وسام الأمومة تكريم إسلامي للمرأة
منذ 2022-09-22
خَصَّ اللهُ المرأةَ بامتياز عظيم لم يَحْظَ به رجل قط، ونالت المرأة تكريمًا من ربها في الدنيا والآخرة بسبب هذا الامتياز، إنه امتياز الأمومة.
خَصَّ اللهُ المرأةَ بامتياز عظيم لم يَحْظَ به رجل قط، ونالت المرأة تكريمًا من ربها في الدنيا والآخرة بسبب هذا الامتياز، إنه امتياز الأمومة.
وإذ نقدم التهنئة للأم بهذا الامتياز، فإننا نذكِّرها بدور الأمومة حيث تحتضن الأم أبناء الأمة، ومستقبل الأمة.. فالأمومة عطاء نبيل أعلى اللهُ من شأنه ورفع من قدره فجعل الجنة تحت أقدام الأمهات، وجعل البر بالأم من أسباب تفريج الكُرُبات، كما ظهر من حديث الثلاثة الذين آواهُمُ المبيت إلى غار فوقعت صخرة أغلقت عليهم باب الغار، فكان مما توسلوا به "البر بالوالدين"، ففرج الله كربهم وكتب لهم النجاة.
إن الأمومة وسام على رؤوس الأمهات، استحقت به المرأة الجنة والمقدمة في منازل التكريم الإلهي.
ولا تنال الأم وسام الأمومة بالإنجاب وحده، وإنما الأُمُّ أمٌّ بالتربية والعطاء والتضحية، ولذلك فإنَّ من ترضع وتربِّي تكون أمًّا من الرضاعة، ويكون لها من الحقوق والرعاية ما يكون للأم التي حَمَلَتْ، وذلك لدعم الكيف قبل الكم، ولتنجب الأم خير أمة أخرجت للناس، وكي لا نكون أكثرية كغثاء السيل كما أخبر النبي، صلى الله عليه وسلم.
ولقد أوْصَى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأرملة التي آثرت رعاية أولادها على حظ نفسها؛ تقديرًا لدور الأمومة التربوي، وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأعمال الصالحة الباقية للإنسان بعد موته ولدًا صالحًا يدعو له.
ووافدة النساء التي جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسأله عن مصير النساء من الثواب والأجر عند الله، وليس لهن من أعمال البر العظيم ما يتيسر للرجال كالجهاد والنفقة والصدقة... إلخ، وأُعْجِبَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بِسُؤالها، ولفت أنظار صحابته الكرام - رِضْوَانُ الله عليهم – إلى ذلك قائلاً - صلى الله عليه وسلم -: «ألا ترون إلى حسن مَنْطِقِهَا» ؟!، ثُمَّ أَجَابَها - صلى الله عليه وسلم - بِأَنَّ حُسْنَ التَّرْبِيةِ لأَوْلادِهَا، والرّعاية لِزَوْجِها عَمَلٌ عَظِيمٌ عِنْدَ اللَّه يَعْدِلُ ويُساوِي الأعمال المجيدةَ التي يَقُومُ بِها الرّجال، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «حُسْنُ تَبَعُّل المرأة في بيت زوجها يعدل ذلك كله».
ولكنَّ طُغْيَانَ الجانِبِ المادّيّ الحِسّيّ في الحضارة الحديثة والانبهار بها والتقليد الأعمى لها، نقل إلى مجتمعنا في مجال الأسرة عاداتٍ سَيِّئَةً من أَبْرَزِها تنازل كثير من النساء عن دَوْر الأمومة، حيث تلقي بأطفالها الرّضَّع إلى الخدم أو في دُور الحضانة، فينشأ الطفل محرومًا يفتقد حنان الأم ومشاعر الأمومة، ولم يصبح للطفل من الوالدين إلا رعاية المأكل والمشرب والملبس ونفقات المدرسة، أمَّا الجانب التربوي الإيماني والأخلاقي فيقوم به غير الآباء.
وماذا نَنْتَظِرُ منَ الأبناء بعد أنْ تَرَبَّوْا على القِيَمِ المادّيَّة الاستهلاكيَّة وحَرَمْنَاهُمْ من التربية على موائد القرآن والسنة؟!
ماذا ننتظِرُ منهم بعد أن غَرَسْنا فيهِمُ الجحودَ والنُّكران؟!
ماذا ننتظر منهم بعد أنِ انْتَقَصْناهُم من نعمة الأمومة؟!
فإذا غربتْ شَمْسُ العمر وأدرَكَتْنَا الشَّيْخُوخَةُ، أَوْدَعُونا في دور المسنين نجلس فيها ننتظر لحظة النهاية.. لحظة الموت.
وهكذا: عَقَقْناهُمْ صِغارًا فَجَحَدُونا كِبارًا. ولا غرابة، فهذا حصاد ما غرست أيدينا!!
{وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ}.
___________________________________________________________
الكاتب: د. محمد داود
- التصنيف: