حاول.. وليكن الأمل قرينك

منذ 2022-06-25

على الإنسان أن يَعمل ويغتنم الفرصةَ للنَّجاح، ولا ييئس إن تعثَّر مرَّة، أو تأخَّر عن تحقيق هدفه وقتًا من الزَّمن، المهم أن يظلَّ على طريق العمل والمحاولة والكفاح، وكما يُقال: ما تأخَّر مَن بدأ.

اليأس قرين الكُفر، والأمَل قرين الإيمان؛ هكذا يُقال، وهذا القول إذا وَضعناه في ميزان الشَّرع، وجدنا له دليلًا يؤكِّده؛ فالله تعالى قال في كتابه الكريم: {وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87]، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: 56].

 

إنَّ بعض الناس ممَّن يخوضون تجاربَ في حياتهم، ويَفشلون في أوَّل تجربة لهم، يصيبهم هذا الدَّاء اللَّعين؛ داء اليأس والقنوط، ويَنأَون بأنفسهم عن الأمَل، الذي يحثُّ عليه دينُنا الحنيف، وما هذا بسُلوكٍ رشيد، ولا بتصرُّف رزين؛ لأنَّ الأمل لا ينقطع حتى ولو قامت القيامة.

 

روى الإمام أحمد في مسنده، والبخاري في الأدب المفرد، عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن قامَت السَّاعةُ وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرِسَها، فليفعل».

 

إن كلَّ إنسان لدَيه هدف في حياته، ولا بدَّ أن يقترن الأمَل بهدفه، ويقترن الأمل بالعمل، بل إنَّ الأمل لا ينقطِع ما دام في الإنسان قلبٌ ينبض، ونفَس يَشهِق ويَزفِر.

 

لقد بيَّن لنا القرآن الكريم نموذجًا من هذا الأمل في قصَّة يوسف عليه السلام؛ حيث لم ينقطع الأمَل عن يعقوب عليه السلام لمَّا فقَد يوسف، وازداد أملُه في الله حين فقد الابنَ الثاني بنيامين فقال: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا} [يوسف: 83]، و(عسى) في اللغة تفيد الرَّجاءَ واليقين، ولأجل هذا الأمل في الله واليقين به؛ بعَث الله الرِّيحَ بالبشرى إلى يَعقوب عليه السلام فقال: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ} [يوسف: 94].

 

المهم على الإنسان أن يَعمل ويغتنم الفرصةَ للنَّجاح، ولا ييئس إن تعثَّر مرَّة، أو تأخَّر عن تحقيق هدفه وقتًا من الزَّمن، المهم أن يظلَّ على طريق العمل والمحاولة والكفاح، وكما يُقال: ما تأخَّر مَن بدأ.

 

إنَّ رجلًا كـ (إديسون) لم يملَّ ولم يكل من المحاولة والتجرِبة، لدرجة أنه أجرى آلافَ التجارب حتى يصِل إلى اختراع المصباح الكهربائي، وبالتأكيد فشِل في آلاف التجارب، واحترق مَعملُه، فجهَّز غيرَه، فإذا كان إديسون يهدف إلى النَّفع المادي والشهرة، فإنك تهدف إلى ما هو أَسمى من ذلك؛ تجمع بين نفعِ الدنيا وجزاء الآخرة.

 

نسمع ونَقرأ ونرى بعضَ من ابتلاهم الله بفَقد حواسهم، أو بعض أعضاء لديهم، ورغم ذلك لا يَيئسون، إنَّما يَضربون المثلَ في تحدِّي تلك المعوقات، ولا يجعلونها تقِف حجرَ عثرة في تحقيق آمالهم، وربما تفوَّق هؤلاء على صحاح الأبدان، خوَّارِي العزائمِ والهمم.

 

حاوِل.. جرِّب.. أعد التجربة؛ قد تَفشل مرة، لكنَّك ستصل - بإذن الله - إلى النَّجاح، واجعل الأملَ في الله كبيرًا، حتى ولو كان هدفك تغيير سلوك ضار، أو الإقلاع عن عادة قبيحة تمارسها.

ابدأ؛ فـ (مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة).

_____________________________________________________

الكاتب: كمال عبدالمنعم محمد خليل

  • 1
  • 0
  • 1,133

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً