ألا تشتاق إلى سكينة قلبك؟ تأمل وتدبر
إذا أردت أن تتنزل السكينة عليك فتهيأ لها، كيف؟ توضأ، وتعطر، واستقبل القبلة واتخذ لنفسك مكانًا منعزلًا، واعلم أنَّ: الهبات والرحمات تأتي في الخلوات؛ يقول تعالى: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ}
كان شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ إذا اشتدت عليه الأمور: قرأ آيات السكينة.
وقال ابن القيم: "وقد جربت أنا أيضًا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يرد عليه فرأيت لها تأثيرًا عظيمًا في سكونه وطمأنينته".
وقد جربها كاتب هذه السطور فلمس أثرها، وشعر بلذة مذاقها.
هذه الآيات:
• سورة التوبة، آية 26، بسم الله الرحمن الرحيم: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [التوبة: 26].
سورة التوبة، آية 40، بسم الله الرحمن الرحيم: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40].
سورة الفتح، آية 4، بسم الله الرحمن الرحيم: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الفتح: 4].
سورة الفتح، آية 18، بسم الله الرحمن الرحيم: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18].
سورة الفتح، آية 26، بسم الله الرحمن الرحيم: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الفتح: 26].
وإذا أردت أن تتنزل السكينة عليك فتهيأ لها، كيف؟ توضأ، وتعطر، واستقبل القبلة واتخذ لنفسك مكانًا منعزلًا، واعلم أنَّ: الهبات والرحمات تأتي في الخلوات؛ يقول تعالى: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ} [مريم: 49].
لذا كان حال من قيل فيهم: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54}، كلما خلا أسرع إلى الله.
[1] دكتور محمد إبراهيم حسن عثمان؛ أستاذ بجامعة السلطان عبدالحليم معظم شاه الإسلامية العالمية بماليزيا.
_______________________________________________
الكاتب: د. محمد إبراهيم حسن عثمان
- التصنيف: