والله يقبض ويبسط
فهذا غني قد بسطت له الأرزاق وفتحت عليه الدنيا ، وذاك فقير قد قدر عليه رزقه ، وابتلي بضيق ذات اليد ، وهذا صحيح معافى ممتع بجوارحه ، وذاك مبتلى بأمراض وأدواء لا حصر لها
{وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
والقبض والبسط معنى واسع يشمل القبض والبسط في الأرزاق والصحة والعمر والقوة والعلم والفهم والعقل والفصاحة في القلم واللسان وسائر حظوظ العباد ، والله يحكم لا معقب لحكمه ولا راد لأمره ، وإليه يرجع العباد أجمعين .
فهذا غني قد بسطت له الأرزاق وفتحت عليه الدنيا ، وذاك فقير قد قدر عليه رزقه ، وابتلي بضيق ذات اليد ، وهذا صحيح معافى ممتع بجوارحه ، وذاك مبتلى بأمراض وأدواء لا حصر لها ، وهذا بسط له في عمره ، ومد له في أجله فعمر طويلا ، وذاك مات في ريعان الشباب ، وهذا بسط له في العلم والفهم فأعطي عقلا بصيرا وحافظة قوية ولسانا فصيحا وقلما سيالا ، وذاك لم يعط إلا القليل من ذلك كله .
ومن عجيب أمر القبض والبسط ما يحصل للنفوس ، فتارة يجد الإنسان نفسه منشرح الصدر ، طيب النفس ، مسرورا سعيدا مقبلا على الحياة ، وتارة يصاب بالقبض فيصاب بالحزن و الهم والغم ، ويتبرم بكل شيء دون سبب معلوم .
والبصير الناصح من أكثر سؤال ربه أن يبسط له في النعم كلها ، وأن يبارك له فيها ، وإن أصابه قبض صبر ورضي ، ورجع إلى نفسه باللائمة ، ولم يتهم ربه في حكمته أو قضائه وقدره .
فقبضه سبحانه عدل وحكمة ، وبسطه فضل ورحمة ، والعباد يتقلبون بين قبضه وبسطه ، وهو سبحانه المحمود على كل حال .
- التصنيف: