آداب عيادة المريض

منذ 2021-11-01

ينبغي ألَّا يُواصِلَ العيادةَ كلَّ يومٍ  ؛ نصَّ على ذلك الشَّافعيَّةُ ، والحَنابِلَة  ؛ وذلك حتَّى لا يُثْقِلَ عليه .

 قال ابن حجر :

" آداب العيادة عشرة أشياء ومنها ما لا يختص بالعيادة أن لا يقابل الباب عند الاستئذان وأن يدق الباب برفق وأن لا يبهم نفسه كأن يقول أنا وأن لا يحضر في وقت يكون غير لائق بالعيادة كوقت شرب المريض الدواء وأن يخفف الجلوس وأن يغض البصر ويقلل السؤال وأن يظهر الرقة وأن يخلص الدعاء وأن يوسع للمريض في الأمل ويشير عليه بالصبر لما فيه من جزيل الأجر ويحذره من الجزع لما فيه من الوزر" " فتح الباري "

وفي الموسوعة الفقهية (الدرر السنية) أتى ذكر فروع لآداب زيارة المريض وهي:

الفرع الأَوَّلُ: الدُّعاءُ للمَريضِ 
يُستحبُّ لِمَن عاد مريضًا أن يدعُوَ له؛ نصَّ على ذلك المالِكيَّةُ ، والشَّافعيَّةُ ، والحَنابِلَةُ .
الأدلَّة من السُّنَّة:
1- عن ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قال:  «كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا دخل على مَن يعودُه قال: لا بأسَ؛ طَهُورٌ إنْ شاءَ اللهُ  » . [البخاري]
2- عن أنسٍ رَضِيَ الله عنه،  «أنَّه قال لثابتٍ: ألَا أرقِيكَ برُقْيةِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال: بلى، قال: اللهُمَّ، ربَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ الباسِ، اشْفِ أنت الشَّافي، لا شافِيَ إلَّا أنت، شفاءً لا يُغادِر سَقَمًا » [البخاري]  .
3- عن سعد بن أبي وقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه،  «أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم دخلَ على سعدٍ يَعودُه بمكَّةَ، فبكى، قال: ما يُبكِيكَ؟ فقال: قد خَشيتُ أن أموتَ بالأرضِ التي هاجَرتُ منها، كما مات سعدُ بنُ خَوْلةَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، ثَلَاثَ مِرَارٍ» [متفق عليه]    .
4- عن أبي سَعيدٍ الخُدْرِي رَضِيَ اللهُ عنه،  «أنَّ جبريلَ أتى النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقالَ: يا مُحَمَّدُ أَشْتَكَيْتَ؟ قال: نَعَم. قال: باسْمِ اللهِ أَرْقيكَ، مِنْ كُلِّ شَيءٍ يُؤذيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفسٍ أو عينِ حاسِدٍ اللهُ يَشْفيكَ، باسْمِ اللهِ أَرْقيكَ » [مسلم]   .
الفرع الثَّاني: تخفيفُ المُكْثِ عِندَه
يُخَفِّفُ العائدُ المُكْثَ عند المريضِ، ولا يُطيلُ الجُلوسَ عنده  ؛ نصَّ عليه المالِكيَّةُ ، والشَّافعيَّة ، والحَنابِلَة ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك  ؛ وذلك لِمَا في الإطالَةِ من إضْجارِه والتَّضييقِ عليه، ومَنْعِه من بعضِ تَصَرُّفاتِه .
الفرع الثَّالِثُ: ترغيبُه في التَّوبَةِ
يُسْتَحَبُّ ترغيبُ المريضِ في التَّوبَةِ؛ نصَّ عليه الحَنفيَّة  والشَّافعيَّة ، والحَنابِلَة  ؛ وذلك لأنَّ التَّوبةَ واجبةٌ على كلِّ حالٍ، وهو أحْوَجُ إليها من غيرِه .
الفرع الرابع: ترغيبُه في الوصيَّةِ
يُستَحَبُّ ترغيبُ المريضِ في الوصِيَّةِ؛ نصَّ عليه الحَنفيَّةُ ، والشَّافعيَّة ، والحَنابِلَة .
الدَّليلُ مِنَ السُّنَّة:
عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قال:  «ما حقُّ امرئٍ مُسلمٍ له شيءٌ يُوصِي فيه، يَبيتُ ليلَتَينِ إلَّا ووصِيَّتُه مكتوبةٌ عندَه»   [متفق عليه] .
الفرع الخامِسُ: حثُّه على تحسينِ الظَّنِّ باللهِ
يُستحَبُّ للعائِدِ أن يَحُثَّ المريضَ على تحسينِ ظنِّه بربِّه سبحانه وتعالى؛ نصَّ عليه الحَنفيَّة ، والشَّافعيَّة .
الدَّليلُ مِنَ السُّنَّة:
عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريِّ رَضِيَ الله عنهما، قال: سمعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، قبلَ موتِه بثلاثَةِ أيَّامٍ، يقولُ:  «لا يَموتَنَّ أحدُكم إلَّا وهو يُحْسِنُ الظَّنَّ باللهِ عزَّ وجلَّ»   [مسلم]  .
الفرع السَّادِسُ: عدمُ مُواصلةِ العيادةِ كلَّ يومٍ
ينبغي ألَّا يُواصِلَ العيادةَ كلَّ يومٍ  ؛ نصَّ على ذلك الشَّافعيَّةُ ، والحَنابِلَة  ؛ وذلك حتَّى لا يُثْقِلَ عليه .

أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي

باحث شرعي - داعية و إمام بوزارة الأوقاف المصرية

  • 3
  • 2
  • 1,854

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً