحياة الذي يتفق أحيانا مع دور الطرف الآخر ويختلف أحايين أخرى عنه كل الاختلاف، ولهذا خلق العليم الحكيم الرجل وأودعه من الخصائص الجسمية والنفسية ما يستطيع به النهوض بتبعاته، وخلق المرأة وأودعها من الخصائص الجسمية والنفسية ما تستطيع به القيام بتبعاتها.
فمن الناحية الجسمانية: يتميز جسم الرجل بقوة العضلات وكبر حجم الهيكل العظمي وزيادة عدد كرات الدم الحمراء وهذا ما يفسر قدرته على تحمل الأعمال الشاقة التي تحتاج إلي مجهود عضلي، وقد أثبتت الدراسات الطبية المتعددة أن تكوين المرأة النفسي والجسدي قد خلقه الله على هيئة تخالف تكوين الرجل، فقد بني جسم المرأة على نحو يتلاءم ووظيفة الأمومة تلاؤما كاملا، وليس هذا البناء الهيكلي والعضوي المختلف عبثا إذ ليس في جسم الإنسان ولا في الكون كله شيء إلا وله حكمة {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] والحكمة في الاختلاف البين في التركيب التشريحي والوظيفي بين الرجل والمرأة هو أن هيكل الرجل قد بني ليخرج إلى ميدان العمل كادحا مكافحا أما المرأة فهي مهيأة نفسيا وجسمانيا لتؤدي وظيفتها العظمى التي أناطها الله بها وهي الحمل والولادة وتربية الأطفال وتهيئة عش الزوجية ليسكن إليها الرجل بعد الكدح والشقاء.
♦ فروق عقلية:
من الناحية العقلية فعقل المرأة أصغر حجما من عقل الرجل فهما مختلفان فيما يلي:
♦ يتفوق الرجل علي المرأة في حل المسائل الحسابية والميكانيكية بينما تتفوق المرأة علي الرجل في تعلم المهارات اللغوية.
♦ عقل المرأة أكثر استجابة لمشاعرها حيث تستجيب للمشاعر الحزينة بمساحة تعادل ثمانية أضعاف المساحة التي يستجيب لها عقل الرجل وهذا يفسر سبب تأثر المرأة بشكل أشد من الرجل.
♦ عقل المرأة أكثر استجابة للمؤثرات الخارجية ويفكر في رد الفعل مباشرة بينما الرجل أبطأ منها.
♦ يتأثر عقل المرأة وينتبه لأي عمل تقوم به وذلك يفسر اهتمام المرأة بالتفاصيل الدقيقة وقدرتها على الملاحظة بينما الرجل لا يلاحظ التفاصيل الدقيقة ويستخدم الوصف القياسي العام لما حوله.
♦ ذاكرة المرأة أقوى فهي أكثر قدرة على استرجاع الأسماء والوجوه والمشاعر والخبرات الشخصية وهذا يفسر عدم نسيان المرأة للأمور المتعلقة بالمشاعر وخصوصا السلبية منها بينما ينسي الرجل ولذلك يتهم بعدم الاهتمام واللامبالاة.
♦ يتعرض عقل الرجل للشيخوخة أسرع من المرأة بمعدل ثلاث مرات.
♦ فروق عاطفية:
الرجل أكثر اتزانا من المرأة يعبر عن عاطفته بالفعل لا بالقول وذلك بأن يثبت ذاته وينجح في عمله ويحقق لزوجته ما تطلبه من مستلزمات الحياة يفضل الحديث عن إنجازاته وجهوده ونجاحاته ولسان حاله يقول تعبت وشقيت لأحقق لك ما تتمنيه بينما المرأة تتحكم فيها العاطفة وتعبر عنها بالقول والفعل وتريد من زوجها أن يسمعها كلمات الحب والغزل وتبذل وتتفانى في إسعاد من حولها من الزوج والأولاد والأهل.
العلاقة الحميمة بالنسبة للرجل هي عملية بيولوجية بالدرجة الأولى يحتاج إليها الجسم وتتأثر بحاسة النظر والشم واللمس بينما هذه العلاقة بالنسبة للمرأة عاطفية بالدرجة الأولي تنبع من الحب وتتأثر بحاسة اللمس والسمع ثم النظر.
♦ سلوكيات:
الرجل أكثر خشونة من المرأة وأكثر شجاعة وموضوعية ومعتدل في الإنفاق ويهتم بصحته ومظهره ونجاحاته ويجد صعوبة في إقامة العلاقات الاجتماعية بينما المرأة فهي أكثر نعومة ورقة وأقل شجاعة وتجد صعوبة في ترشيد نفقاتها وتهمل في الحفاظ على صحتها وتهتم بمظهرها وزينتها ومظهر بيتها وأولادها وتجيد إقامة العلاقات الاجتماعية.
وعندما يحس الرجل بالإحباط أو التوتر بسبب مشكلة ما فإنه يلجأ إلى الانطواء والتركيز على المشكلة وإذا لم يتمكن من إيجاد الحل المناسب فانه يفعل شيئا ينسيه مشاكله فيلجأ إلى اللعب مع أطفاله أو قراءة الجريدة أو مشاهدة التلفاز أما المرأة تجعل المشكلة محور حياتها وأحاديثها حتى تجد لها حلا!.
يتحفز الرجل عندما يشعر بالحاجة إليه فينتج ويعطي أكثر.
أما لو أحس الرجل بعدم الحاجة إليه من قبل زوجته مثلا فانه يصبح تدريجيا سلبيا وأقل حيوية.
ومع مرور الأيام يصبح لديه القليل ليقدمه له، أما لو أحس الرجل بأنه موضع ثقة فإنه يعمل أفضل ما عنده ليلبي احتياجات المرأة وعندما تقدر المرأة جهوده فانه يقوى ويكون عنده الكثير لكي يعطي.
وهكذا يتكامل الزوجان فإذا تمكن كلاهما من فهم الآخر ونفسيته وكيف يفكر وكيف يرى الامور ويقيسها، طبعا بعد توفيق الله تعالى، ستقل المشاكل والخلافات كثيرا بينهما إن لم تنعدم.
وبتفهم الرجل والمرأة لطبيعة الآخر واحتياجاته وما جبل عليه من صفات تصفو الحياة وترفرف السعادة في البيت ويشعر الزوجان بالسكينة والراحة النفسية وينعكس ذلك بدوره على الأولاد وسعادتهم واستقرارهم النفسي.
♦ خطوات عملية للتفاهم والتقارب:
يقدم الخبراء بعض الخطوات العملية المعينة على التفاهم والتقارب بين الزوجين:
♦ عند الحوار مع الزوجة عليك أن تحرص على الموضوعية بالتركيز في الموضوع الذي تريد أن تتحدث فيه فلا تتشعب إلى مواضيع أخرى، وعلى الزوج الاهتمام بكلامها وحسن الاستماع لها ومشاركتها مشاعرها.
♦ تبادل الإعجاب والتقدير: فتبدي المرأة إعجابها بزوجها ونجاحه وتميزه في عمله وأنها فخورة به وبإنجازاته شاكرة له ما يوفره لهم من متطلبات الحياة بينما يبدي الرجل إعجابه بزوجته وحسنها وزينتها معبرا لها عن حبه مقدرا جهدها الذي تبذله لتوفر له السعادة والراحة.
♦ العلاقة الزوجية: تحرص المرأة على زينتها وعلى أن تلبى طلب زوجها في أي وقت فالعلاقة بالنسبة للزوج حاجة بيولوجية ملحة يجب إشباعها وفي المقابل يحرص الزوج على ملاطفة زوجته بحلو الكلام ومداعبتها ومخاطبة مشاعرها وإضفاء مزيد من الرومانسية على الجو المحيط.
♦ يحرص الزوجان على أن يكون لهما اهتمامات مشتركة، هوايات، قراءات حتى يدوم التواصل بينهما.
- التصنيف:
- المصدر: