مجرد صداقة
حبيبتى أمازلت تقولين أن هذا تخلف ورجعية ؟ ...انظرى حبيبتى ماذا حصد الغرب من ثمار الاختلاط فى كل مكان ؟
إذا سألت الفتاة يوما ما طبيعة العلاقة بينك وبين هذا الشاب ؟ تجدها تقول "مجرد صداقة "هل سألت نفسك ما نهاية هذه الصداقة ؟أم أنك ترددين كلمات الإعلام والثقافة الغربية أنه لابد للبنت من صديق وإلا اتهمك الناس بالرجعية والتخلف وإذا كنت لا تشعرين تجاهه بشئ فهل هذا نفس شعوره ؟أم أنه لا يكفيه "مجرد صداقة" ....
حبيبتي خلقنا الله بالفطرة يميل الرجل للمرأة والمرأة للرجل وإلا لما حدثت الألفة ثم الزواج إنها آية من آيات الله فى الخلق لا نستطيع إنكارها ولا تنكرى عليك مشاعرك فإنك ما اخترتيه من بين كثيرين ليكون صديقك إلا لأنك انجذبت إليه وبينكم أمور مشتركة وهل هذه المشاعر الا مقدمة للحب ؟هل سألتيه يوما أترضى لأختك أن يكون لها "بوى فرند "تخرج معه وتسهر معه ترى ماذا سيكون رده ؟ هل فكرت يوما لماذا لا يتزوجنى هذا الصديق ؟ عندى الإجابة لماذا يتزوجكك ويخرج معك ويتحدث اليك وقتما شاء ويضغط عليك باسم الصداقة أو الحب لينال ما شاء فقد سهلتى له المهمة فلماذا يتزوج إذن ؟.....
أريد منك أن تسألى نفسك هل أنا مسلمة حقا وما معنى الاستسلام لأمر الله عز وجل,, هو أن تثقى فيه وفى تشريعاته أنه يريد أن يحافظ عليك ويجعلك معززة مكرمة فى نظر من ترتبطين به فهو الخالق وأعلم بمواطن الضعف فى النفس البشرية حين يأمر بغض البصر فى التعامل مع الجنس الآخر يعنى من البداية أغلق الباب بينك وبينه حتى لا يكون هناك مجال للتعلق به من خلال النظر ونهى عن اتخاذ الخليل أو الصديق إذ يقول {وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ }
أسمع بعض الفتيات تقول أنا واثقة من نفسى ولا أفعل شيئاً خطأ ....حبيبتى من الذى يحدد الخطأ الخالق أم البشر؟ الخالق هو الذى حرم العلاقة بين الرجل والمرأة التى ليست فى إطار شرعى كما أنه عندما حرم الله على آدم عليه السلام الأكل من الشجرة قال " {لا تقربا هذه الشجرة} " يعنى ولا حتى المحيط الخارجى لها لأنه أعلم بالنفوس البشرية ومع ذلك وسوس له الشيطان وأزلته المعصية وأنزلته من مكان العز إلى دار الشقاء فإذا كنت تثقين فى نفسك فالأولى أن تثقى فى ربك وتسلمى له وإن كنت تدعين الحرية فالحرة لا تتخذ صديقا يلعب بها فلا تقنعينى أن الصداقة لن تتطور يوما ما فالاختلاط فى ديننا مشروط بشروط وله ضوابط وحدود حتى لا نجنى ثمار الدخول فى الشبهات التى تؤدى إلى الحرام
حبيبتى أمازلت تقولين أن هذا تخلف ورجعية ؟ ...انظرى حبيبتى ماذا حصد الغرب من ثمار الاختلاط فى كل مكان ؟
إن الأصدقاء عندهم يعيشون فى بيت واحد وينفصلون عن أهلهم يعيشون معا دون عقد زواج تحت اسم الحرية بل إنهم يفعلون الفاحشة أمام أعين الناس التى كانت فى البداية "مجرد صداقة " جربوا كل شئ وخالفوا الفطرة ولم يسعدوا فى النهاية وهناك العديد من الدراسات فى الغرب تشير إلا أنه تجرع مرارة الاختلاط نتيجة فتح الباب على مصراعيه ففى بريطانيا أكثر من نصف الفتيات يتعرضن للتحرش الجنسى وفى المكسيك 90بالمئة من الفتيات لا يشعرن بالأمان فى المواصلات كما أنهم عقدوا مقارنة بين المدارس المختلطة وغير المختلطة فكانت النتيجة كما أعلنها معهد أبحاث علم النفس الاجتماعي في مدينة بون بألمانيا أن تلاميذ وتلميذات المدارس المختلطة لا يتمتعون بقدرات إبداعية، وهم محدودوا المواهب، ليس لديهم هوايات، وأنه على العكس من ذلك تبرز محاولات الإبداع واضحة بين تلاميذ مدارس الجنس الواحد غير المختلطة وترتفع درجات الفتيات فى المدارس الغير مختلطة عن المدارس المختلطة حتى فى صفوف الجيش المختلط فى بلادهم صدرت شكوى لعديد من المجندات من تحرش واعتداءات جنسية من قبل زملائهن الجنود أى حرب هذه التى يخوضونها وهم تحت تأثير شهواتهم ؟ وهناك مسلسل أمريكى كان الأكثر شهرة على مستوى العالم صرح ممثلوه أنهم أقاموا علاقات كاملة مع بعضهم البعض وشذوذ طوال فترة تصوير المسلسل التى استمرت سنوات فلم تكن العلاقة "مجرد صداقة أو زمالة فى عمل فقد تطورت بطول العشرة بينهم وإنه لوضع طبيعى لعلاقات لا تقوم على شرع الله تغلب عليها الفطرة وتتحكم الغرائز والأهواء
وإنه للعجب أن تكون وصايا رجال الأعمال فى وول استريت بعدم الاختلاط بين الجنسين التى جاء فيها أن إذا عبرت الشارع وبجوارك زميلتك ابتعد عنها وإذا سافرت معها لا تجلس بجوارها وهذا لما وجده من تأثير الاختلاط على تفكير رجال الأعمال وبالتالى الاقتصاد
وإنه للعجب أننا نتبعهم ونحن نملك شريعة ومنهجاً واضحاً
هناك من تقول إنه يحثنى على الطاعة ونتفق على أوراد تقربنا الى الله ....حبيبتى إنها لسذاجة الفتاة حين تتصور أن ذلك تحصين من إغواء الشيطان فتاتى الغالية قال صلى الله عليه وسلم : « ألَا لا يَخْلُوَنَّ رجُلٌ بامرأةٍ لا تَحِلُّ له؛ فإنَّ ثالثَهما الشَّيطانُ، إلَّا مَحْرَمٌ» ذكر أى رجل وأى أمرأة ولم يستثن من يحفظها القرآن أو من يجتمع معها على طاعة هو فى النهاية رجل وأنت امرأة
إنها خدعة يخدعك بها الشيطان ليصل إلى هدفه ولكن من طريق آخر إنه لن يأتى لك ليقول أفعلى الفاحشة ولكن يزين لك الباطل لترى الحق بل وتتدافعى عنه كما يفعل مدعى الحرية إنها "مجرد صداقة" وفى النهاية نصل إلى نفس الطريق
أختى الحبيبة أتعلمين أن أباك وأمك قد وثقوا فيكى فانظرى هل أنت محل ثقتهم هذه وإن كان هذا بالنسبة للوالدين فما بالك بخالقك الذى يراك فى كل وقت ولا يغفل عنك ألا نستحى منه ؟!
هذه الصداقة إن لم تفقدك شيئاً من احترامك لنفسك فقد جرحت مشاعرك ولما لا وهل فى معصية الله خير ؟وهناك من تخرج من علاقة لعلاقة حتى تفقد كل مشاعرها فماذا تعطى من تزوجت إذا تزوجت ؟ .....حتما سيبقى أثر هذه العلاقات والصداقات فى نفسها تقارن بين صديقها وزوجها
لا تنساقى وراء دعاة الحرية الذين يقولون أن الاختلاط يهذب الطباع ويعالج الكبت الجنسى إن كان هذا حقا فهل روض الغرب ومنع الإباحية والشذوذ عندهم أم زاده وهل هم سعداء بما وصلوا إليه ؟
قال تعالى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } .... [124 سورة طه] وإن كان حقا ما يقولون وفيه مصلحة للمرأة والرجل فلما لم ينزل به تشريع إذن
تأملى فى حياة دعاة الإختلاط هل تجدينها سوية ؟أم أنهم أناس فشلوا فى حياتهم الخاصة فأرادوا أن يسقطوا ما بداخلهم على المجتمع بنشرفكرة "البوى فرند " وقد بينت لنا الآيات ما يريده الله منك وما يريده دعاة الحرية وفضحت ما فى قلوبهم إذ يقول تعالى :" {وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا } [النساء: 27].والغريب انه بعد أن تقعى فى فخ الحرية هل تجديهم بجوارك أم أنهم يفرون هرباً ولا تجدى إلا المولى عزوجل باسط يده إليك بالتوبة والرجوع إليه
هناك من تقول لابد الاختلاط فى العمل لا مفر ....إن كان لابد للاختلاط فى مجال العمل أو الدراسة فله ضوابط فلا نجد كثيراً من الفتيات والنساء من كثرة الاحتكاك والخلطة مع زميلها فى العمل تتباسط معه وتتعدى الحدود وتراه يثنى عليها ويكتشف مميزاتها التى لم يكتشفها زوجها وهذا من تزيين الشيطان أيضا لأن المرأة بفطرتها تحب أن تسمع الكلمات العذبة والمدح فمن انساقت وراء هذه الكلمات وهذه المشاعر لم تجن إلا الندامة فى النهاية هكذا قال الشيطان فى نهاية كل إغواء " {قَالَ إِنِّى بَرِىٓءٌ مِّنكَ إِنِّىٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَٰلَمِينَ } " تخيلي أن تخسرى استقرارك الأسرى ونفسك لمجرد تزيين شيطان وليس واقع حقيقى
وعلى الآباء أن يفتحوا نوافذ الحوار مع بناتهم فى ظل فوضى الاختلاط التى نراها فالحب طاقة لدى البنت يجب أن تعرف متى تعطي ولمن تعطى هذه المشاعر وأن تجعل هذه الطاقة وسيلة لأداء رسالتها كأم وزوجة ولا يترك القلب حبيس الأهواء فينحرف ويضل السبيل
أختى الحبيبة كفانا مكابرة بقول "إنها مجردة صداقة "وإنكار فكرة أن الانجذاب بين الجنسين فطرة الله التى فطر الناس عليها وهو أعلم بك من نفسك إذ يقول تعالى " {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} فعليك أن تقفى مع نفسك وقفة تعيدى فيها ترتيب أولوياتك هل نعيش لله أم للأهواء نتركها تذهب بنا إلى حيث لا يرضى الله عزوجل؟ .....
أغلقى باب هذه العلاقه وأى علاقة أخرى بغض البصر وإن كنت لا تستطيعين الجئى إلى ربك وتوسلى إليه أن يخرج الهوى من قلبك فهو وحده إذا رأى منك نية صادقة على التغيير أخذ بيدك إليه وأكثرى من ذكر الله بقلبك يخرج منه ذكر أى علاقة لا ترضى الله وتذكرى أنك ستقفين بين يدى الله يوم القيامة ماذا ستقولين له إذا سألك عن هذه العلاقة هل ستقولين "مجرد صداقة " ؟!
- التصنيف: