فوائد من شرح القواعد الأربع للشيخ سعد بن ناصر الشثري

منذ 2021-10-28

** العبد إذا لم يكون له عون من الله, فإنه إلى خسارة, وإلى قل وضعف, وأما إذا تولى رب العزة والجلال العبد, فإنه سيكون من أسباب جلب السعادة له في الدنيا والآخرة.

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن العلماء المتأخرين فضيلة الشيخ سعد بن ناصر الشثري, والشيخ له شروح على بعض المتون العلمية, منها شرحه لكتاب القواعد الأربع, والشرح يوجد فيه فوائد اخترت بعضاً منها, أسأل الله أن ينفع بها.

مؤلفات الإمام محمد بن عبدالوهاب:

ألف المؤلفات والرسائل المتعددة, التي تناسب أحوال المدعوين, فألف كتاب التوحيد الذي فيه الدلائل على وجوب إفراد الله بالعبادة,... وألف الشيخ مؤلفات أخرى, أغلبها من الرسائل التي تكون قليلة اللفظ, لكنها كثيرة المعنى,....ومما ألفه الشيخ هذه الرسالة المتعلقة بالقواعد الأربع, وهي رسالة عظيمة النفع, كبيرة الأثر, وقد نفع الله بها في أزمان متعددة, والرسالة قائمة على الدعوة إلى إفراد الله جل وعلا بالعبادة, وبيان بعض الشبهات والرد عليها. وهذه الرسالة على وجازتها, إلا أنها احتوت قواعد عظيمة, ومعاني جليلة, تدل على ما آتاه الله عز وجل للشيخ رحمه الله, من علم في أصل دين الإسلام,....فغفر الله للشيخ, وأسكنه فسيح جناته, وكم من كلام قليل يدل على معان كثيرة, فغفر الله للشيخ.[ص:215_216]  

تعلق القلب بالله عز وجل:

القلب لا ينبغي به أن يتعلق بشيء من أمور الدنيا, إنما يتعلق بالله, فلا تعجب بما عندك من مال, فإنه قد يضيع في لحظات, ولا يعجب الإنسان بقوته ولا بذهنه بأنه يحفظ, أو غير ذلك, فإن الله جل وعلا قادر على صرف ذهنك عن الخير والطاعة إلى ما يضاده, ولا يعجب الإنسان بالأسباب الدنيوية, وإنما يتعلق قلبه بالله عز وجل, فإذا تعلق المرء بالله, وتوكل على الله, كفاه الله كل شيء, ومتى نظر إلى الأسباب واعتمد عليها وكل إليها, ووكل إلى عجز وهزيمة ولم تنفعه بشيء, وهذا مشاهد, فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين, متى كان الإنسان معتصماً بالله معتمد القلب على ربه وقاه الله كل سوء, ومكنه من كل خير. [ص:244]

الثقة بالنفس:

قول بعض الناس: الثقة بالنفس. تحتمل معنيين.

المعنى الأول: معنى حق: لأن المراد بذلك معرفة خاصية النفس, وإعطاء النفس ما يقابلها, وما يتناسب معها من العمل.

المعنى الثاني: ما ينافي التوكل, وذلك أنه يثق, بمعنى أنه لا يستند إلى ربه, ولا يعتمد عليه جل وعلا, ولذلك فإن الأولى عدم استعمال هذا المصطلح, وتركه لاشتماله على معنيين: حق, وباطل, والقاعدة الشرعية: أن اللفظ إذا كان مشتملاً على معنيين: أحدهما حق, والثاني باطل, فإنه يؤمر بتركه, قال جل وعلا: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا}  [البقرة:104] فإن راعنا تحتمل معنيين:

المعنى الأول: من الرعاية, وهذا معنى صحيح.

المعنى الثاني: من الرعونة, وهذا معنى باطل, فلما كانت هذه اللفظة مشتملة على معنيين أحدهما حق, والأخر باطل, منع منها.[ص:246]  

فوائد مختصرة:

** العبد إذا لم يكون له عون من الله, فإنه إلى خسارة, وإلى قل وضعف, وأما إذا تولى رب العزة والجلال العبد, فإنه سيكون من أسباب جلب السعادة له في الدنيا والآخرة.[ص:218]

** السعادة تلك الصفة التي تتصف بها النفوس, وتكون سبباً من أسباب زوال الهموم والعموم عنها, مع راحة بالها.[ص:223]

                 كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 0
  • 0
  • 2,136

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً