حوار عجيب بين النبي ﷺ والصديق رضي الله عنه

منذ 2022-08-31

إن من علامات الغَبنِ والشقاوة أن تظن أنك غير مقصِّر، أو تظن أنك قد بلغت مبلغًا عظيمًا في الطاعة والبر، وهذا ليس حال الأنبياء ولا الصديقين، فضلًا عن المقصرين أمثالنا.

إن من علامات الغَبنِ والشقاوة أن تظن أنك غير مقصِّر، أو تظن أنك قد بلغت مبلغًا عظيمًا في الطاعة والبر، وهذا ليس حال الأنبياء ولا الصديقين، فضلًا عن المقصرين أمثالنا.

 

استمع إلى هذا الحوار العجيب المدهش بين أفضل نبيٍّ وصاحبه الصديق أفضل الأمة بعده.

روى البخاري ومسلم وغيرهما عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي قَالَ: قُلِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».

 

علق على الحديث ابن حجر العسقلاني فقال في الفتح: "وفيه أن الإنسان لا يعرى عن تقصير، ولو كان صديقًا".

 

وعلق على تعليقه السندي في حاشيته على النسائي فقال: "في فتح الباري: فيه أن الإنسان لا يعرى عن تقصير ولو كان صديقًا، قلت: بل فيه أن الإنسان كثير التقصير وإن كان صديقًا؛ لأن النعم عليه غير متناهية، وقوته لا تطيق بأداء أقل قليل من شكرها، بل شكره من جملة النعم أيضًا، فيُحتاج إلى شكر هو أيضًا كذلك، فما بقي له إلا العجز والاعتراف بالتقصير الكثير، كيف وقد جاء في جملة أدعيته صلى الله تعالى عليه وسلم: ((ظلمت نفسي)) ((من عندك‏))؛ ‏أي: من محض فضلك من غير سابقة استحقاق مني، أو مغفرة لائقة بعظيم كرمك، وبهذا ظهر الفائدة لهذا الوصف، وإلا فطلب المغفرة يغني عن هذا الوصف ظاهرًا؛ فليتأمل".

 

تأملنا كلامك العظيم ، فوجدناه صادقًا مؤثرًا، فرحمك الله رحمة واسعة، ورحم العلامة ابن حجر، ورحم علماءنا الأكارم، ورضي الله عن أبي بكر الصديق وسائر الصحابة الخائفين الوجِلين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

____________________________________________
الكاتب: د. محمد أحمد صبري النبتيتي 

  • 8
  • 0
  • 1,038

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً