الفتح والنصر يقتضيان التسبيح والشكر وليس كفر النعم

منذ 2022-02-23

ينفتح معه باب آخر من الابتلاء والاختبار هو باب شكر النعم والمحافظة على هذا النصر والفتح بشكر الفتاح العليم سبحانه

الله تعالى يفتح على عبده الصالح من أبواب الخير , ومع هذا الفتح وتحقيق الفلاح في الدنيا ينفتح معه باب آخر من الابتلاء والاختبار هو باب شكر النعم والمحافظة على هذا النصر والفتح بشكر الفتاح العليم سبحانه, واستغفاره والافتقار إليه والإيمان بأن النصر والفتح إنما هو من عند الله, وعلى العبد ألا يغتر بنفسه أو يرجع الفضل لعلمه أو قوته كما قال قارون {إنما أوتيته على علم عندي}

قال تعالى منبهاً رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى الهام:

{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} [النصر]

قال الإمام السعدي في تفسيره:

وأما الأمر بعد حصول النصر والفتح، فأمر رسوله أن يشكر ربه على ذلك، ويسبح بحمده ويستغفره، وأما الإشارة، فإن في ذلك إشارتين: إشارة لأن يستمر النصر لهذا الدين ، ويزداد عند حصول التسبيح بحمد الله واستغفاره من رسوله، فإن هذا من الشكر، والله يقول: { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم في هذه الأمة لم يزل نصر الله مستمرًا، حتى وصل الإسلام إلى ما لم يصل إليه دين من الأديان، ودخل فيه، ما لم يدخل في غيره، حتى حدث من الأمة من مخالفة أمر الله ما حدث، فابتلاهم الله بتفرق الكلمة، وتشتت الأمر، فحصل ما حصل.
ومع هذا فلهذه الأمة، وهذا الدين، من رحمة الله ولطفه، ما لا يخطر بالبال، أو يدور في الخيال.
وأما الإشارة الثانية، فهي الإشارة إلى أن أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرب ودنا، ووجه ذلك أن عمره عمر فاضل أقسم الله به.
وقد عهد أن الأمور الفاضلة تختم بالاستغفار، كالصلاة والحج، وغير ذلك.
فأمر الله لرسوله بالحمد والاستغفار في هذه الحال، إشارة إلى أن أجله قد انتهى، فليستعد ويتهيأ للقاء ربه، ويختم عمره بأفضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه.
فكان صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن، ويقول ذلك في صلاته، يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده:  «سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي» .

#أبو_الهيثم

#تدبر

  • 4
  • 1
  • 809

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً