فوائد متفرقة من مصنفات العلامة الفوزان -1

منذ 2021-09-30

وقال: بعضهم يقول: الناس أحرار, لا تحجروا عليهم حرية القول وحُرية الكلمة! يعني: لا تردوا الباطل, ولا تُبينوا الحقّ, كلّ له كلامه, وكلّ له قوله! فعلى هذا تكون الدنيا فوضى

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن العلماء المتأخرين: العلامة صالح بن فوزان الفوزان, والشيخ له مصنفات كثيرة, يسّر الله الكريم لي فقرأت بعضها, وانتقيت منها فوائد في أمور متفرقة, أسأل الله أن ينفعني والجميع بها.

حرية الرأي:

قال الشيخ: الآن في وقتنا ظهرت الأفكار الغريبة, وحرية الرأي – كما يقولون – والرأي, والرأي الآخر, يعني: كأن ما عندنا وحي, ولا عندنا شرع, وإنما هي آراء, هذا رأي, وهذا رأيك, أنت لا تحجر علي, وأنا لا أحجر عليك, وكل يتبع رأيه, هذا هو الضلال – والعياذ بالله -, أنا وأنت وفلان نرجع إلى كتاب الله, نعرض رأيي ورأيك ورأي فلان على كتاب الله, فما شهد له الوحي فهو الصحيح, وما خالف الوحي فهو الباطل, ويجب الرجوع عنه, ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) [النساء: 59] خير لكم من التخبط وأحسن مآلاً وعاقبة لكم[التعليقات التوضيحية على مقدمة الفتوى الحموية:148]  

وقال: بعضهم يقول: الناس أحرار, لا تحجروا عليهم حرية القول وحُرية الكلمة! يعني: لا تردوا الباطل, ولا تُبينوا الحقّ, كلّ له كلامه, وكلّ له قوله! فعلى هذا تكون الدنيا فوضى, فينبغي التفطن لهذه الدسائس, وهذه الشرور التي تُحاك ضدّ المسلمين.[شرح المنظومة الحائية, لأبي بكر عبدالله بن أبي داود السجستاني:71]

 

 

الانتخابات:

قال الشيخ: الانتخابات فيها تفصيل على النحو التالي:

أولاً: إذا احتاج المسلمون إلى انتخاب الإمام الأعظم, فإن ذلك مشروع بشرط أن يقوم بذلك أهل الحل والعقد في الأمة, والبقية يكونون تبعاً لهم, كما حصل من الصحابة رضي الله عنهم حينما انتخب أهل الحل والعقد منهم أبا بكر الصديق رضي الله عنه, وبايعوه, فلزمت بيعته جميع الأمة, وكما وكل عمر بن الخطاب رضي الله عنه اختيار الإمام من بعده إلى الستة الباقين من العشرة المبشرين بالجنة, فاختاروا عثمان بن عفان رضي الله عنه, وبايعوه, فلزمت بيعته جميع الأمة.

ثانياً: الولايات التي هي دون الولاية العامة, فإن التعين فيها من صلاحيات ولي الأمر بأن يختار لها الأكفاء الأمناء, ويعينهم فيها, قال الله تعالى: ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) [النساء:58] وهذا خطاب لولاة الأمور, والأمانات هي: الولايات والمناصب في الدولة, جعلها الله أمانة في حق ولي الأمر, وأداؤها اختيار الكفء الأمين لها, وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه وولاة أمور المسلمين من بعدهم يختارون للمناصب من يصلح لها, ويقوم بها على الوجه المشروع.

وأما الانتخابات المعروفة اليوم عند الدول فليست من نظام الإسلام, وتدخلها الفوضى والرغبات الشخصية, وتدخلها المحاباة والأطماع, ويحصل فيها فتن وسفك دماء, ولا يتم بها المقصود, بل تصبح مجالاً للمزايدات, والبيع والشراء, والدعايات الكاذبة.[البيان لأخطاء بعض الكتاب:2/153_154]

 

 

المظاهرات:

قال الشيخ: وأما المظاهرات فإن الإسلام لا يقرها, لما فيها من الفوضى واختلال الأمن, وإتلاف الأنفس والأموال, والاستخفاف بالولاية الإسلامية, وديننا دين النظام والانضباط ودرأ المفاسد, وإذا استخدمت المساجد منطلقاً للمظاهرات والاعتصامات, فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد, وإسقاط لحرمتها, وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها, فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة....فالواجب على المسلمين أن يعرفوا هذه الأمور, ولا ينجرفوا مع العوائد الوافدة, والدعايات المضللة, والتقليد للكفار والفوضويين.[البيان لأخطاء بعض الكتاب:2/154]

الإقامة عند المشركين:

قال الشيخ: لا يجوز للمسلم أن يقيم في بلاد الكفار اختياراً, وهو يقدر على الهجرة, فإن تأخر فهو متوعد بالوعيد في قوله: (فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا) [النساء:97] وفي قوله: ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم ...) [التوبة:24] إلى آخر الآية من سورة التوبة, فالذي يترك الهجرة لأجل هذه الأشياء, فإنه بهذا يكون قد قدم محبة هذه الأشياء على محبة الله ورسوله, فبقي بين الكفار لمحبته لهم, وصاروا أحب إليه من رضي الله عز وجل, ومن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.

ومحبة الدنيا ليست عذراً للإنسان أنه يقيم في بلاد الكفار, ويستحسن العيش فيها لما فيها من وظائف وزخرف الدنيا...وغير ذلك, فلا يجوز للإنسان أن يبقى ويساكن الكفار, ويجاورهم, ويكون تحت نظامهم, وتحت سلطتهم وإمرتهم, ويُكثر سوادهم, لا يجوز هذا إلا في حالة العذر.[شرح رسالة الدلائل:203-204]

 

دعاء لفتح القلب لقبول الحق:

قال الشيخ: أسأل الله أن يفتح قلبك لقبول الحق, وأكثر من الدعاء, وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول: ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) فالإنسان يسأل الله أن يهدي قلبه إلى الحق, ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح تهجدهُ بالليل فيقول في استفتاحه: ( اللهم ربّ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل, فاطر السموات والأرض, عالم الغيب والشهادة, أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون, اهدني لما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنك, إنك تهدي من تشاءُ إلى صراط مستقيم " فدلَّ على الحاجة إلى الدعاء في طلب الهداية.[ التعليق المختصر على القصيدة النونية لابن القيم:2/428]

من صفات المنافقين أنهم يحسنون المعاصي للناس ويقولون إنها رقي وتقدم وحضارة:

قال الشيخ: من صفات المنافقين: أنهم يأمرون بالمنكر, ويحسنون المعاصي للناس, ويدعونهم إليها, ويزينونها لهم, ويقولون: هي الرقي والحضارة والتقدم ! فأما العبادات والطاعات فهذه معوقات عن التقدم والرقي وعن الحضارة!!! هذا بزعمهم, وهذا كلامهم الآن. [دروس من القرآن الكريم:209]

وكثير من آيات القرآن فيها بيان حال المنافقين, وذلك لخطرهم على المسلمين, ولأجل أن يحذرهم المسلمون, وما أكثرهم _ لا كثرهم الله _ الآن يعيشون بيننا, ويبثون سمومهم وشرهم, وهم أنس من بني جلدتنا, ويتكلمون بألسنتنا, وهم يتسمّون بالإسلام وبالإيمان. نسأل الله العافية[دروس من القرآن الكريم:97]

 

 

 

أهل الضلال كثيرون, وأهل الحق قليلون, فلا نعتر بالكثرة:

قال الشيخ: أهل الضلال كثيرون, وأهل الحق قليلون, فلا نغتر بالكثرة, بل علينا أن ننظر ما عليه الناس, ما كان حقاً أخذناه, ولو لم يكن عليه إلا واحد, أو لم يكن عليه أحد, وما كان ضلالاً تركناه, ولو كان عليه أكثر الناس, ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) [يوسف:103] ( وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ) [الأعراف:102] ( وإن تُطع أكثر من في الأرض يُضلوك عن سبيل الله ) [الأنعام:116] فالعبرة ليست بالكثرة, هذا دليل على أن الكثرة لا عبرة بها إذا كانت على غير حق, وأن القلة لا تزهد في الحق, ولو كان عليه واحد أو جماعة قليلة, لأن بعض الناس يغتر بالكثرة, ويزهد بالحق إذا كان ما عليه إلا قلة.[التعليقات التوضيحية على مقدمة الفتوى الحموية:166]  

لا يُعرف أهل الشر إلا عند الفتن:

سنة الله في خلقه أنه يبتلي عباده ليتميز المؤمن الصادق من المنافق ( أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون) [التوبة:16] ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ) [آل عمران:179]لا نعرف أهل الشر إلا عند الفتن[التعليقات...على الحموية:185]

التجنس بجنسية الكفار:

قال الشيخ: لا يجوز للمسلم التجنس بجنسية دولة كافرة, هذا من سريان أحكامهم عليه, وقد كُتب في هذا مؤلفات في حكم التجنس بجنسية الكفار, أنه نوع من الدخول تحت حكمهم, وتحت طاعتهم.[شرح رسالة الدلائل:211]

 

من حفظ الله في شبابه حفظه الله عند الكبر, وعند الوفاة:

قال الشيخ: من حفظ الله في شبابه حفظه الله عند شيبه, وحفظ الله في الشباب يعني: النشأة على الخير والطاعة, فلا يسفه في شبابه, فإن الله سبحانه وتعالى يحفظه عند المشيب, ويحسن له الخاتمة, وهذا شيء مجرب, لأن الذين لازموا الطاعة وحفظوا دين الله سبحانه وتعالى, فإن الله يحفظهم عند الكبر وعند الوفاة, ويحسن لهم الختام, ويحفظهم من عدوهم الشيطان, جزاءً لعملهم الصالح.[محاضرات في العقيدة والدعوة:2/101]

كلما زاد المسلم من تلاوة القرآن وتدبره استنارت بصيرته وحياة قلبه:

قال الشيخ: ينبغي للمسلم أن لا يمر عليه شهر على الأقل إلا وقد قرأ القرآن كله _ هذا هو الحد الأخير _ وإن قرأه فيما هو أقل من ذلك في كل عشرة أيام مرة, بحيث يختمه ثلاث مرات فهذا أحسن. وإذا قرأه في كل سبعة أيام فهذا أحسن, وإذا قرأه في كل ثلاثة أيام مرة فهذا أحسن.

فإنه كلما زاد من تلاوة القرآن زاد أجره واستنارت بصيرته, وحياة قلبه.

فإذا قرأت القرآن بتدبر وتمعن وحضور قلب وتفكر في معانيه فإنه يزيل عنك أوهاماً كثيرة, ووساوس عظيمة, ويبعث في قلبك الطمأنينة, ويقوي فيك الإيمان. ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ) [الأنفال:2]

وكلما أكثر الإنسان من تدبر هذا القرآن فإنه يزيد إيمانه, ويزيد يقينه, ويطمئن قلبه, ويزيد علمه وفقهه, فإنه لا يشبع منه العلماء, ولا تفنى عجائبه, ولا يخلق من كثرة الرد.[محاضرات في العقيدة والدعوة:1/296_297_300_301]

 

إثارة الشبهات حول السنة النبوية هدفه القضاء على الإسلام:

قال الشيخ: يثير أهل الزيغ والضلال شبهاً داحضة حول السنة, وقد ردّ عليهم علماء المسلمين قديماً حديثاً, بردود فضحت باطلهم, وكشفت زيفهم, وردتهم على أقابهم خاسئين, ذليلين, ومعروف هدف هؤلاء: إنهم يريدون القضاء على الإسلام بالتشكيك في أصوله, لأنهم إذا أبطلوا العمل بالسنة فقد أبطلوا العمل بالقرآن. لأن القرآن يحتاج إلى بيان السنة له, وإذا عطل العمل بالكتاب والسنة قضي على الإسلام, وهذا ما يريدون, ومن ورائهم منظمات سرية من أمم الكفر تصنع لهم الخطط, وتلقنهم الشبه.[الضياء اللامع من الأحاديث القدسية الجوامع:5_6]

عذاب العاصي من المؤمنين في قبره:

عذاب القبر على نوعين: النوع الأول: عذاب دائم, وهو عذاب الكافر, كما قال تعالى: ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ) [غافر:46]

النوع الثاني: يكون إلى مدة ثم ينقطع, وهو عذاب بعض العصاة من المؤمنين, فيعذب بحسب جرمه, ثم يخفف عنه, وقد ينقطع عنه العذاب بسبب دعاء, أو صدقة, أو استغفار.[شرح العقيدة الواسطية:144]

الأعمال بالخواتيم:

قال الشيخ: الأعمال بالخواتيم, الإنسان لا يغتر بعمله, وإن كان أصلح الصالحين, بل يخاف من سوء العاقبة....فالأعمال بالخواتيم, ولكن من لطف الله عز وجل بعباده أن من عاش على الخير فإنه يختم له بالخير, ومن عاش على الشر فإنه يختم له بالشر, فالإنسان يعمل الأسباب, ويحسن الظن بالله عز وجل.[التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية:110_111]

 

قطع يد الميت اليسرى:

قال الشيخ: من طرائف ما يُذكر أن بعض الفرق الضالة إذا مات الميت يقطعون يده اليسرى, يقولون: حتى لا يبقى له شمال يوم القيامة, لكي يعطى كتابه باليمنى, إذا لم توجد اليسرى, ولا يؤمنون أن الله يعيد يده التي قطعوها كما كانت. هذا من طرائف أخبار الفرق الضالة.[شرح لمعة الاعتقاد:211]

  • 0
  • 0
  • 1,478

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً