فوائد من مصنفات العلامة عبدالرحمن البراك
* التفكر في الآيات الكونية, والتدبر للآيات الشرعية القرآنية هما من روافد الإيمان, ومما يسقي شجرة الإيمان فالإيمان يزيد بالفكر في آيات الله[شرح الطحاوية:24]
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: من أهل العلم المتأخرين: العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك, والشيخ له مؤلفات كثيرة, بها فوائد عديدة, وقد يسر الله الكريم لي فانتقيت بعضاً منها, أسأل الله أن ينفعني وجميع المسلمين بها.
آثار الإيمان بأسماء الله وصفاته على المسلم:
للعلم والإيمان بأسماء الرب وصفاته آثار على القلب، وآثار على سلوك العبد تورث الموفقين من عباده الله محبته سبحانه, وخوفه ورجاءه, والتوكل عليه.
** عرفنا...أنه سبحانه وتعالى وسع كل شيء رحمة وعلماً وأنه لم يزل رؤوفاً رحيماً سبحانه وتعالى. وهذا العلم والإيمان يوجب التوجه إلى الله بطلب رحمته,...كما قال الله في صفة المؤمنين: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا} [الإسراء:57] وبناء على هذا العلم يضرع المؤمن إلى ربه: اللهم ارحمني, وارحم عبادك المؤمنين, فيدعو لنفسه بالرحمة, ويدعو لإخوانه المؤمنين, وإذا رحمه ربه أنعم عليه بأنواع النعم, وأعظمُ رحمه يرحم الله بها عباده أنه يوفقه للإيمان, والعمل الصالح, والاستقامة على ذلك.
** إذا علم الإنسان أن كلَّ الخير بيده, وأنه لا مانع لما أعطى, ولا مُعطى لما منع, توجه بقلبه لربه في كل حوائجه, فهو الذي لا يأتي بالحسنات إلا هو, ولا يدفع السيئات إلا هو, يوجب له ذلك الرغبة إلى الله ورجاءه, وتوكله عليه في حصول الخير ومنافع الدنيا, والآخرة, وإذا علم العبد أنه تعالى: القوي وأنه ذو القوة-أيضاً- ازداد تعظيماً لربه, ورجاء له, وخوفاً منه, فقوته لا يقاومها قوة, ولا يعتريها ضعف
** الإيمان بأنه تعالى يغضب يوجب للعبد أن يخاف من غضب الله, ويستعيذ منه, وفي الحديث الصحيح: « أعوذ برضاك من سخطك, وبمعافاتك من عقوبتك, وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك, أنت كما أثنيت على نفسك»
** الإيمان بأنه تعالى يرضى...يوجب للعبد أن يطلب رضا الله وأن ترغب نفسه في ذلك ورضوان الله أكبر ما يمن الله به على أوليائه ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم :(إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة, فيقولون: لبيك ربنا وسعديك, فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى, وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك قالوا: يا رب وأي شي أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً.[ توضيح مقاصد العقيدة الواسطية64_82_86_87]
المؤمن الصالح التقي يكون مباركاً أينما كان:
المؤمن الصالح التقي يكون مباركاً أينما كان, مباركاً على أهله, مباركاً على أصحابه, لا يُسمع منه إلا القول السديد, ولا يحصل منه إلا الإحسان فتجده ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء, بل هو كريم الأخلاق.[شرح القواعد الأربع:8]
إيمان العبد برؤية الله جل جلاله له في جميع أموره:
الله سبحانه وتعالى يرى عبده في جميع أموره, وفي جميع أحواله, فهو حاضر يسمع كلام العبد ويرى مكانه, ويعلم سره وعلانيته, { وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون} [القصص:69] فإذا استحضر العبد ذلك كان من أسباب أقباله على ربه, وصدقه في عبادته, وتكميله لها, ولكن بسبب الغفلة والذهول عن هذا الأمر يؤدي الإنسان العبادة بفتور, والمؤمن يؤمن بأن الله يراه, ولكن فرق بين الإيمان بهذا الأمر, وبين الشعور به واستحضاره.[شرح الأصول الثلاثة:34]
آثار الإيمان باليوم الآخر على المسلم:
الإيمان باليوم الآخر, وما يكون فيه من مجيء الله, والأملاك يوجب الإعداد لذلك اليوم, فإن من الناس من يلقى ربه وهو عنه راض, فيلقاه مسروراً, ويتلقاه بأنواع الكرامات, ومن الناس من يلقى ربه, وهو عليه غضبان, نعوذ بالله من ذلك, اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك, وبمعافاتك من عقوبتك, وبك منك, ونسأله تعالى أن يجعلنا ممن يسعد بلقائه, ويكون فائزاً مسروراً بذلك, إنه تعالى سميع الدعاء.[ توضيح مقاصد العقيدة الواسطية:91_92]
المراء في الدين:
المراء: الجدال, وأكثر ما يطلق المراء على الجدال بالباطل, إما من جهة القصد, أو من جهة ما يجادل به ويحتج به, من الحجج الباطلة الداحضة, فالاحتجاج بالحجج الباطلة كالاحتجاج والاستدلال بالشبه العقلية, والروايات المكذوبة, أو الجدال على وجه التعصب, لا لقصد إظهار وبيان الحق والوصول إليه, كل هذا من الجدال بالباطل ومن المراء في الدين ومن ذلك الجدال أو المراء على وجه المعارضة لما جاءت به النصوص, فكل هذا من المراء في الدين. [ شرح الطحاوية:209]
طرق القرآن في تقرير إمكانية البعث:
أظهر طرق القرآن في تقرير إمكانية البعث أربعة:
- الاستدلال بخلق السموات والأرض
- الاستدلال بإحياء الأرض بعد موتها
- - الاستدلال بالنشأة الأولى
- – الاستدلال بما وقع من إحياء الموتى فيما سبق.
تجد هذه الأربع تثنى في القرآن في آيات كثيرة. [ِشرح العقيدة الطحاوية:242]
تدبر القرآن من صحة النية, وسلامة القصد:
في قول الشيخ [ابن تيمية ] : " من تدبر القرآن طالباً للهدى منه" تنبيه إلى أن الانتفاع بالقرآن, وحصول المعرفة, وظهور الحق لا يحصل بمجرد تدبر التدبر, بل لا بد من صحة النية, وسلامة القصد, وذلك بأن يكون القصد من التدبر طلب الهدى والفرقان بين الحق والباطل.[توضيح مقاصد الواسطية:157]
رد الكلام المشكل إلى أصوله:
في القرآن متشابه, وفي السنة أحاديث متشابهة, وفي كلام الناس متشابه, فإذا ورد عن إمام من الأئمة مثلاً عبارة توهم كذا, أو تدل على كذا, فالواجب رد هذا الكلام المشكل إلى أصوله, وإلى ما عُرف به, وكلامه الواضح, وأما المغرضون والجاهلون فإنهم يضلون بالمتشابه من الكلام.[شرح الرسالة التدمرية:316]
تصوير بديع لدلالة هذه الآية:
قال تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} [الأنعام:59] لسيد قطب رحمه الله في تفسيره كلام وتصوير بديع لدلالة هذه الآية, وما فيها من الشمولية العظيمة, والدلالة على الإعجاز.[شرح العقيدة الطحاوية: 184]
فوائد مختصرة:
* مجالسة أهل العلم والصلاح فيها خير وبركة لمجالسيهم[تعليقات على المخالفات العقدية::27]
* من أقرب الطرق لإفساد مجتمعات المسلمين إفساد المرأة[شرح نواقض الإسلام,:11]
* من رحمه الله أفلح ونجح وسعد في الدنيا والآخرة[شرح كشف الشبهات:10]
* من قال كلمة حق يريد بها باطلاً فهو مبطل [توضيح المقصود في نظم أبي داود:129]
* لا يلزم من صحة الدليل صحة الاستدلال, لأن من الناس من يستدل بالشيء على ما لا يدل عليه فيكون غالطاً في الاستدلال[شرح الرسالة التدمرية:البراك:38]
* التناقض يكون بالتفريق بين المتماثلات وبالجمع بين المختلفات[السابق:327]
* كل ما عند الأمم الكافرة من أنظمة صالحة, تتضمن إقامة عدل, وإيصال حق, ومنع ظلم, فإنه موجب شرع الله, وقد يكون مأخوذاً من شرع الله, فإنهم قد يأخذون من شرع الله ما لا يتعارض مع أهوائهم.[شرح الرسالة التدمرية:502]
* بقدر بعد الناس عن شرع الله تعالى يكون شقاؤهم, وبقدر تمسكهم بشرع الله تكون سعادتهم.[شرح الرسالة التدمرية:502]
* الإنسان مهما بلغ من منزلة فلا بد له من الاستغفار, لأنه دليل التواضع, وشعور العبد بالتقصير.[شرح الرسالة التدمرية: 526]
* الاستغفار مطلوب من العبد قبل التوبة, لأنه قد يكون سبباً في التوبة, كما أنه مطلوب بعد التوبة لكونه من أسباب قبولها[شرح الرسالة التدمرية:530]
* ما لم يكن بالله لا يكون, لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله, وما لم يكون لله لا ينفع, ولا يدوم.[شرح الرسالة التدمرية:534]
* السعادة سببها توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له, وطاعته وطاعة رسله, هذه أسس السعادة: إيمان, وتقوى, وعمل صالح, ولا تكون السعادة بدون ذلك.[شرح العقيدة الطحاوية:167]
* الشقاوة موقفة على أسبابها, فالشقاوة سببها: الكفر, والعصيان, والشرك, والظلم, والفسق, والعدوان.[شرح العقيدة:168]
* المخلص هو الذي أراد بعمله وجه الله تعالى دون سواه, نعم الإخلاص يدفع إلى الجد في العمل, لكن ليس كل جاد في عمله يعد مخلصاً[شرح التدمرية:536]
* التفكر في الآيات الكونية, والتدبر للآيات الشرعية القرآنية هما من روافد الإيمان, ومما يسقي شجرة الإيمان فالإيمان يزيد بالفكر في آيات الله[شرح الطحاوية:24]
* ينبغي للمسلم أن يكون متواضعاً لا يأنف عن أن يستفيد ممن فوقه, أو مثله, أو دونه, فقد بجد الفائدة عند من هو دونه في العلم وفي السن, كما كان الأئمة يفعلون ذلك فالحق والعلم ضالة المؤمن فأين وجدها قبلها وأخذها[شرح الطحاوية:388]
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: