التعاون بين الرجل والمرأة في الحياة الزوجية
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يتعاون الرجل مع المرأة في تحمُّل مسؤولية الأسرة، حتى إنه كان لا يستنكف أن يكون عند مهنة أهله
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يتعاون الرجل مع المرأة في تحمُّل مسؤولية الأسرة، حتى إنه كان لا يستنكف أن يكون عند مهنة أهله؛ في أي عمل، فكان يقول: «الرجل راع على أهله وهو مسؤول، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم»؛ (رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر) [1]، كما كان يقول صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرًا»؛ (رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة) [2].
ويقول أيضًا: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» [3]، يؤكد في ذلك رعايته لأهله وزوجه.
وكما كان صلى الله عليه وسلم يأمر بالتعاون بين الرجال وأزواجهم في حضانة الأطفال ورعاية البيت، وكل من الزوجين بالتعامل بالحسنى والمودة والرحمة، فقد كان أيضًا المثل الأعلى في المشاورة بين الزوجين في كل أمور حياتهما، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «... والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمر حتى أنزل الله فيهنَّ ما أنزل، وقسم لهن ما قسم، قال: فبينا أنا في أمر أتأمره[4] إذ قالت امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، قال: فقلت لها: مالك ولما ها هنا، فيم تكلفك في أمر أريده؟ فقالت: عجبًا يا ابن الخطاب ما تريد أن تراجع أنت وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان»[5].
[1] البخاري: النكاح، باب {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم:6] مسلم كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل.
[2] صحيح البخاري: كتاب النكاح: باب الوصاية بالنساء، صحيح مسلم، كتاب الرضاع باب الوصية بالنساء.
[3] سنن ابن ماجة، كتاب النكاح باب حسن معاشرة النساء.
[4] أي أفكر فيه.
[5] صحيح البخاري كتاب التفسير، باب «تبتغي مرضاة أزواجك»، صحيح مسلم، كتاب الطلاق، باب: في الإيلاء.
_______________________________________
الكاتب: د. سامية منيسي
- التصنيف: