فوائد مختارة من تفسير الإمام البغوي (2)
فهذا الجزء الثاني من فوائد مختارة من تفسير الإمام البغوي, رحمه الله, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذا الجزء الثاني من فوائد مختارة من تفسير الإمام البغوي, رحمه الله, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
- الريح:
** قال ابن عباس رضي الله عنهما: أعظم جنود الله: الريح, والماء.
** قال شريح القاضي: ما هبت ريح إلا لشفاء سقيم أو لسقم صحيح.
** البشارة في ثلاث من الرياح: في الصبا, والشمال, والجنوب
** الدبور...الريح العقيم, لا بشارة فيها.
** الرياح ثمانية: أربعة للرحمة, وأربعة للعذاب.
** الرياح...التي للرحمة: المبشرات والناشرات والذاريات والمرسلات.
** الرياح...للتي للعذاب: العقيم والصرصر في البر, والعاصف والقاصف في البحر.
- فضل الطين على النار:
قالت الحكماء: للطين فضل على النار من وجوه: منها: أن جوهر الطين الرزانة والوقار والحلم والصبر, وهو الداعي لآدم بعد السعادة التي سبق له إلى التوبة والتواضع والتضرع, فأورثه الاجتباء والتوبة والتضرع, ومن جوهر النار الخفة والطيش والجرأة والارتفاع وهو الداعي لإبليس بعد الشقاوة التي سبقت له إلى الاستكبار والإصرار, فأورثه اللعنة والشقاوة, ولأن الطين سبب جمع الأشياء, والنار سبب تفرقها ولأن التراب سبب الحياة, لأن حياة الأشجار والنبات به, والنار سبب الهلاك
- اللسان والقلب:
قال خالد الربعي: كان لقمان عبداً حبشياً, فدفع مولاه إليه شاة, وقال: اذبحها, وائتني بأطيب مضغتين فيها, فأتاه باللسان والقلب, ثم دفع إليه شاة أخرى, وقال: اذبحها, وائتني بأخبث مضغتين منها, فأتاه باللسان والقلب, فساله مولاه عن ذلك, فقال: ليس أطيب منهما إذا طابا, ولا أخبث منهما إذا خبثا.
- الحكمة:
** قال مجاهد: فهم القرآن.
** وقال مقاتل: مواعظ القرآن وما فيه من أحكام.
** وقال ابن قتيبة: هي العلم والعمل به, ولا يكون الرجل حكيماً حتى يجمعهما.
** وقيل: هي السنة. وقيل: الحكمة الفقه.
** وقال أبو بكر بن دريد: كل كلمة وعظتك أو دعتك إلى مكرمة, أو نهتك عن قبيح فهي حكمة.
** الحكيم له معنيان: أحدهما: الحاكم وهو القاضي العدل. والثاني: المحكم للأمر كي لا يتطرق إليه الفساد.
** قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ولا أن يعد أحدكم صبيه شيئاً ثم لا ينجز له اقرؤوا إن شئتم هذه الآية:﴿ {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} ﴾
** الإنسان إنما يكذب لمهانة نفسه عليه.
** الإفك: أسوأ الكذب.
- الكنود والشكور:
قال الفضيل بن عياض: الكنود: الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإساءة الخصال الكثيرة من الإحسان, والشكور: الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإحسان الخصال الكثيرة من الإساءة.
- السائحون:
** قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما: هم الصائمون.
** وقال عطاء: السائحون: الغزاة المجاهدون في سبيل الله.
** وقال عكرمة: السائحون هم طلبة العلم.
- العلم والعلماء:
** قال سفيان: من لا يعمل بما يعلم لا يكون عالماً.
** قال الشعبي: العالم من يخشى الله.
** قال مسروق: كفى بخشية الله علماً, وكفي بالاغترار بالله جهلاً.
- الإسراف والتبذير:
** قال عمر بن الحطاب رضي الله عنه: كفى سرفاً أن لا يشتهى الرجل شيئاً إلا اشتراه فأكله.
** قال ابن مسعود رضي الله عنه: التبذير: إنفاق المال في غير حقه.
** قال مجاهد: لو كان أبو قبيس ذهباً لرجل فأنفقه في طاعة الله لم يكن مسرفاً, ولو أنفق درهماً أو مداً في معصية الله كان مسرفاً.
- النعم:
** قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: تمام النعمة الموت على الإسلام.
** قال أبي بن كعب رضي الله عنه: من ظن أن نعمة الله في مطعمه ومشربه وملبسه فقد قلً علمه وحضر عذابه.
** قال الفضيل بن عياض: شكر كل نعمة أن لا تعصي الله بعد تلك النعمة.
- رقائق ومواعظ:
** قال الله عز وجل: {﴿ فأهلكناهم بذنوبهم ﴾} [الأنفال:54] أهلكنا بعضهم بالرجفة, وبعضهم بالخسف, وبعضهم بالمسخ, وبعضهم بالريح, وبعضهم بالغرق.
** قال الله تعالى: { ﴿ يتعارفون بينهم﴾ } [يونس:45] يعرف بعضهم بعضاً حين يبعثون من قبورهم كمعرفتهم في الدنيا, ثم تنقطع المعرفة إذا عاينوا أهوال القيامة.
** قال الله جل وعلا: {﴿ يضاعف لهم العذاب ﴾} [هود:20] فيل: تضعيف العذاب عليهم لإضلالهم الغير, واقتداء الاتباع بهم.
** قال الله سبحانه وتعالى: { ﴿ بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ﴾ } [القيامة:5] قال سعيد بن جبير: ليفجر أمامه: يقدم على الذنب ويؤخر التوبة, فيقول: سوف أتوب, سوف أعمل, حتى يأتيه الموت على شر أحواله, وأسوأ أعماله.
** قال الله عز وجل: { ﴿ والآخرة خير وأبقى ﴾} [الأعلى:17] قال عرفجة الأشجعي: كنّا عند ابن مسعود فقرأ هذه الآية, فقال لنا: أتدرون لِم آثرنا الحياة الدنيا على الآخرة ؟ قلنا: لا, قال: لأن الدنيا أحضرت وعجل لنا طعامها وشرابها ونساؤها ولذاتها وبهجتها, وأن الآخرة نعتت لنا, وزويت عنا, فأحببنا العاجل, وتركنا الأجل.
** روى السدي عن مرة عن عبدالله قال: لو علم أهل النار أنهم يلبثون في النار عدد حصى الدنيا لفرحوا ولو علم أهل الجنة أنهم يلبثون في الجنة عدد حصى الدنيا لحزنوا
** قال ابن مسعود رضي الله عنه: إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله في إهلاكها.
** روي أن أبا هريرة رضي الله عنه سمع رجلاً يقول: إن الظالم لا يضر إلا نفسه. فقال: بئس ما قلت, إن الحبارى تموت في وكرها بظلم الظالم.
** قال ابن عباس رضي الله عنهما:
& نفس المؤمن تنشط للخروج عند الموت, لما يرى من الكرامة, لأنه تعرض عليه الجنة قبل أن يموت.
& أمر الله عز وجل المؤمنين ألا يُقرّوا المُنكر بين أظهرهم, فيعمُهم الله بعذاب يصيب الظالم وغير الظالم.
** قرأ رجل عند يحيى بن معاذ هذه الآية: {﴿ اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ﴾} [طه:43_44] فبكى يحيى, وقال: إلهي هذا رفقك بمن يقول: أنا الإله, فكيف رفقك بمن يقول: أنت الإله.؟
** قال عطية: لا تعصوا في الأرض فيمسك الله المطر ويهلك الحرث بمعاصيكم.
** قال ابن جريج: النار سبع دركات, أولها: جهنم, ثم لظى, ثم الحطمة, ثم السعير, ثم سقر, ثم الجحيم, ثم الهاوية.
** كلُّ داع إلى معصية الله فهو من جند إبليس, قال أهل التفسير: كل راكب وماش في معاصي الله فهو من جند إبليس.
** من كان في هذه الدنيا أعمى عن الاعتبار فهو في الآخرة أعمى عن الاعتذار.
** قيل: الشقي الذي يذنب ولا يتوب.
** قال أهل المعاني: إن الكفار إذا عاينوا جهنم وأنواع عذابها, صار عذاب القبر في جنبها كالنوم.
** السعداء حين يموتون, يصيرون بلطف الله تعالى إلى أسباب الجنة, يُلقّون بالروح والريحان, ويرون منازلهم في الجنة, فكأن موتهم في الدنيا كأنهم في الجنة لاتصالهم بأسبابها, ومشاهدتهم إياها.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: