رمضان فرصة لإعادة النظر ومراجعة النفس

منذ 2022-04-14

وحاسب نفسك، واعزم على أنك لن تكرر خطأ اليوم غدًا بإذن الله؛ سواء أكان كلمة خرجت منك أو نظرة أو فعل أو غير ذلك.

هل نحن راضون عن أنفسنا؟ عن عبادتنا؟ عن علاقتنا بالله سبحانه وتعالى ثم علاقتنا مع الناس؟ راضون عن أخلاقنا؟ قال صلى الله عليه وسلم:  «إنَّ الرجلَ لَيدرِكُ بحُسنِ خُلُقِه درجةَ القائمِ باللَّيلِ، الظامئِ بالهواجِرِ» [صحيح الترغيب].

كلنا نحتاج إلى إعادة النظر في الكثير من شؤوننا وأحوالنا، نحتاج أن نراجع أنفسنا سواء فشلنا أو نجحنا؛ نبحث عن أسباب الفشل ونعالجها، ونرى جوانب النجاح التي حققناها ونحافظ عليها بل ونحاول أن نزيد منها.

نحاسِب أنفسنا قبل أن نحاسَب، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم؛ كان الأحنفُ بن قيسٍ يجيءُ إلى المصباحِ فيضعُ إصبَعهُ فيه ثم يقول: يا حُنيف، ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا؟ ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا؟

وإذا كانت الدنيا بمشاغلها وروتينها تنسينا لوم النفس ومحاسبتها؛ فرمضان فرصة عظيمة لإعادة النظر في حياتنا ومحاسبة النفس على تقصيرها، في انقطاعنا عن القرآن الكريم وهجراننا له تدبرًا وفهمًا، وقراءًة وعملًا، في صلتنا للأرحام والأقارب والجيران، في أموالنا، وهل هي من كسب حلال أم غير ذلك، في اهتمامنا بأسرتنا وأبنائنا وإخواننا، في تفاعلنا مع قضايا المسلمين المستضعفين.

حاسب نفسك ...

أولًا: نراجع أنفسنا وحالنا مع الفروض، ما أخبار الصلاة وغيرها من الفروض؟ فإذا كان فيها نقص أصلحناه، فإذا نجحنا في اختبار الفرائض ننظر للنواهي؛ ما أخبارنا مع المحرمات؟ هل نقع في المكروهات؟ فإذا ارتكبنا منها شيئًا تَدَاركناه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحيات، ونراقب أفعالنا وأقوالنا كلها ونحاسبها على كل حرف وكل فعل ونسيطر عليها، والأهم أن نبدأ بالتنفيذ فورًا ونستمر بعد رمضان.

أكثر من قَوْلِ سيدَ الاستغفار: «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَه إِلا أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ» .

وحاسب نفسك، واعزم على أنك لن تكرر خطأ اليوم غدًا بإذن الله؛ سواء أكان كلمة خرجت منك أو نظرة أو فعل أو غير ذلك.

وإياك أن تستسلم لإحباط الشيطان، فمهما حاول أن يُهوِّل من معصيتك، أو أن يصدك ويقنِّطك، تذكر أن ربك يحب توبتك ويفرح بها، وأدرِكْ نفسك قبل أن تغرق أكثر، وأصلح من نفسك، وتُبْ من ذنبك أولًا بأول.

هبة حلمي الجابري

خريجة معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف بجمهورية مصر العربية

  • 6
  • 0
  • 1,527

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً