عصرنة الإسلام أم عصر المسلمين؟!
أمام الداعية المعاصر تحديات كبيرة، تجعله أمام خيارات خطيرة؛ إذ قد يصنف الداعية مع الداعمين للإرهاب لو تمسك بنصوص القرآن الكريم، أو دافع عمّا هو معلوم من الدين بالضرورة...
مصطلح "الإسلام العصري" أو "الداعية العصري" مثله مثل الكثير من المصطلحات الملغمة أو المشفرة التي يحرص على استعمالها كتاب معيّـنون، أو تتبناها جهات مشبوهة، كما تُستعمل بحسن نية من بعض الكتاب المسلمين. ومن حق المراقب أو المتابع أن يتساءل عن سر الترويج لمثل هذه المصطلحات في هذا الوقت بالذات!!
ولقد أقسم الله سبحانه بالعصر في سورة عظيمة؛ ليؤكد لنا خسران الإنسان، جنس الإنسان، في هذه الدنيا إلا من آمن وعمل صالحاً، وأخذ بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر.. (فالعصرنة) الحقيقية تكون في الدخول تحت مظلة الإيمان بالله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعمل على إصلاح المجتمعات، والصبر على ما يعترض طريق الحق من مصاعب وعقبات، مع احتساب ذلك كلّه لله تعالى؛ ليكون من يمتثل أوامر الله سبحانه هو الرابح، وما عدا ذلك إنما هو الخسران المبين.
أهمية ضبط المصطلحات:
إذا تأملنا هذين المصطلحين حول عصرنة الإسلام، أو عصرنة الداعية نجد أن لهما أبعاداً تتجاوز قضية التجديد في أسلوب الدعوة، ومواكبة التطور في دعوة الناس إلى الخير؛ فإطلاق لقب داعية عصري على شخص محدد لا يعني تزكية له، كما أنه لا يعني بالضرورة توجيه تهمة أو إساءة الظن به، لكن الخطر يكمن في التلاعب بهذه المصطلحات، أو تفريغ ألفاظها من معانيها الحقيقية، أو المغالطة في طرح المصطلح بحيث يؤدي إلى معنى يجافي الحقيقة مثل طرح مصطلح "الإسلام العصري".
ولابد في البداية من ضبط هذه المصطلحات؛ للتفريق بين عصرنة الإسلام وعصرنة أسلوب الدعوة، فمشكلتنا الأساسية -إذا أردنا أن نكون واقعيين- تكمن في تحديد مفهوم التجديد أو العصرنة!
ومما يؤسف عليه أن كثيراً من المؤتمرات الإسلامية، التي عقدت حول هذا الموضوع اتفقت على حتمية التجديد، لكنها لم تحدد معنى التجديد، ولا المقصود منه!! وهذا ما يزيد المسألة تعقيداً.
أهداف خبيثة وراء الطرح:
لو تأملنا الواقع الدولي من حولنا لوجدنا أننا لا نستطيع إنكار المطالب الدولية -وعلى رأسها دول الغرب- لما يسمونه: إعادة النظر في الخطاب الديني لدينا.. بمعنى أنهم في الظاهر يدعوننا إلى الحكمة في الدعوة والتسامح مع الآخرين، مع أن هذا مما يدعو إليه ديننا الحنيف. بيد أن الخطر يكمن في أن تحت هذه الدعوات يختبئ حقد تاريخي دفين على العقيدة الإسلامية، وعلى كل مؤمن موحّد؛ فلو تعمقنا فيما يطلبونه لوجدنا أن الأمر يمتد إلى المطالبة بحذف بعض الآيات القرآنية بحجة عدم إثارة الكراهية!! أو تغيير بعض الأحكام الشرعية بذريعة حقوق الإنسان!!.. فهل يمكن قبول تحريف النصوص أو تغييبها بحجة العصرنة؟ مع أن الذي يدّعونه من التطرف -في حقيقة الأمر- ليس موجوداً في الإسلام، وإنما في نصوص التوراة والإنجيل المحرّفة، ومع ذلك فقد أعماهم التعصب عن رؤيتها، ولم نجد مفكريهم يدعون إلى تغييرها. كما أن الخطاب الديني اليهودي يبالغ في التطرف وإلغاء الآخر أو استعباده، وتسخيره لخدمتهم.. وقد أطلق بعض الكتاب على الطلب الغربي للإسلام الحديث (إسلام موديرن) إذن ليس المطلوب الحوار والتفاهم وإنما القمع والإلغاء، بهدف تذويب المسلمين في الحضارة الغربية التي أعلنت إفلاسها في واقع الحياة.
التجديد المفروض:
الملاحظ أن خطاب التجديد بصورته المشوّهة صار مطلباً استعمارياً مفروضاً لا قراراً ذاتياً من داخل المجتمعات الإسلامية، كما أن خطاب التجديد الغربي الموجه إلينا يريد منا فصل الدين عن الحياة بالدرجة الأولى، وخاصة بعد ما لاحظوا كيف حقق الدعاة نتائج إيجابية في الإصلاح عندما تحول الخطاب الدعوي من النظري إلى العملي ليؤثر في السلوك، وتشهد المجتمعات ترجمة حقيقية لقيم الإسلام العظيمة. فأمام الداعية المعاصر تحديات كبيرة، تجعله أمام خيارات خطيرة؛ إذ قد يصنف الداعية مع الداعمين للإرهاب لو تمسك بنصوص القرآن الكريم، أو دافع عمّا هو معلوم من الدين بالضرورة، فهل يمكن أن يقبل الدعاة المسلمون تنازلات تمس عقيدتهم، أو تصطدم بالتشريع الإسلامي؟! فلا يمكن -على سبيل المثال- أن ندعو للاختلاط بحجة العصرنة.. ولكن يمكن (أسلمة) اللقاء في مؤتمر أو محاضرة بالفصل بين الرجال والنساء، مع نقل الندوة لقسم النساء فتتحقق (العصرنة مع الأسلمة) إن صح التعبير.
ومصطلح الداعية العصري لا اعتراض عليه من حيث هو، فلا مشاحة في الاصطلاح، لكننا لا نريد أن يمرر أصحاب الأغراض الخبيثة وأعداء الأمة أموراً مخالفة لعقيدتنا وتعاليم ديننا باسم العصرنة؛ فكل داعية عليه أن يكون مواكباً لعصره، لكن علينا التفريق بين داعية عصري، وإسلام عصري، إذ لا يوجد إسلام غير عصري؛ فديننا العظيم صالح لكل زمان ومكان؛ لأنه سبق في علم الله الحكيم القدير أن هذه الرسالة هي الرسالة الخاتمة، وهو سبحانه يعلم متغيرات الحياة وتبدّل المجتمعات إلى قيام الساعة، وهذا يعني أن هذا الدين عصري في كل مراحل الزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والتشريع الإسلامي شامل متكامل؛ قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3].
على ضوء هذه المعالم ينطلق الداعية العصري ليأخذ مكانته اللائقة في المجتمعات، واضعاً نصب عينيه قوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].
فلا مجال للمساس بما جاء به الكتاب والسنة الصحيحة بحجة العصرنة أو التطور والمواكبة، فمصطلح (العصرنة) صار يتردد كثيراً في الآونة الأخيرة، والنظرة إليه تختلف بحسب استعماله، فصرنا نسمع عن داعية عصري، ومسلم عصري، وتفسير عصري للنصوص الشرعية!! وحجاب عصري، وعقلية عصرية، ونحن هنا نؤكد على أهمية ضبط المصطلح وعدم تمييعه بهدف تمرير قضايا تصطدم بالعقيدة أو تخالف الكتاب والسنة، وعلى هذا الأساس يمكن قبول هذا المصطلح (الداعية العصري) مع التحفظ الشديد على ما تريده بعض التوجهات من التسويق لهذا المصطلح؛ فعلى سبيل المثال هناك فرق كبير بين الحكمة في طرح الآيات القرآنية وتخيّر وقت عرضها وبين طلب حذفها!! وفرق كبير بين المطالبة بإلغاء حلقات تحفيظ القرآن بحجة أنها تربي الأجيال على التطرف وبين المطالبة بضبطها وتنقيتها من المتنطعين أو الجهلة أو أصحاب الأغراض!
فلا ينبغي أن نعطي الفرصة للذين في قلوبهم مرض لأن يوجهوا سهامهم الغادرة للمجتمعات المسلمة بحجة مكافحة التطرف.. يجب أن نكون جميعاً ضد التطرف، وفي الوقت نفسه أن نكون جميعاً ضد من يمس الكتاب والسنة، أو يتطاول على نبيّنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، أو يشكك في أن الدين الإسلامي هو الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده.. ويبقى السؤال المرير - هنا- قائماً: هل هي عصرنة ومواكبة في ضوء الكتاب والسنة أم محاولة لتطويع المسلمين لتبعية الحضارة الغربية، والسير في فلك الاستعمار الحديث الذي يريد إسلاماً يوجهه بالريموت كونترول بكل أسف؟؟!
تفاوت في عصرنة الدعاة:
ويلاحظ أن هناك اختلافاً في تفسير مصطلح الداعية العصري بحسب البلدان الإسلامية؛ فمثلا فلان داعية عصري في مصر وكثير من الدول العربية والإسلامية.. أما في بعض دول الخليج لا يعتبرونه داعية عصرياً، ويأخذون عليه ما يرونه تساهلاً في بعض الأحكام الشرعية، مقابل ذلك الشيخ فلان داعية عصري في الخليج، أما في بعض البلدان فيصفونه بالسلفية والتشدد، فالقضية نسبية، وسيبقى الخلاف قائماً حول تحديد المصطلح ومفهومه.
لا شك أننا بحاجة إلى المواكبة والتفاعل الإيجابي في ظل التطور الذي تشهده المجتمعات، والحكمة في التعامل مع عصر العولمة وإدراك مضامين الواقع المفروض مع الاستفادة من جهود الرواد السابقين.. والدخول الجاد في مرحلة التطبيق العملي المبني على البحوث الواعية المعمّـقة.. والاستجابة لمتطلبات المجتمعات المسلمة وحاجات الناس ومعايشة واقعهم.. ضمن هذا الفهم يمكن أن نسمي الداعية عصرياً، فالقضية ليست قضية تجديد فحسب، وإنما هي إحياء وتفعيل لحقيقة النصوص، والتغيير يكون في الأسلوب فقط، ومواكبة التطور في استعمال الوسائل الحديثة.. فنحن بحاجة إلى عودة حقيقية للكتاب والسنة.. عودة إلى فهم متعمق لآراء العلماء والسلف الصالح.. يساعد على ذلك تفعيل دور المؤسسات الإسلامية والمرجعيات المعتمدة، والأخذ بالآراء الراجحة وما اتفق عليه علماء الأمة.
استخدام التقنيات الحديثة في الدعوة:
والذي أراه أن التجديد مطلوب في أساليب الدعوة، ومراعاة أحوال الناس ومستوى ثقافاتهم، وطريقة تفكيرهم، فلكل مقام مقال.. ولا بأس أن نستفيد من الوسائل الحديثة في الدعوة ضمن حدود الشريعة.. فنحن نشهد تطوراً مذهلاً في مجال التكنولوجيا ووسائل الاتصال، ولابد من تسلح الداعية بالعلم والمعرفة والخبرة في الوسائل الدعوية الحديثة؛ ليكون قبوله لدى الناس واسعاً بإذن الله، كما ينبغي للداعية أن يستثمر الوسائل الحديثة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، والاستفادة من القنوات الفضائية، وشبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) التي يستخدمها أكثر من مليار إنسان.. وهذه الوسائل يجب استغلالها الاستغلال الأمثل في مجال الدعوة.. وتسخيرها في أبواب الخير، وتوجيه الأجيال إلى الإفادة من إيجابياتها والحذر من مخاطرها.
إذن يجب إعداد الدعاة وطلبة العلم على ضوء مستجدات العصر لمواكبة هذه القفزة العلمية، ليتمكنوا من التأثير في مجال الدعوة، بطرق متلائمة مع تطور العصر. وقد أدرك أهميةَ ذلك فريقٌ كبير من الدعاة ونراهم يتعاملون مع الوسائل الحديثة بفاعلية وإتقان.. والوسائل كما هو معلوم تأخذ أحكام المقاصد، فما دامت الوسيلة مباحة يمكن الاستفادة منها مع مراعاة خصوصية المجتمعات.. ومن خلال نجاح الداعية في استقطاب الناس، وإقناعهم بسموّ رسالته نستطيع أن نحكم عليه هل هو مواكب لعصره أو لا. ولا يمكن أن يتنازل الداعية عن المحافظة على (أسلمة) الفكر، فهو يرحب بعصرنة الأسلوب لا عصرنة الإسلام. فأساسيات الدعوة لا تتغير إنما يتغير الأسلوب، يعني نطور ونغير في الأسلوب ليتلاءم مع طبيعة المجتمعات، ويراعي اختلاف البيئات، مع رفض عصرنة الثوابت؛ لأنها في أصلها تناسب كل العصور، فلابد من الجمع بين العصرنة والأسلمة؛ بحيث يتحقق الهدف المنشود ضمن حدود الشريعة الإسلامية.
والقضية تحتاج إلى شفافية أكثر وصراحة مع الذات لنصل إلى ما يرضي الله تبارك وتعالى بأحسن أسلوب يستند إلى الكتاب والسنة، وروح التشريع الإسلامي.. كما نستفيد من تقنيات العصر المتسارعة.. والأعمال بالنيات على كل حال، المشكلة تكمن في الفهم الخاطئ أو الجهل، أو تعمد الدس والتشويه من المنافقين والمستشرقين، وأعداء الأمة.
وتبرز هنا أهمية الأخذ على أيدي الجهلة والعابثين وأن تكون هناك ضوابط معتمدة في الدول الإسلامية لمن يتصدرون للفتوى.. وعقوبات صارمة لمن يضلل الجماهير الإسلامية بأقوال شاذة وضرورة الأخذ على أيدي أمثال هؤلاء.
دعاة تميزوا ونجحوا:
ما أسرار نجاح بعض الدعاة في إصلاح المجتمعات واستقطاب جمهور عريض من مختلف الشرائح وتهافت الناس على سماع محاضراتهم؟
لعل أهم أسباب نجاح الداعية، بعد التسلح بسلاح العلم والثقافة وفهم واقع المجتمع:
أولاً: تحري الصواب، والإخلاص الذي يكسب الداعية توفيقاً من الله تعالى، ويمنحه القبول عند الناس بإذن الله؛ فلا يكفي جهد الإنسان وسعيه بعيداً عن التوفيق، فصلاح الأعمال له شرطان لازمان متلازمان هما: الإخلاص والإصابة، قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70-71].
ولله درّ القائل:
إذا لم يكن عون من الله للفتى ♦♦♦ فأول ما يجني عليه اجتهاده!
ثانياً: مواكبة هؤلاء الدعاة لمستجدات العصر، وتجديدهم في الأسلوب، مع تركيزهم على عرض حقيقة الإسلام الذي تطلبه الفطرة، وكشفهم لزيف الحضارة الغربية بأسلوب علمي رصين، متجنبين فرض الوصاية على أفكار الشباب، كما لا يُنكر ما لهؤلاء من مواهب جاذبة أكرمهم الله بها، فاجتمع العلم والثقافة مع الموهبة وحسن العرض.
ثالثاً: براعة العرض مقابل إفلاس الأطروحات الغربية، مما جعل الشباب متعطشين إلى برنامج حيوي متكامل يخرجهم من حمأة الماديات التي لا تروي ظمأهم، ولا تقنع عقولهم في إيجاد حلول لمشكلات العصر المتجددة، ولا تجيب عن أسئلتهم الحائرة، ووجدوا ذلك في الإسلام عندما جاء من يقدمه بأسلوب يواكب معطيات العصر، ولا ينسلخ عن أصالة الفكر.
ولسائل أن يسأل على سبيل المثال: ما الذي جعل الداعية فلانا الأكثر شعبية في مصر؟ وهل نستطيع أن نجعله مثالاً للداعية العصري؟ وما الذي جعل الناس في الخليج ينجذبون للشيخ فلان أو الشيخ فلان أو غيرهما من الدعاة والعلماء؟
لا شك أن هؤلاء أجادوا طرح الدعوة، ووفّقوا في جذب جماهير الشباب والشابات، وشرائح من طبقات المجتمع إلى واحة التدين، وتطبيق الإسلام في حياتهم اليومية، بأسلوب محبب يجعل الناس تتفاعل معهم، وتدين لهم بالمحبة، وترى فيهم القدوة الصالحة.
وفي ظل التركيز على سحر الإعلام وبهرجته أرى أنه لابد من المواكبة المشروعة، وكسر الجمود والخروج عن الروتين والنمطية، ولابد من التجديد في الأسلوب، وانتهاج الشفافية الكاملة، وممارسة النقد الذاتي؛ لأن الهدف الأول هو الدعوة إلى دين الله، وتحقيق العبادة الصحيحة لله تعالى، فما خلقنا إلا لعبادته سبحانه {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وليس هدف الداعية تحقيق شهرة أو مكاسب دنيوية.
كثير من الدعاة لديهم مواهب كامنة لم يعرفوها، وهم بحاجة إلى الاستفادة من خبرات إخوانهم العلماء الدعاة، الذين تميزوا في هذا الجانب، كما أنه لابد من دخول عالم التقنيات الحديثة، ليثبت الداعية للعالم أن الجماهير في كل المجتمعات تتطلع إليه بلهفة، وتريد أن تتعرف حقيقة هذا الدين العظيم. فالداعية يواجه تحدياً كبيراً في تطويع كل ما حوله ليكون في الإطار الشرعي.. فالمطلوب منا جميعاً: أسلمة المجتمعات لا عصرنة الإسلام (وعصر المسلمين) بالمفهوم الغربي!
والله المستعان.
_____________________________________________________
الكاتب: د. محمد عبدالقادر الشواف
- التصنيف: