لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

منذ 2022-10-25

ما نزل بلاء إلا بذنب ، وما دفع ورفع إلا بتوبة ، وهذه القاعدة تسري على الأفراد في خاصة أنفسهم ، كما تسري على الشعوب والأمم في مجموعها ، والذنوب أنواع وأصناف ، ومنها العام والخاص .

 { لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

ما نزل بلاء إلا بذنب ، وما دفع ورفع إلا بتوبة ، وهذه القاعدة تسري على الأفراد في خاصة أنفسهم ، كما تسري على الشعوب والأمم في مجموعها ، والذنوب أنواع وأصناف ، ومنها العام والخاص .

وإذا تأملت ما يحدث من غلاء وبلاء ، وسوء أحوال ، وضنك في المعيشة ، وضيق في التجارات ، وكساد في الأسواق ، فثق وتيقن أن الله سبحانه وتعالى وتقدس لا يظلم عباده ولا يعاقبهم من غير ذنب أو جريرة ، وإنما كل ذلك بما كسبت الأيدي وظلمت الأنفس ، وفجرت وبغت ، وانتهكت الحرمات ، ورضيت بالظلم وأعانت عليه ، وما يعفو الله عنه أكثر ، وما يدفع من بلاء ونقم أجل وأعظم ، وإنما يذيق الله القرى لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ، وما ظهر الفساد في البر والبحر إلا بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم الله بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ، وإن الله سبحانه لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون .

قال تعالى { (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ الله لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ )}

وقال تعالى {( إِنَّ الله لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )}

وقال تعالى { ( وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )}

وقال تعالى { (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )}

ومن أعظم ما يستدفع به البلاء ، وترفع به البأساء والضراء ، ويذكر به الناس في أوقات الشدة ، وحلول المصائب : أن يستكين العباد لربهم ، ويتضرعوا إليه ، ويتذللوا له ، ويرجعوا إليه ، تائبين مستغفرين منيبين ، متحللين من المظالم كلها ، وعازمين على الإنابة وحسن العمل ، لعل الله أن يكشف البلاء ويرفع الضراء .

قال تعالى  {( لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )}

فاللهم مغفرتك ورحمتك ولطفك بالبلاد والعباد .

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 1
  • 0
  • 808

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً