فضيلة تلاوة القرآن الكريم

منذ 2022-04-11

إن من أوسع الطرق التي يكتسب المسلم من خلالها الأجور العظيمة تلاوة القرآن الكريم، حيث إن النبي ﷺ قال مبينا فضيلة ذلك وعظم أجره «لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف».

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

إن من أوسع الطرق التي يكتسب المسلم من خلالها الأجور العظيمة تلاوة القرآن الكريم، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال مبينا فضيلة ذلك وعظم أجره «لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» وذلك فضل الله تبارك وتعالى على عباده، وهذه الأحرف الثلاثة عليها ثلاث حسنات، وتضاعف إلى عشر أضعافها لقوله تبارك وتعالى {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} فتكون ثلاثين حسنة، حقا إن هذه هي التجارة الرابحة والمكاسب العظيمة الباقية، ومع ذلك فهي لا تأخذ جهدا كبيرا ولا تستغرق وقتا طويلا، فمن هذه الحيثية كانت التلاوة من أوسع الأبواب لتكثير الحسنات والأجور، وعندما نجعل مقايسة حسابية في هذا الجانب، فنقول الصفحة الواحدة من كتاب الله تبارك وتعالى فيها ما يقارب خمسة آلاف حسنة، والجزء الواحد فيه ما يقارب مئة ألف حسنة، والختمة الواحدة فيها ما يزيد على ثلاثة ملايين حسنة، والله عز وجل يضاعف لمن يشاء، علما أن الصفحة الواحدة قد لا تستغرق دقيقتين، والجزء الواحد قد لا يستغرق أكثر من نصف ساعة، فهل يتأخر عن هذا عاقل حصيف حريص؟

 

فكن أخي الكريم مبادرا عمليا في إحياء التلاوة، واجعل لك برنامجا يوميا دوريا لا تتخلى عنه واربطه بأوقات الصلاة أو ببعضها أو بما تراه مناسبا من الأوقات، مستثمرا في ذلك ذهابك وإيابك من حفظك، محاولا التدبر لتلك القراءة والتلاوة أو لبعضها ليعظم أجرك.

 

إن العمل بما يقرأه القارئ هو مطلب عظيم لتهذيب النفوس، وتتحصن الجوارح عن المحرمات، فإذا قرأت قوله تعالى «ولا يغتب بعضكم بعضا» فاجتنب الغيبة، وهكذا في جميع الآيات المتلوة، واعلم أن ظروفك وأشغالك قد تزاحم تلاوتها ما لم تجعل لك منهجا واضحا ثابتا في هذا الجانب، واعلم أنك عندما تتقدم بكل صلاة من الصلوات خمس دقائق فتقرأ فيها كتاب الله تعالى، فإنك ستقرأ في كل يوم جزءا من القرآن، وتختم في كل شهر ختمة، وأما إذا جعلتها عشر دقائق قبل كل صلاة فسوف تقرأ جزئين في كل يوم، وستختم ختمتين في كل شهر، وهكذا كلما زدت خمسا من الدقائق زدت جزءا في اليوم وختمة في الشهر.

 فحاول أخي الكريم تعويد نفسك على منهج يكون مصاحبا لك مع كتاب الله عز وجل، علما أنه لم يأخذ من وقتك الثمين إلا اليسير، بينما حصلت بفضل الله تبارك وتعالى لك كثير من الحسنات والأجور، فيا بشراك حينها، ولكن اعلم أن هذا المنهج وسلوكه يحتاج منك إلى حزم وعزم، حيث إن الشيطان قد يقف في طريقك مثبطا لك أو مسوفا أو مشغلا لك، ولكن مع هذه الحبائل للشيطان كن أنت المنتصر والشجاع مستعينا بالله تبارك وتعالى من الشيطان الرجيم مبادرا بالخطوات العملية، وعندها ستحمد أمرك بإذن الله عز وجل، واستشعر خلال قراءتك الأجر المترتب عليها ليكون ذلك الاستشعار محفزا ومشجعا لك أمام خطوات الشيطان.

واعلم أنك لو تدرجت وزدت من تلك التلاوة لكنت في وقت يسير مع التلاوة تختم في كل أسبوع مرة، بحيث إنك تقرأ في اليوم الواحد خمسا وثمانين صفحة فستختم في كل أسبوع مرة وفي كل شهر أربع مرات، وأيضا ستحصل بإذن الله تبارك وتعالى على أكثر من اثني عشر مليون حسنة في الشهر، والله عز وجل يضاعف لمن يشاء، فهذا فضل عظيم وثواب جزيل يتعين علينا استثماره والدلالة عليه ليكون لنا مثل أجور من عمل به، وكما تجعل لك ذلك منهجا، فاجعل المنهج نفسه مع أولادك ومن حولك ليعم الخير ويعظم الأجر، وهذا ميدان للتنافس على الخير والمسابقة فيه.

 

أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من التالين لكتابه العاملين به وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

  • 6
  • 0
  • 1,544

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً