في قصة النفر الثلاثة
حيث قال كل واحد منهما ( إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ) فعوقبا بالسلب والحرمان وسخط الله ، والعودة لما كانوا عليه من شدة وضنك .
في قصة النفر الثلاثة ( الأبرص والأقرع والأعمى ) الذين أرسل الله لهم ملكا لاختبارهم ، وتذكيرهم بحالهم القديم ، وما كانوا عليه من مرض وفقر ، ثم ما أنعم الله عليهم به من العافية وكثرة المال ، كان ردهم على ضربين :
- اثنان منهم ، أنكرا الماضي ، واستنكفا عن الاعتراف بما كانوا عليه من فقر ومرض ، وجاء جوابهم مصبوغا بالكبر والجحود ، حيث قال كل واحد منهما ( إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ) فعوقبا بالسلب والحرمان وسخط الله ، والعودة لما كانوا عليه من شدة وضنك .
- والثالث الأعمى : أقر بنعمة الله عليه ، ونسب الفضل لصاحب الفضل سبحانه ، فقال ( قد كنت أعمى فرد الله بصري، وفقيرا فقد أغناني ) فجوزي برضا الله ، والبركة في الصحة والمال .
وهكذا حال الناس إذا تحولوا من حال لحال ، وأعطي أحدهم مالا أو شهادات أو مناصب ، فمنهم لئيم ، مملوء بعقد النقص ، يتبرأ من ماضيه ، وينسى أهله وأصدقاءه وجيرانه ، ويصعر خده للناس ، ويتيه على من كان صاحب فضل عليه في الأيام الخوالي .
ومنهم أصيل ، كريم المعدن ، متصالح مع حاله القديم والجديد ، لا يعاني من عقد نقص ، ولا يجحد فضل الله عليه ، ولا ينخلع من ماضيه ، ولا ينسى جميل من أحسن إليه أوقات الشدة ، بل يصير أكثر شعورا بالفقير والمسكين وصاحب الحاجة ، ولسان حاله كما قال الشاعر :
إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا ..............من كان يألفهم في المنزل الخشن .
- التصنيف: