من أقوال السلف في التحذير من صحبة الأشرار -1
** قال عمرو بن قيس رحمه الله: انظروا رحمكم الله من تصحبون, وإلى من تجلسون...أعاذنا الله وإياكم من صحبة المفتونين, ولا جعلنا وإياكم من إخوان العابثين, ولا من أقران الشياطين.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فلا يخلو الإنسان في صحبته ومجالسة ومعاشرة لغيره أن يكون هذا الغير صالحاً مستقيماً فتلك نعمة عظيمة, وإما أن يكون غير ذلك, فإن كان لا بد من معاشرته فعليه بالصبر حتى يأتي الله جل وعلا بالفرج, فعن محمد بن الحنفية رحمه الله قال: ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بداً, حتى يجعل الله فرجاً, أو قال: مخرجاً.
فإن كان ممن لا يلزم المسلم معاشرته, فلينظر هل صحبته داء أو دواء؟ قال الإمام ابن عقيل رحمه الله: المخالطة لبعض الناس دواء, ولبعض الناس أدواء.
فمجالسة ومخالطة بعض الناس داء, وبعضهم دواء, قال الزبيري رحمه الله: كنت إذا جلست إلى الحسن بن صالح رجعت وقد نغص علي ليلتي. وكنت إذا جلست إلى سفيان الثوري رجعت وقد هممت أن أعمل عملاً صالحاً. وكنت إذا جلست إلى شريك بن عبدالله رجعت وقد استفدت أدباً حسناً.
وليعلم أن للجليس والرفيق والصاحب تأثير كبير على من يجالس ويرافق ويصاحب, قال الإمام الغزالي رحمه الله: الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء, بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري صاحبه. وقال العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله: طول المعاشرة, وكثرة المخالطة لها تأثير ظاهر, وفعل بيّن في الأخلاق والطباع والشيم, والعقائد والديانات كما هو مشاهد محسوس, حتى إن الإنسان قد يسرى إليه ما جبل بعض الحيوانات عليه, كما يشير إليه قوله صلى الله عليه وسلم: «الغلظة في الفدادين, أهل الوبر والشعر, والسكينة في أهل الغنم»
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: الموصوف بالأمانة يسلبها حتى يصير خائناً بعد أن كان أميناً وهذا إنما يقع على ما هو شاهد لمن خالط أهل الخيانة فإنه يصير خائناً لأن القرين يقتدي بقرينه
وحتى لا يندم المسلم يوم القيامة يوم لا ينفع الندم, فعليه بالبعد والحذر من مصاحبة ومجالسة الفساق والفجار والأشرار, قال الله عز وجل:{الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "أي كل صداقة وصحابة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة عداوة إلا ما كان لله عز وجل, قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وقتادة: صارت كل خلة عداوة يوم القيامة إلا المتقين."
للسلف أقوال في التحذير من مصاحبة الأشرار وجلساء السوء, يسّر الله الكريم فجمعت بعضاً منها, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
** قال سري السقطي رحمه الله: لا تصحب الأشرار.
** قال حاتم الأصم رحمه الله : من اغتابني فليس عدوي, ومن أخذ مني شيئاً فليس هو عدوي, ولكن عدوي الذي إذا كنت في طاعة الله أمرني بمعصية الله, فرأيت ذلك إبليس وجنوده فاتخذتهم عدواً.
** قال الإمام ابن حبان رحمه الله: العاقل يفارق صحبة الأشرار.
** قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: الوحدة خير من جليس السوء.
** قال عمرو بن قيس رحمه الله: انظروا رحمكم الله من تصحبون, وإلى من تجلسون...أعاذنا الله وإياكم من صحبة المفتونين, ولا جعلنا وإياكم من إخوان العابثين, ولا من أقران الشياطين.
ـــــــــــــــ
** قال الإمام الغزالي رحمه الله: ينبغي أن يكون فيمن تؤثر صحبته خصال: أن يكون غير فاسق...فالفاسق المصر على الفسق, لا فائدة في صحبته, لأن من يخاف الله لا يصرّ على كبيرة, ومن لا يخاف الله لا تؤمن غائلته, ولا يوثق بصداقته, بل يتغير بتغير الأغراض.
** قال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله: ما خالطت لعاباً قط.
** قال الإمام النووي رحمه الله:
& ترك مخالطة الفساق, وأهل المعاصي, وفراقهم.
& النهي عن مجالسة أهل الشر....ومن يغتاب الناس أو يكثر فجوره وبطالته, ونحو ذلك من الأنواع المذمومة.
** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: (( وإن يكُ سوى ذلك فشرُ تضعونه عن رقابكم )) يؤخذ من الحديث: ترك صُحبة أهل البطالة, وغير الصالحين.
- اجتناب مصاحبة أهل البدع:
** قال الإمام الغزالي رحمه الله: ينبغي أن يكون فيمن تؤثر صحبته خصال: أن يكون غير...مبتدع...فالمبتدع في صحبته خطر سراية البدعة, وتعدى شؤمها إليه, فالمبتدع مستحق للهجر والمقاطعة, فكيف تؤثر صحبته ؟
** قال الإمام النووي رحمه الله:
& النهي عن مجالسة...أهل البدع.
& هجران أهل البدع,...ومنابذي السنة
ــــــــــــــــ
- اجتناب مصاحبة من صداقته لغير الله:
قال قتادة بن دعامة رحمه الله: لينظر الرجل على ما يخالل, ومن يصاحب, فإن كان لله فليداوم, وإن كان لغير الله فليعلم أن كل خلة ستصير على أهلها عداوة يوم القيام إلا خلة المتقين.
- اجتناب مصاحبة السفيه:
قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله: ما جالست سفيهاً قط.
- اجتناب مصاحبة الكذاب والخائن والمنان:
** قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا خير في صحبة من يجتمع فيه هذه الخصال: من إذا حدثك كذبك, وإذا ائتمنته خانك, وإذا ائتمنك اتهمك, وإذا أنعمت عليه كفرك, وإذا انعم عليك منَّ عليك.
** قال علي بن الحسن رحمه الله لابنه: لا تصحب...كذاباً فإنه كالسراب يقرب منك البعيد ويباعد عنك القريب.
** قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: إياك وكل جليس لا يفيدك علماً.
** قال الإمام الغزالي رحمه الله: قال بعض العلماء: لا تصحب إلا أحد رجلين: رجل تتعلم منه شيئاً في أمر دينك فينفعك, أو رجل تُعلّمهُ شيئاً في أمرِ دينه فيقبلُ منك, والثالث فاهرب منه.
- اجتناب مصاحبة من لا يفيد خيراً:
** قال مالك بن دينار رحمه الله: كل جليس لا تستفيد منه خيراً فلا تجالسه, قريباً كان أو بعيداً.
ــــــــــــــ
** قال الإمام ابن حبان رحمه الله: الواجب على العاقل ألَّا يصحب من لا يستفيد منه خيرًا، وكل جليس لا تستفيد منه خيرًا فلا تجالسه قريبًا كان أو بعيدًا.
** فال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله: قال بعض الحكماء: لا تصادق عاقاً, فإنه لن يبرك وقد عقَّ من هو أوجب حقاً منك عليه.
** قال محمد بن علي رحمه الله أوصاني أبي قال: لا تصحبن قاطع رحم, فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع.
قال طاوس بن كيسان اليماني رحمه الله, لابنه: يا بني, لا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم.
- اجتناب مصاحبة سيء الخلق:
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: لا تخالط سيء الخلق, فإنه لا يدعو إلا إلى الشر, وصاحبه منه في عناء.
قال الإمام الخطابي رحمه الله: الإخوان اثنان, فمحافظ عليك عند البلاء, وصديق لك في الرخاء, فاحفظ صديق البلية, وتجنب صديق العافية, فإنهم أعدى الأعداء.
** قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله: إياك من مودته على قدر حاجته, فعند ذهاب الحاجة ذهاب المودة.
** قال الإمام الخطابي رحمه الله: من ودك لأمر ولى مع انقضائه.
- التصنيف: