إذا وافق عرفة يوم جمعة
مجيئ يوم عرفة يوم الجمعة موافق ليوم وقفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ، كما أنه موافق ليوم إكمال الله تعالى دينه لعباده المؤمنين
يوافق يوم عرفة هذا العام يوم الجمعة ، وتلك مزية عظيمة تزيد هذا اليوم فضلا على فضله ، وشرفا على شرفه ، وتجعل المسلم أشد استعدادا وتهيؤا له ، وحشدا لحاجاته ورغباته كي يلهج بها لربه سبحانه وتعالى في هذا اليوم المبارك ، وذلك من وجوه عدة منها :-
- أن يوم عرفة أفضل أيام العام ، ويوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع ، وخير يوم طلعت عليه الشمس ، ويوم الجمعة يوم عيد أسبوعي، ويوم عرفة يوم عيد لأهل الموقف ، فما بالنا لو اجتمعا فكان عرفة يوم الجمعة .
- يوم عرفة تستجاب فيه الدعوات وتقضى الحاجات ويطلع الله على عباده ويباهي بهم ملائكته ، ويوم الجمعة فيه ساعة إجابة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياها ، فما بالك لو اجتمع هذان الكنزان في يوم واحد .
- مجيئ يوم عرفة يوم الجمعة موافق ليوم وقفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ، كما أنه موافق ليوم إكمال الله تعالى دينه لعباده المؤمنين، وإتمام نعمته عليهم، كما ثبت في " صحيح البخاري " عن طارق بن شهاب قال: «جاء يهودي إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين آية تقرءونها في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت ونعلم ذلك اليوم الذي نزلت فيه لاتخذناه عيدا، قال: أي آية؟ قال: { {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} } [المائدة: 3] [المائدة: 3] فقال عمر بن الخطاب: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه، نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة يوم جمعة، ونحن واقفون معه بعرفة»
- في هذا اليوم يجتمع الخلائق من أقطار الأرض للخطبة وصلاة الجمعة، ويوافق ذلك اجتماع أهل عرفة بعرفة، فيحصل من اجتماع المسلمين في مساجدهم وموقفهم من الدعاء والتضرع ما لا يحصل في يوم سواه.
- وهذا اليوم أيضا موافق ليوم الجمع الأكبر، والموقف الأعظم يوم القيامة، فإن القيامة تقوم يوم الجمعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( « «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه»» ( انظر تلك الوجوه بتفصيل أوسع في زاد المعاد لابن القيم رحمه الله )
فاللهم بلغنا وسائر المسلمين يوم عرفة في إيمان وعافية ، واجعله لنا يوم خير وبركة ومغفرة ، تجاب فيه الدعوات ، وتقضى الحاجات ، وتفرج الكربات .
- التصنيف:
جيل السلف
منذجيل السلف
منذ