من أقوال السلف في الأسباب المعينة على تحصيل العلم-2
** قال الإمام أبو حنيفة جلست إلى حماد فكنت أسمع مسائله, فاحفظ قوله, ثم يعيدها من الغد فاحفظها,....فصحبته ثماني عشرة سنة
ملازمة العلماء والشيوخ:
** قال الزهري: جلست إلى ثعلبة بن أبي صغيرة. فقال: أراك تحب العلم؟ فقلت: نعم قال: عليك بذلك الشيخ – يعني: سعيد بن المسيب – فلزمت سعيد سبع سنين
** قال هشام بن عبدالملك ليحيى بن سعيد القطان: رأيت أحداً أحسن حديثاً من شعبة ؟ قال: لا, قال: كم صحبته ؟ قال: عشرين سنة.
** قال ابن جريج: اختلفت إلى عطاء ثمان عشرة سنة...وجالست عمرو بن دينار بعد ما فرغت من عطاء سبع سنين.
** قال الإمام أبو حنيفة جلست إلى حماد فكنت أسمع مسائله, فاحفظ قوله, ثم يعيدها من الغد فاحفظها,....فصحبته ثماني عشرة سنة
** قال القاضي أبو يوسف: صحبت أبا حنيفة سبع عشرة سنة.
** قال محمد بن جعفر بن غندر: لزمت شعبة عشرين سنة.
** قال الإمام الذهبي رحمه الله: قتيبة بن مهران الإصبهاني الأزاذاني المقرئ, صحب الكسائي أربعين عاماً, وقرأ عليه.
فائدة: قال ابن المبارك: كتبت عن ألف ومئة شيخ.
** قال ابن اللباد: من لم يحتمل آلة التعلم لم يذق لذة العلم، ومن لم يكدح لم يفلح
** قال أحمد الدورقي: لما قدم أحمد بن حنبل من عبدالرزاق، رأيت به شحوبًا بمكة، وقد تبين عليه النصب والتعب، فكلمته: فقال: هيِّنٌ فيما استفدنا من عبدالرزاق.
** غضب الأعمش يوماً على رجل من الطلبة فقال آخر: لو غضب علي مثلك لم أعدُ إليه, فقال له الأعمش: إذا هو أحمق مثلك, يترك ما ينفعهُ لسوء خُلُقي
** قال يحيى بن أبي كثير: لا يأتي العلم براحة الجسد.
** قال الشافعي: قال محمد بن الحسن: ليس يبلغ هذا الشأن إلا من أحرق قلبه البن, يريد في طلب العلم.
** قال الإمام ابن عقيل رحمه الله: يُقال: من ذل للعلم طالباً عزّ مطلوباً.
** قال سعيد المسيب: كنت أسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد.
** قال عكرمة: طلبت العلم أربعين سنة.
** قال مكحول: طفت الأرض كلها في طلب العلم.
** قال أبو حاتم الرازي: خرجت في طلب الحديث فأقمت سبع سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ, ثم تركت العدد بعد ذلك, وخرجت من البحرين إلى مصر ماشياً ثم إلى الرملة ثم إلى دمشق....كل هذا وأنا ابن عشرين سنة.
** قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: ما يتناهى في طلب العلم إلا عاشق العلم, والعاشق ينبغي أن يصبر على المكاره.
** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قوله: " باب ما ذكر في ذهاب موسى في البحر إلى الخضر " هذا الباب معقود للترغيب في احتمال المشقة في طلب العلم, لأن ما يغتبط به تحتمل المشقة فيه.
** قال العلامة السعدي رحمه الله: من ليس له قوة الصبر على صحبة العالم والعلم, وحسن الثبات على ذلك, أنه ليس بأهل لتلقي العلم.
** قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: إذا قرأت تاريخ العلماء رحمهم الله، تعجبت: كيف كانوا يصبرون هذا الصبر على طلب العلم؟! مع أنه ليس هناك كهرباء، ولا أدوات كتابية سهلة، فالأشياء في ذلك الوقت كانت صعبة، ومع ذلك كانوا يبقون كل الليل يُراجعون على قنديل يكادون لا يبصرون ما يقرؤون لكنهم جادُّون؛ لأنهم يعلمون أنهم في جدهم وطلبهم للعلم كالمجاهدين في سبيل الله عز وجل، وليس هذا عملًا ضائعًا؛ بل هو كالجهاد في سبيل الله.
& ليس العلم يأتي هكذا هدية للإنسان كأنه طبق طعام؛ بل هو بالتعلُّم، وأيضًا بالتعلُّم الجاد لا بالتعلُّم المتقطع، ولا بالتعلُّم المتماوت، ويُقال: "اجعل كلك للعلم يأتك بعضه، وإن جعلت بعضك للعلم فاتك العلم كله"، فلا بد من التفرُّغ التام للعلم والاجتهاد التام والمذاكرة والمناقشة؛ لأن المذاكرة تحفظ العلم، والمناقشة تفتح فهم الإنسان حتى يستطيع أن يعرف الأدلة، ويستنتج الأحكام منها، ويعرف كيف يتخلَّص من الأشياء المتشابهة والمتعارضة، وهذا أمر مُجرب.
& العلم يحتاج إلى تعب...الذي يريد أن يستريح, لا يقول : إنه طالب علم, فلا بد لطالب العلم أن يكون طالب علم على سبيل الحقيقة, وسيجد أثر ذلك فيما بعد, سيجد النتيجة والتحصيل, وهو قد يشق عليه في أول الأمر أن يحبس نفسه على العلم, لكن إذا اعتاد حبس نفسه على العلم صار ذلك سجية له وطبيعة له, حتى إنه إذا فقد ذلك الحبس انحبس, وجرِّب تَجِد, فأنا قد جربت وغيري قد جرب, فإذا حبست نفسك على العلم فإنك تفقد ذلك الحبس لو تأخرت عنه...فالله الله على الحرص على طلب العلم...الذي يريد العلم لا بُدَّ أن يُكبَّ عليه وأن يجتهد, وهو وأن أتعب جسمه الآن سيجد الراحة فيما بعد.
** قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان العلم ليس له نهاية ولا حد, قال تعالى: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف:76] ومن قال: أنا عالم فهو جاهل, وطلب العلم ينبغي ان لا ينقطع لأنه عبادة.
** قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: الصبر والثبات في التلقي, وطي الساعات في الطلب على الأشياخ, فإن " من ثبت نبت "
- النهمة في طلب العلم وبذل كل ما يمكن لتحصيله والزيادة منه:
** قال الإمام الغزالي رحمه الله: أفضل الأشياء التزيد في العلم, فإنه من اقتصر على ما يعلمه فظنه كافياً استبد برأيه, وصار تعظيمه لنفسه مانعاً له من الاستفادة, والمذاكرة تبين له خطأه, وربما كان معظماً في النفوس فلم يُتجاسر على الرد عليه, ولو أنه أظهر الاستفادة لأهديت إليه مساوئه فعاد عنها.
** قال خلف بن هشام: أشكل عليّ باب من النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حذقته.
** قال محمد بن سلام بن الفرج البخاري: أنفقت في طلب العلم أربعين ألفاً.
** قال هشام بن عبيد الرازي الفقيه: خرج مني في طلب العلم سبعمائة ألف درهم.
** قال محمد بن يحيى الذهلي: أنفقت على العلم مائة وخمسين ألفاً.
** قال العلامة عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله: الإنسان مهما فعل في طلب العلم فلا يعتبر كثيراً, فإن الشياطين حرصت على العلم, حتى أن الواحد منهم يركب الآخر, من أجل أن يسمعوا كلمة, يلقونها إلى أوليائهم من الإنس, هذا يدل على أن المسلم مهما بذل في تحصيل العلم, فلا يعدُّ كثيراً.
** قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: عليك الاستكثار من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم, وابذل الوسع في الطلب والتحصيل والتدقيق.
فائدة: قال الشيخ: شيخ الإسلام ابن تيمية....لا تكاد نفسه تشبع من العلم, ولا تروى من المطالعة, ولا تمل من الاشتغال به, ولا تكل من البحث فيه.
- الرحلة لطلب العلم:
** قال سعيد بن المسيب: إن كنتُ لأسافر مسيرة الليالي والأيام في الحديث الواحد.
** عن الشعبي قال: لو أن رجلاً سافر من أقضى الشام إلى أقصى اليمن فسمع كلمةُ تنفعه فيما يستقبل من أمره ما رأيتُ سفره ضاع.
** قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسير سورة الكهف: في هذه القصة العجيبة الجليلة...فوائد
فمنها: فضيلة العلم, والرحلة في طلبه, وأنه أهم الأمور فإن موسى عليه السلام رحل مسافه طويلة, ولقي النصب في طلبه, وترك القعود عند بني إسرائيل لتعليمهم وإرشادهم, واختار السفر لزيادة العلم على ذلك.
** قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: من لم يرحل في طلب العلم للبحث عن الشيوخ والسياحة في الأخذ عنهم, فيبعد تأهله ليرحل إليه.
- الاستمرار في طلب العلم وعدم الانقطاع:
** قال أحمد بن حنبل: أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر.
** قال صالح: رأى رجل معي أبي محبرة, فقال له: يا أبا عبدالله, أنت قد بلغت هذا المبلغ وأنت إمام المسلمين, قال: معي المحبرة إلى المقبرة
** سئل عبدالله بن المبارك: إلى متى تكتب العلم ؟ قال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد.
** قال الجصاص: قلتُ: لأحمد إلى ما يكتب الرجل الحديث ؟ قال: حتى يموت.
** قيل: ما زال قتادة بن دعامة متعلماً حتى مات.
** قال سفيان الثوري: لا نزال نتعلم العلم ما وجدنا من يعلمنا.
قال أبو الوفاء ابن عقيل: وأنا في عشر الثمانين, أجد من الحرص على العلم أشدَّ ما كنت أجده وأنا ابن عشرين.
** قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: أفضل الأشياء التزيد في العلم, فإنه من اقتصر على ما يعلمه فظنه كافياً استبد برأيه, وصار تعظيمه لنفسه مانعاً له من الاستفادة, والمذاكرة تبين له خطأه, وربما كان معظماً في النفوس فلم يُتجاسر على الرد عليه, ولو أنه أظهر الاستفادة لأهديت إليه مساوئه فعاد عنها.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: