الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (1)
من يجلبُ النار ليحرقَ بيتَه وأهله، من يُخربَ بيتَه بيده بوسائلَ لا تزال تُمطره بوابلٍ أو طل من أغاني وأفلامِ ماجنة وقصص سافلة، وترويض للنفوسِ على الكذبِ والنفاقِ
الحمد لله العليم الخبير، {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} ، والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير القائل في سنته «الكلمة الطيبة صدقة» ، وبعد فهذه باقات ورد من حدائق ذات بهجة، فيها الفائدة والنصيحة، والتوجيه والتسديد، اختلفت مشاربها، واتحدت مآربها، فمنها ما جاء من بطن كتاب، ومنها ما نتزع من مقال، لعلها أن تهدي ضالاً، أو تعين عاملاً، أو ثبت مؤمناً، ونسأل الله أن تكون من الباقيات الصالحات، ومن العلم النافع الذي ينفع صاحبه بعد الممات، وهذه هي الباقة الأولى، وباكورة الثمرات اليانعات من روائع الفقرات:
أتى على العالم حين من الدهر، وهو يتخبَّط في جهل وشقاء، ويتنفس من نار البغي الطاغية على أنحائه الصعداء، حتى نهض صاحب الرسالة الأعظم- صلوات الله عليه- بعزم لا يحوم عليه كلال، وهمة لا تقع إلا على أشرف غرض؛ فأخذ يضع مكان الباطل حقًّا، ويبذر في منابت الآراء السخيفة حكمة بالغة، وما لبثت الأمم أن تقلدت آداباً أصفى من كواكب الجوزاء، وتمتعت بسياسة يتجلَّى بها العدل في أحسن رُواء، وأرفع سناء.
من مقال:السياسة الرشيدة في الإسلام لـ محمد الخضر حسين رحمه الله .
-------------
وما أضلنا إلا المجرمون الذين يدعونا بعضهم إلى الجمع بوسيلة التفريق، ويدعونا بعضهم إلى النجاة بطريقة التغريق، والأولون هم رجال الدين الضالون الذين فرَّقوه إلى مذاهب وطوائف، والآخرون رجال السياسة الغاشُّون الذين بدَّلوا المشرب الواحد، فجعلوه مشارب .. فهل هبَّةٌ من روح الإسلام على أرواح المسلمين، تذهب بهؤلاء وهؤلاء إلى حيث ألقت؟ وتجمع قلوبهم على عقيدة الحق الواحدة، وألسنتهم على كلمة الحق الجامعة، وأيديهم على بناء حصن الحق، على الأسس التي وضعها محمد صلى الله عليه وسلم، ولا مطمع لنا في الوصول إلى هذه الغاية إلا إذا أصبح المسلم يلتفت إلى جهاته الأربع، فلا يرى إلا أخاً يشارك في الآلام والآمال .. فهو حقيق أن يشاركه في العمل.
من مقال: حالة المسلمين لـ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله
-------------
كل الناس يفكرون، ولكنَّ هناك فروقاً كبيرة بين من ينصرف في تفكيره إلى حل المشكلات اليومية التي تواجهه في معيشته وعمله، وبين تلك الصفوة من الناس الذين يحاولون توفير أسس لقراءة الماضي والاستفادة منه، كما يحاولون توفير قواعد لفهم الحاضر واكتشاف العلاقات بين القوى المؤثرة فيه...
من كتاب:تكوين المفكر لـ د.عبدالكريم بكار
-------------
أكثر الآباء والأمهات يركزون على التربية اللفظية من خلال التوجيه الكلامي، بينما هم يربون أبناءهم بتأثير أكثر وأكبر من حيث لا يشعرون من خلال التربية غير اللفظية، وهو ما يعبر عنه بـ (لغة الجسد) من خلال النظر والإشارة وتعابير الوجه وحركة الجسد واللباس والرائحة واللمس، فالجسد يتكلم ويوجه ويربي أكثر من اللسان، ولهذا نجد أن كثيرا من الآباء والأمهات يستغربون من سلوكيات أبنائهم ويقولون إنهم لا يعرفون أين تلقوا هذه التربية الخاطئة، بينما لو راجعوا أنفسهم وسلوكهم ولغة أجسادهم لاكتشفوا أنهم هم السبب، فالتربية غير اللفظية تؤثر بالقيم والسلوك أكثر من التربية اللفظية.
مقال: من أين يتلقون هذه التربية الخاطئة؟! لـ د.جاسم المطوع.
-------------
مَنْ يظل ـ من شبابنا ـ يسبَّ الشركات؛ لأنها لم توفر له وظيفة، ويتهمها بتفضيل غير المواطنين عليه، ويشن عليها حربا شعواء؛ لأنها تشترط خبرة أو شهادة أعلى من شهادته .. من يفعل ذلك فكأنما يحك جربه، ليريح جلده لحظات، وينسى أنها ستزداد قيحا وصديدا بعد أن يرفع أظافره .. إن صناعة الذات، وتأهيلها لأية وظيفة مناسبة لقدرات الشاب الجاد هي الوسيلة الوحيدة التي تبشره بمستقبل وظيفي أفضل.
من مقال: أين من يريد الوظيفة ! لـ د.خالد الحليبي.
-------------
إن الشريعة الإسلامية تنظر إلى الجريمة بعين الفرد الذي ارتكبها, وبعين المجتمع الذي وقعت عليه في آن واحد, ثم تقرر الجزاء العادل الذي لا يميل مع النظريات المنحرفة, ولا شهوات الأمم والأفراد.
مقال: تطبيق الشريعة لـ د.راغب السرجاني
-------------
من يجلبُ النار ليحرقَ بيتَه وأهله، من يُخربَ بيتَه بيده بوسائلَ لا تزال تُمطره بوابلٍ أو طل من أغاني وأفلامِ ماجنة وقصص سافلة، وترويض للنفوسِ على الكذبِ والنفاقِ وقلب الحقائق؟ قائماً على هدمِ بيتهِ كالدودة التي تخرج من الميت ثم لا تأكل إلا ذلك الميت؟ ألم يستشعرَ أنه لو مات َ على حالته تلك مات غاشاً لرعيته خائنا لأمانته. حاملاً وزرَه ووزرَ ما جلبه لبيته على ظهره يوم القيامة بقدرِ ما أفسدت هذه الوسائلُ في نفوس أبنائه وأهله من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا.
الحقيقة: لـ الشيخ علي عبدالخالق القرني.
-------------
فالقوانين والأنظمة الجديدة إن كان فيها تحليل حرام -كما يحلل القانون المدني في أكثر البلاد الإسلامية الربا- فهذا مردود لا نقبله، ولو أجمع عليه المجلس النيابي، ولو اتفقت عليه الأمة كلُّها، بل نرده ولو أطبقت على القول به أمم الأرض؛ لأنه ليس لبشر أن يحل ما حرم الله، وليس لبشر أن يسقط عن المكلفين ما أوجبه الله عليهم.
الحكم بالقوانين الشرعية: لـ الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.
-------------
... على أن المقصود من الجهاد والدعوة إلى الله سبحانه هو هداية البشر وإخراجهم من الظلمات إلى النور وانتشالهم من وهدة الشرك وعبادة الخلق إلى عز الإيمان ورفعة الإسلام وعبادة الإله الحق الواحد الأحد الذي لا تصلح العبادة لغيره ولا يستحقها سواه سبحانه وتعالى، وليس المقصود من الدعوة والجهاد هو سفك الدماء وأخذ المال واسترقاق النساء والذرية.
مقال : الدعوة إلى الله تعالى وأثرها في المجتمع-الشيخ: ابن باز رحمه الله- مجلة الوعي الاسلامي العدد(80).
-------------
إنك ترى الرجل إذا قام بعمل إصلاحي، أو أحسن خدمة ما، يقول فعلت كذا إرضاء لضميري، أو إخلاصا لوطني، ويعجب بذلك المغرورون من إخوان الإسلام، وما يدرون أن هذا التعبير دخيل على الإسلام وليس مما هو معروف لدى المسلمين بحال، بل هو يتنافى مع جوهر العقيدة الإسلامية التي هي الإخلاص لله في كل عمل صالح، وطلب مرضاة الله بكل خير يقدمه الإنسان. فالمسلم إذا عمل صالحا، أو أتقن عملا، يقول فعلت كذا أو أتقنت عمل كذا ابتغاء وجه الله، وطلبا لمرضاته سبحانه وتعالى، فلم يجعل من ضميره أو وطنه إلها يطلب مرضاته ويخلص العمل له. وإنما يفعل هذا إنسان لا يؤمن بالله ولا يرجو رحمته أو يخاف عذابه. وبذلك عرفنا أن هذه العبارة بضاعة فاسدة مستوردة من البلاد التي لا يؤمن أهلها بالله ولا يرجون له وقارا.
مقال:البضاعة الفاسدة - للشيخ أبي بكر جابر الجزائري رحمه الله- مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
-------------
ثم إن بعض الناس أحياناً يهملون الاستدلال بالآيات والأحاديث ويقدمون الأدلة العقلية، مع أن الحوار قد يكون بين شخصين مسلمين من أهل السنة، لست تناقش الآن كافراً، أنت تناقش الآن شخصاً من أهل السنة فقدم الأدلة من القرآن والسنة.
الحذر من إهمال الاستدلال بالقرآن والسنة وتقديم الأدلة العقلية- الشيخ:محمد صالح المنجد
وإلى اللقاء في المجموعة الثانية قريبا إن شاء الله تعالى.
- التصنيف: