واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام..
أيها الإخوة الكرام: إن الله سبحانه وتعالى يحب المكارم ولا يحب القبائح، يحب الإيمان ويرضاه ولا يحب الكفر ولا يرضاه ، يحب القسط ويأمر به ولا يحب الفحشاء ولا يأمر بها..
أيها الإخوة الكرام: إن الله سبحانه وتعالى يحب المكارم ولا يحب القبائح، يحب الإيمان ويرضاه ولا يحب الكفر ولا يرضاه ، يحب القسط ويأمر به ولا يحب الفحشاء ولا يأمر بها..
{﴿ وَإِذَا فَعَلُوا۟ فَٰحِشَةً قَالُوا۟ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ } {﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّى بِٱلْقِسْطِ ۖ وَأَقِيمُوا۟ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ ۚ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴾}
ومن بين ما يحبه الله تعالى ويأمر به ويرضاه أن يسع المؤمن لصلة أرحامه ..
قال الله تعالى {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾}
ما خطب رسول الله الناس في يوم جمعة ولا في يوم عيد ولا تكلم في مجلس من المجالس إلا قرأ على مسامع الناس هذه الآية {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾}
ذلك أن الله تعالى هو الذي خلق الرحم، وهو الذي اشتق لها اسم ( الرحم) من اسمه ( الرحمن) ، وقضى سبحانه أن من وصل رحمه وصله الله ( برحمته) ومن قطع رحمه قطعه الله عن ( رحمته)..
فعن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عوف قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «" قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا اللَّهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا مِنِ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا ؛ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا ؛ بَتَتُّهُ "» .
الأرحام: مأخوذة من الرحمة، صفة الخالق العظيم سبحانه وتعالى:
ومن الأرحام التي أمر الله بصلتها ما هو رحم عام ومنها ما هو رحم خاص..
أما الرحم الخاص: فيقصد به أصل الإنسان وفروعه..
آباء، أمهات، أجداد، جدات، أعمام، عمات، أخوال، خالات، إخوة، أخوات ثم الأقرب فالأقرب..
فعن بَهْز بْنُ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : « قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبَرُّ ؟ قَالَ : " أُمَّكَ ". قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : " أُمَّكَ " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : " أُمَّكَ ". قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : " ثُمَّ أَبَاكَ، ثُمَّ الْأَقْرَبَ، فَالْأَقْرَبَ "» .
من الأرحام الخاصة ما هو موصول، ومن الأرحام الخاصة ما هو مقطوع..
أما الموصول من الأرحام الخاصة:
فعلى المؤمن أن يبقيه موصولا كما هو، بدوام التودد إلى ذوي الأرحام، والتحبب إليهم، ودوام زيارة الأقارب في السراء والضراء، وبذل ما أمكن من المعروف، إلى الآباء والأجداد والأعمام والأخوال والإخوة والأخوات..
كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبُّ مَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ : فَلَمَّا نَزَلَتْ : {{ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ }} ، قَامَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ : «يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ }، وَإِنَّ أَحَبَّ مَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَخٍ ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ - أَوْ رَايِحٌ، شَكَّ عَبْدُ اللَّهِ - وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ ". فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ، أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَفِي بَنِي عَمِّهِ» ..
قلت: وهذا إبقاء على صلة رحم موصولة ( موصولة) وهذه الصلة محمودة محبوبة مأجورة مبرورة وهذه الصلة تسمى ب ( المكافئة)
لكن هناك صلة رحم أعلى منها درجة، وأكرم منها، وأعظم أجر منها وهى صلة الرحم المقطوعة..
وصلة الرحم المقطوعة: دعوة للتصالح والله تعالى يقول {﴿وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ ﴾}
صلة الرحم المقطوعة: دعوة إلى العفو عند المقدرة والله تعالى يقول {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِنَّ مِنْ أَزْوَٰجِكُمْ وَأَوْلَٰدِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا۟ وَتَصْفَحُوا۟ وَتَغْفِرُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾}
صلة الرحم المقطوعة: دعوة إلى جنة عرضها الأرض والسموات {﴿وَسَارِعُوٓا۟ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾} {﴿ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾}
وصلة الرحم المقطوعة: دعوة إلى الرزق الواسع وإلى العمر المديد..
قال النبي عليه الصلاة والسلام " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ".
صلة من يقطعني، صلة من يجهل علي، صلة من يتبغض إلي أعلى درجة لصلة الرحم .. لأن هذه الصلة تكون من طرف واحد وهى بذلك ثقيلة على النفس..
«فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ. فَقَالَ : " لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ "» .
صلة من يقطعني، صلة من يجهل علي، صلة من يتبغض إلي أعظم أجرا لأن فيها مجاهدة للنفس والشيطان..
والله تعالى يقول «﴿ وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُوا۟ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ »
صلة من يقطعني، صلة من يجهل علي، صلة من يتبغض إلي، أصدق صلة، لأنها تحتاج إلى إخلاص وصبر.. لذلك كانت هذه الصلة أعظم أجرا..
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «" لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ ، وَلَكِنِ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا انْقَطَعَتْ رَحِمُهُ ؛ وَصَلَهَا "» .
أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
له موقف من المواقف التي سجلها القرآن الكريم..
نتعلم منه: سعة الصدر، وكظم الغيظ، والعفو عند المقدرة، وخاصة عند التعامل مع ذوي الأرحام..
كان لأبي بكر ( ابن خالة) يقال له مسطح، واسمه عوف بن أثاثة..
كان مسطح هذا مسلما، وكان مهاجرا، وكان من أهل بدر، وكان فقيرا معدما..
وللرحم التي كانت بينه وبين أبي بكر وللمسكنة التي كان فيها، كان أبو بكر رضي الله عنه ينفق عليه ويطعمه ويكفله، أن كان من ذوي رحمه..
وفي الحديث " « الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّهَا عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ : صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ » ".
فلما كان شعبان من العام السادس من هجرة النبي صلى الله عليه وسلّم وقعت أحداث غزوة بني المصطلق وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بلغه أن بني المصطلق كانوا قد جمعوا الجموع لحربه..
فلما تبين الرسول من صحة الخبر خرج إليهم، وخرج مع رسول الله في تلك الغزوة جماعة من المنافقين لم يخرجوا في غزوة قبلها، وأغار رسول الله الله علي بني المصطلق فهزمهم بإذن الله، وسبى منهم النساء والأطفال والشاء وكان من بين السبايا (جويرية بنت الحارث) وقد وقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبها على مال، فأدى رسول الله كتابها وتزوجها، فأعتق المسلمون بسبب هذا التزويج مائة أهل بيت من بني المصطلق قد أسلموا، وقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كيف نمسكهم)؟!
وفي تلك الغزوة وقعت حادثة الإفك، حين تكلم المنافقون وخاضوا في عرض الطاهرة المبرأة من فوق سبع سموات الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها وأرضاها..
وسرى حديث الإفك بين الناس في المدينة سريان النار في الهشيم، وجعل المنافقون يتكلمون به في المجالس، وزلت أقدام بعض المؤمنين فتكلموا بحديث الإفك وخاضوا مع الخائضين ( حسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش) وكان منهم مسطح بن أثاثة، ذلك الذي ينفق أبو بكر عليه لمسكنته ولصلة الرحم التي بينهما، فلما تكلم مسطح بحديث الإفك حلف أبو بكر ألا ينفق عليه بعد أن قال ما قال ، ولا ينفعه بنافعة أبدا ، فجاء مسطح فاعتذر ، وقال : يا أبا بكر إنما كنت أغشى مجالس حسان فأسمع ولا أقول . فقال له أبو بكر : لقد ضحكت ، وشاركت فيما قيل ؛ والله لا أنفعك بنافعة ومر أبو بكر على يمينه، وقطع النفقة عن ابن خالته..
فأنزل الله من فوق سبع سموات قرآنا يتلى على المنابر والمنائر إلى يوم القيامة، رغب الله فيه أبا بكر أن يصل الرحم المقطوعة وأن يعفو عمن ظلمه وأعلن سبحانه عن مكافئة لا تقوم لها الدنيا إن غفر أبو بكر لمسطح..
جلد مسطح ثمانين جلده بسبب قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، ثم إنه تاب وأناب، وقبلت توبته، وقبلت شهادته، ورفع اسمه من قوائم الفساق، كل ذلك وأبو بكر على موقفه، قطع الصلة التي بينه وبين مسطع، وقطع النفقة عنه، وقال والله لا أنفعه بنافعة..
فبينما هو كذلك إذ أنزل الله هذه الآية من سورة النور {﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُو۟لُوا۟ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوٓا۟ أُو۟لِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينَ وَٱلْمُهَٰجِرِينَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا۟ وَلْيَصْفَحُوٓا۟ ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ }
فقال أبو بكر : والله إني لأحب أن يغفر الله لي ؛ فتجاوز وعفا، وجع إلى مسطح بصلة الرحم المقطوعة، وعاد بالنفقة التي كان ينفقها عليه وقال : لا أنزعها منه أبدا ..
وكفر ابو بكر عن اليمين التي حلفها لأن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِهَا، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ ".
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يصلح أحوالنا وأن يؤلف بين قلوبنا إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير ...
الخطبة الثانية
بقى لنا في ختام الحديث عن صلة الرحم أن نقول:
بعد الحديث عن صلة الرحم الخاصة صلة الآباء والأمهات والأعمات والعمات والأخوال والخالات والإخوة والأخوات والأقرب فالأقرب بالتودد والتحبب والمشاركة في المسرات والمضرات..
بقى لنا أن نتحدث عن الرحم العامة:
وهى الرحم التي بين المسلم وبين أخيه المسلم على غير أنساب بينهم قال الله تعالى {﴿ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ }
{ ﴿ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾} بعض آية من سورة الحجرات، ورد في تفسيرها أن أخوة الدين أثبت وأقوى وأبقى من أخوة النسب ، فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين ، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب {﴿ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾} هذه هى الرحم العامة التي بينك وبين عموم المسلمين..
صلة الرحم العامة التي بيني وبين عموم المسلمين تكون:
ببذل الخير والنصح والنصرة عملا بقول النبي عليه الصلاة والسلام " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَصَرْتُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ قَالَ : " تَكُفُّهُ عَنِ الظُّلْمِ، فَذَاكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ ".
صلة الرحم العامة التي بيني وبين عموم المسلمين تكون:
بفك الكروب، وتفريج الهموم، وستر العيوب، وقضاء الديون، عملا بقول النبي عليه الصلاة والسلام «" الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "» .
صلة الرحم العامة التي بيني وبين عموم المسلمين تكون: بكف الأذى عنهم وفي الحديث الشريف «" لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا ، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا ، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ؛ لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا - وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ ؛ دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ "» .
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا بآبائنا وأمهاتنا بارين، وبذوي أرحامنا واصلين، ولإخواننا من المسلمين منصفين مكرمين إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير ....
- التصنيف: