من أقوال السلف في الصدق والكذب-2
** قال مطرف بن عبدالله بن الشخير: ما يسرني أني كذبت كذبة واحدة وأن لي الدنيا وما فيها.
بسم الله الرحمن الرحيم
** قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: لا يصلح الكذب في هزل ولا جد, ولا أن يعد أحدكم صبيه شيئاً ثم لا ينجزه به
** قال الأثرم: سمعتُ أبا عبدالله سئل عن الرجل يأتيه الأميُّ الذي لا يكتبُ, فيقول: أتكتُب لي كتاباً فيملي عليه شيئاً يعلم أنه كذب أيكتب له ؟ قال: لا, فلا يكتب له الكذب.
** قال جعفر الصادق: لا داء أدوى من الكذب.
** قال أبو العالية الرياحي: أنتم أكثر صلاةً وصياماً ممن كان قبلكم, ولكن الكذب قد جرى على ألسنتكم.
** قال مطرف بن عبدالله بن الشخير: ما يسرني أني كذبت كذبة واحدة وأن لي الدنيا وما فيها.
** قال الأصمعي: أتى رجل الحجاج, فقال: إن ربعي ابن حراش زعموا لا يكذب, وقد قدم ابناه عاصيين, فبعث إليه الحجاج, فقال: ما فعل ابناك ؟ قال: هما في البيت والله المستعان, فقال له الحجاج: هما لك, وأعجبه صدقه.
** قال الإمام ابن حبان رحمه الله: الكذب يُردي, ومن غلب لسانه أمَّرهُ قومه, ومن أكثر الكذب لم يترك لنفسه شيئًا يُصدَّق به، ولا يكذب إلا من هانت عليه نفسه، ولو لم يكن للكذب من الشين إلا إنزاله صاحبه بحيث إن صدَق لم يُصدَّق، لكان الواجب على الخلق كافة لزوم التثبُّت بالصدق الدائم وإن من آفة الكذب أن يكون صاحبه نسيًّا
** قال الإمام ابن حزم رحمه الله: وأعدل الشهود على الكذاب: لسانه, لاضطرابه ونقض بعض كلامه بعضاً.
** قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن كذاباً ؟ فقال: ( لا ) ومعناه: أن المؤمن لا يكون كذاباً, يريد أنه لا يغلب عليه الكذب, حتى لا يكاد يصدق, هذا ليس من أخلاق المؤمنين.
** قال الإمام الغزالي رحمه الله: المنافق ضد المؤمن الصادق, وهو الذي يكون كاذباً في خبره أو كاذباً في عمله كالمرائي في عمله قال الله ﴿ {إنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ } ﴾ [النساء:142]
** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
& الكذب مفتاح كل شر.
& الكذب أساس السيئات ونظامها.
& الكذب أصل الفجور.
& الكاذب تنزل عليه الشياطين.
& العمل السيئ مثل الكذب...يعاقب صاحبه في الحال بظلمة في القلب وقسوة وضيق في صدره...ونسيان ما تعلمه وانسداد باب علمه كان يطلبه ونقص في يقينه وعقله, واسوداد وجهه وبغضة في قلوب الخلق واجترائه على ذنب آخر.
* الكاذب يقلق قلبه.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
& إياك والكذب, فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه, ويُفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس. فإن الكاذب يُصورُ المعدوم موجوداً والموجود معوماً والحقَّ باطلاً والباطلَ حقاً, والخير شرّاً والشرَّ خيراً, فيفسُدُ عليه تصوره وعلمه عقوبةً له, ثم يُصور ذلك في نفس المخاطب المغتر به الراكن إليه, فيُفسدُ عليه تصوره وعلمه
& أول ما يسري الكذب من النفس إلى اللسان فيفسده, ثم يسري إلى الجوارح فيُفسد عليها أعمالها...فيعُم الذنب أقواله وأعماله وأحواله, فيستحكم عليه الفساد ويترامي داؤه إلى الهلكة إن لم يتداركه الله بدواء الصدق يقلعُ تلك المادة من أصلها
& الله يعاقب الكذاب بأن يقعده ويُثبطه عن مصالحه ومنافعه, ويُثيب الصادقَ بأن يوفقه للقيام بمصالح دنياه وآخرته, فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق, ولا مفاسدهما ومضارهما بمثل الكذب.
& شرُّ ما في المرء لسان كذوب، ولهذا يجعل الله سبحانه شعار الكاذب يوم القيامة، وشعار الكاذب على رسوله سواد وجهه، والكذب له تأثير عجيب في سواد الوجه، & الصادق يرزقه الله مهابةً وحلاوةً، فمن رآه هابه وأحبَّه والكاذب يرزقه مهانةً ومقتًا، فمن رآه احتقره.
& أربعة تجلب البغضاء والمقت: الكبر, والحسد, والكذب, والنميمة.
** قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: عادة الله في الخلق أن الكاذب يفتضح في حياته, أو بعد مماته, ومن افتضاحه أن يتبين كذبه. وأعظم ذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: