فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي - الجزء الخامس عشر

منذ 2021-08-06

* الشيطان لا يدعو إلا إلى كل خصلة ذميمة, فيدعو الإنسان إلى البخل والإمساك, فإذا عصاه دعاه إلى الإسراف والتبذير.

سورة الإسراء:   

* من جهل الإنسان وعجلته, حيث يدعو على نفسه وأولاده بالشر عند الغضب, ويبادر بذلك الدعاء, كما يبادر بالدعاء في الخير, ولكن الله من لطفه يستجيب له في الخير, ولا يستجيب له في الشر.

* من تولى تربية الإنسان في دينه ودنياه, تربية صالحة غير الأبوين, فإن له على من رباه حق التربية.

* الشيطان لا يدعو إلا إلى كل خصلة ذميمة, فيدعو الإنسان إلى البخل والإمساك, فإذا عصاه دعاه إلى الإسراف والتبذير.

* من لطف الله تعالى بالعباد: أمرهم بانتظار الرحمة والرزق منه, لأن انتظار ذلك عبادة, وكذلك وعدُهُم بالصدقة والمعروف عند التيسير عبادة حاضرة, لأن الهم بفعل الحسنة حسنة. فينبغي للإنسان أن يفعل ما يقدر عليه من الخير, وينوي فعل ما لم يقدر عليه ليثاب على ذلك, ولعل الله ييسر له بسبب رجائه.

* النهي عن قربان الزنا أبلغ من التهي عن مجرد فعله, لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه, فإن " من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه " خصوصاً هذا الأمر الذي في كثير من النفوس أقوى داع إليه.  

* من لطفه ورحمته تعالى باليتيم الذي فقد والده وهو صغير, غير عارف بمصلحة نفسه ولا قائم بها, أن أمر أولياءه بحفظه, وحفظ ماله وإصلاحه, وأن لا يقربوه ( إلا بالتي هي أحسن ) من التجارة فيه, وعدم تعريضه للأخطار, والحرص على تنميته.

* تثبّت في كل ما تقوله وتفعله, فلا تظن ذلك يذهب لا لك ولا عليك ( { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً } ) فحقيق بالعبد الذي يعرف أنه مسئول عما قاله وفعله, وعما استعمل به جوارحه التي خلقها الله لعبادته, أن يُعدّ للسؤال جواباً, وذلك لا يكون إلا باستعمالها بعبودية الله وإخلاص الدين له, وكفها عما يكرهه الله تعالى.

* ( { ولا تمشِ في الأرض مرحاً } ) أي: كبراً وتيهاً وبطراً, متكبراً على الحق, ومتعاظماً في تكبرك على الخلق. (إنك ) في فعلك ذلك ( { لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً} ) بل تكون حقيراً عند الله, ومحتقراً عند الخلق, مبغوضاً ممقوتاً, قد اكتسبت شر الأخلاق, واكتسبت بأرذلها من غير إدراك لبعض ما تروم.

* القول الحسن داع لكل خلق جميل, وعمل صالح, فإن من ملك لسانه, ملك جميع أمره.

* علامة المحبة, أن يجتهد العبد في كل محل يقربه إلى الله وينافس في قربه, بإخلاص الأعمال كلها لله, والنصح فيها, وإيقاعها في أكمل الوجوه المقدور عليها. فمن زعم أنه يحب الله بغير ذلك فهو كاذب.

*  كل راكب وماش في معصية الله, فهو من خيل الشيطان ورجله.

* الإنسان كفور للنعم إلا من هدى الله فمنَّ عليه بالعقل السليم, واهتدى إلى الصراط المستقيم.

* من هداه الله فإنه عند النعم يخضع لربه, ويشكر نعمته, وعند الضراء يتضرع ويرجو من الله عافيته, وإزالة ما يقع فيه, وبذلك يخف عليه البلاء.

سورة الكهف:   

* في هذه الآية ونخوها عبرة, فإن المأمور بدعاء الخلق إلى الله عليه التبليغ, والسعي بكل سبب يوصل إلى الهداية, وسدّ طرق الضلال والغواية بغاية ما يمكنه, مع التوكل على الله في ذلك, فإن اهتدوا فبِهَا ونِعمت, وإلا فلا يحزن ولا يأسف. فإن ذلك مُضعف للنفس, هادم للقوى, ليس فيه فائدة, بل يمضي على فعله, الذي كُلِّف به وتوجه إليه, وما عدا ذلك فهو خارج عن قدرته.

* لم يزل الله يُرى عباده من الآيات في الآفاق وفي أنفسهم, ما يتبين به الحق من الباطل, والهدي من الضلال.

* من رحمته بمن طلب الحقيقة في الأمور المطلوب علمها, وسعى لذلك ما أمكنه, فإن الله يوضح له ذلك.

* من فرَّ بدينه من الفتن سلمه الله منها, و من حرص على العافية عافاه الله, ومن أوى إلى الله آواه الله, وجعله هداية لغيره, ومن تحمل الذل في سبيله وابتغاء مرضاته, كان آخر أمره وعاقبته العز العظيم من حيث لا يحتسب.

* المماراة المبنية على الجهل والرجم بالغيب, أو التي لا فائدة فيها, إما أن يكون الخصم معانداً, أو تكون المسألة لا أهمية فيها, ولا تحصل فائدة دينية بمعرفتها,...فإن كثرة المناقشات فيها,...تضييعاً للزمان, وتأثيراً في مودة القلب بغير فائدة.  

* فيها الأمر بصحبة الأخيار ومجاهدة النفس على مصاحبتهم, ومخالطتهم وإن كانوا فقراء, فإن في صحبتهم من الفوائد ما لا يحصى.

* في الآية: استحباب الذكر والدعاء والعبادة طرفي النهار, لأن الله مدحهم بفعله.

*  كل فعل مدح الله فاعله, دلّ ذلك على أن الله يحبه, وإذا كان يحبه فإنه يأمر به, ويرغب فيه.

*  الغالب أن الله تعالى يزوي الدنيا عن أوليائه وأصفيائه, ويوسعها على أعدائه, الذين ليس لهم في الآخرة نصيب.

* فضل الله لا تحيط به الأوهام والعقول, ولا ينكره إلا ظالم جهول.

* من كان مؤمناً به, تقياً, كان له ولياً, فأكرمه بأنواع الكرامات, ودفع عنه الشرور والمثلات.

* في هذه القصة العظيمة, اعتبار بحال الذي أنعم الله عليه نعماً دنيوية فألهته عن آخرته وأطغته, وعصى الله فيها, أن مآلها الانقطاع والاضمحلال, وأنه وإن تمتع بها قليلاً فإنه يحرمها طويلا.

* العبد ينبغي له إذا أعجبه شيء من ماله أو ولده أن يضيف النعمة إلى موليها ومسديها, وأن يقول: " ما شاء الله, لا قوة إلا بالله " ليكون شاكراً, متسبباً لبقاء نعمته عليه. لقوله: ( {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله } )  

* فيه الدعاء بتلف مال من كان ماله سبب طغيانه وكفره وخسرانه, خصوصاً إن فضّل نفسه بسببه على المؤمنين, وفخر عليهم.

* العاقل الجازم الموفق,...يقول لنفسه: " قدّري أنك قد مِتِّ, ولا بد أن تموت, فأي الحالتين تختارين ؟ الاغترار بزخرف هذه الدار, والتمتع بها كتمتع الأنعام السارحة أم العمل لدار أكلها دائم وظلها ظليل, وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ العيون ؟ " فبهذا يعرف توفيق العبد من خذلانه, وربحه من خسرانه.

* أي ظلم أعظم من ظلم من اتخذ عدوه الحقيقي ولياً, وترك الولي الحميد ؟!!

* في هذه الآية من التخويف لمن ترك الحق بعد علمه أن يحال بينه وبينه, ولا يتمكن منه بعد ذلك, ما هو أعظم مرهب وزاجر عن ذلك.

*وهذه سنته في الأولين والآخرين أن لا يعاجلهم بالعقاب, بل يستدعيهم إلى التوبة والإنابة, فإن تابوا وأنابوا غفر لهم ورحمهم, وأزال عنهم العقاب, فإن استمروا على ظلمهم وعنادهم, وجاء الوقت الذي جعله موعداً لهم أنزل بهم بأسه.

                            كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 0
  • 0
  • 1,088
المقال السابق
الجزء الرابع عشر
المقال التالي
الجزء السادس عشر

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً