كيف يلم شعثه من لم ير عيبه ويعلم خطأه؟
تأملْ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}، قبل أن تعود باللائمة على غيرك، وتندب حظَّك العاثر، وتبكي قلة الناصرِ، وتشكو دهرك الغادر، اعلم أن مصابك بشؤم معصيك
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165].
تأملْ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}، قبل أن تعود باللائمة على غيرك، وتندب حظَّك العاثر، وتبكي قلة الناصرِ، وتشكو دهرك الغادر، اعلم أن مصابك بشؤم معصيك، ومن سوء رأيك، ومن فسادِ تدبيرك؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30].
وكيف ينهض من كبوته مَنْ لم يرى حجر عثرته، ويقف على سبب زَلَّتِه؟
وكيف يلم شعثه مَنْ لم ير عيبه، ويعلم خطأه؟
اعلم يقينا أنه ما أصابك من مصيبة دقت أو جلت، إلا بذنبك وعصيانك، وسبيل تجاوزها التوبة إلى الله تعالى؛ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا نَزَلْ بَلَاءٌ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَلَا رُفِعَ إِلَّا بِتَوْبَةٍ.
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال: 53].
فَمن غَيَّرَ طَاعَةَ اللَّهِ بِمَعْصِيَتِهِ، غَيَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْعَافِيَةَ بالْعُقُوبَةِ، جَزَاءً وِفَاقًا، ومَنْ غَيَّرَ الْمَعْصِيَةَ بِالطَّاعَةِ، غَيَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْعُقُوبَةَ بِالْعَافِيَةِ، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.
___________________________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب
- التصنيف: