فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي - الجزء العشرون..

منذ 2021-08-15

* يا أيها المحب لربه المشتاق لقربه ولقائه, المسارع في مرضاته, أبشر بقرب لقاء الحبيب, فإنه آت, وكل ما هو آت قريب, فتزود للقائه, وسر نحوه, مستصحباً الرجاء, مؤملاً الوصول إليه.

فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي: الجزء العشرون

سورة النمل:

* هل يجيب المضطر الذي أقلقته الكروب, وتعسر عليه المطلوب, واضطر للخلاص  مما هو فيه إلا الله وحده؟ ومن يكشف السوء أي البلاء والشر والنقمة إلا الله وحده؟

*  {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين}  فلا تجدون مجرماً قد استمر على إجرامه, إلا وعاقبته شرُّ عاقبة, وقد أحلّ الله به من الشرّ والعقوبة ما يليق بحاله.

سورة القصص:      

* العبد إذا أصابته مصيبة فصبر وثبت, ازداد بذلك إيمانه, ودل ذلك على أن استمرار الجزع مع العبد دليل على ضعف إيمانه.

* الله تعالى يجعل المحن والعقبات الشاقة بين يدي الأمور العالية والمطالب الفاضلة.

* {وكذلك نجزى المحسنين} في عبادة الله, المحسنين لخلق الله, يعطيهم علماً وحكماً.

* من أعظم آثار الجبار في الأرض, قتل النفس بغير حق.

* الحياء من الأخلاق الفاضلة, وخصوصاً في النساء.

* القوة والأمانة, خير أجير استؤجر من جمعهما, القوة والقدرة على ما استؤجر عليه, والأمانة فيه بعدم الخيانة, وهذان الوصفات ينبغي اعتبارهما في كل من يتولى للإنسان عملاً, بإجارة أو غيرها, فإن الخلل لا يكون إلا بفقدهما, أو فقد أحدهما.

* آيات الله وعبره وأيامه في الأمم السابقة, يستفيد بها ويستنير المؤمنون, فعلى حسب إيمان العبد تكون عبرته.

* الله تعالى إذا أراد أمراً هيأ أسبابه, وأتى بها شيئاً فشيئاً بالتدرج, لا دفعة واحدة.

* من أعظم نعم الله على عبده, وأعظم معونة للعبد على أموره, تثبيت الله إياه, وربط جأشه وقلبه عند المخاوف, وعند الأمور المذهلة, فإنه بذلك يتمكن من القول الصواب, والفعل الصواب, بخلاف من استمر قلقه وروعه وانزعاجه, فإنه يضيع فكره, ويذهل عقله, فلا ينتقع بنفسه في تلك الحال.

* الناظر في العلم عند الحاجة إلى التكلم فيه, إذا لم يترجح عنده أحد القولين, فإنه يستهدي ربه, ويسأله أن يهديه الصواب من القولين, بعد أن يقصد بقلبه الحق, ويبحث عنه, فإن الله لا يخيب من هذه الحالة.

* العبد إذا عمل العمل لله تعالى, ثم حصل له مكافأة عليه, من غير قصد بالقصد الأول, فإنه لا يلام عل ذلك.

*  {وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون}  أي: أفلا تكون لكم عقول, بها تزنون أي الأمرين أولى بالإيثار, وأي الدارين أحق للعمل لها, فدل ذلك أنه بحسب عقل العبد, يؤثر الأخرى على الدنيا, وأنه ما آثر أحد الدنيا إلا لنقص في عقله.  

* العبد ينبغي له أن يتدبر نعم الله عليه, ويستبصر فيها, ويقيسها بحال عدمها, فإنه إذا وازن بين حالة وجودها, وبين حالة عدمها, تنبه عقله لمواضع المنة, بخلاف من جرى مع العوائد, ورأى أن هذا الأمر لم يزل مستمراً, ولا يزال, وعمى قلبه عن الثناء على الله بنعمه, ورؤية افتقاره إليها في كل وقت, فإن هذا لا يحدث له فكره شكر, ولا ذكر.

سورة العنكبوت:      

* يخبر تعالى عن تمام حكمته, وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال: " إنه مؤمن " وادعى لنفسه الإيمان, أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن, ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه, فإنهم لو كان الأمر كذلك, لم يتميز الصادق من الكاذب, والمحق من المبطل,...فنسأل الله تعالى...أن يثبتنا قلوبنا على دينه, فالابتلاء والامتحان للنفوس, بمنزلة الكير يخرج خبثها, وطيبها.

* يا أيها المحب لربه المشتاق لقربه ولقائه, المسارع في مرضاته, أبشر بقرب لقاء الحبيب, فإنه آت, وكل ما هو آت قريب, فتزود للقائه, وسر نحوه, مستصحباً الرجاء, مؤملاً الوصول إليه.

* الأوامر والنواهي يحتاج المكلف فيها إلى جهاد, لأن نفسه تتثاقل بطبعها عن الخير, وشيطانه ينهاه عنه, وعدوه الكافر يمنعه من إقامة دينه كما ينبغي, وكل هذه معارضات تحتاج إلى مجاهدات, وسعى شديد.

* الإيمان الصحيح, والعمل الصالح, عنوان على سعادة صاحبه, وأنه من أهل الرحمن, ومن الصالحين من عباد الرحمن.

*  كل خير يوجد في الدنيا والآخرة, فإنه من آثار عبادة الله وتقواه.

* {ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون}  أي: تركنا من ديار قوم لوط, آثاراً بينة لقوم يعقلون العبر بقلوبهم, فينتفعون بها.

* وجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر, أن العبد المقيم لها, المتمم لأركانها وشروطها, وخشوعها, يستنير قلبه, ويتطهر فؤاده, ويزداد إيمانه, وتقوى رغبته في الخير, وتقل أو تنعدم رعبته في الشر, فبالضرورة مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه, تنهى عن الفحشاء والمنكر, وهذا من أعظم مقاصد الصلاة, وثمراتها. وثم مقصود في الصلاة أعظم من هذا وأكبر, وهو: ما اشتملت عليه من ذكر الله, بالقلب واللسان والبدن, فإن الله تعالى إنما خلق العباد لعبادته, وأفضل عبادة تقع منهم الصلاة.

كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 

 

  • 0
  • 0
  • 1,646
المقال السابق
الجزء التاسع عشر
المقال التالي
الجزء الحادي والعشرون..

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً