صهاينة في مركز القرار!
أيّ شيء صنَعه اليهود فجعل زعماء دول العالم الكبيرة يُفاخرون بأنهم صهاينة، وخدّام للصهيونية، تقديم الخدمات لها عنوان الشرف
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، وبعدُ:
أيّ شيء صنَعه اليهود فجعل زعماء دول العالم الكبيرة يُفاخرون بأنهم صهاينة، وخدّام للصهيونية، وأضحت الهرولة إلى حائط المبكى عقيدة سياسية غربية؟! وما الذي يعود على أمريكا وبريطانيا مثلًا من تصريح الرئيس الأمريكي بصهيونيته، واعتراف رئيسة الوزراء البريطانية بأنها صهيونية؟!
ثمّ ماذا فعلت دولة الاحتلال حتى أصبح تقديم الخدمات لها عنوان الشرف الذي يتغنَّى به الزعماء المنصرفون أو المتنافسون في الانتخابات؟! ولماذا يحرص الساسة على تقديس الطقوس اليهودية وهم في الظاهر ليسوا من أتباع هذه الملَّة؟!، بل إن لهم ثأرًا بحسب زعمهم المرتبط بالصليب!
ولماذا يغدو التعهد بحماية «إسرائيل» وحفظ أمنها أحد المرتكزات الأساسية التي يُصرّح بها المتسابقون إلى الرئاسة في دول كبرى ليست بحاجة عسكرية ولا اقتصادية من الدولة الغاصبة؟! وكيف يستقيم أن تنهال المعونات على هذه الدولة من البلاد الكبرى ثمَّ يبحث هؤلاء المانحون المتبرعون عن رضى مَن نال الأموال والمساندة منهم، والعكس هو الافتراض المنطقي؟!
كما أن الموقف الإسرائيلي الرسمي تجاه هذه الدول مريب حقًّا؛ فهي لا تأبه بطلباتهم ولا تُلقي بالًا لإحراجهم، وكم من مرة ومرة فضحتهم مباشرة، أو بسكوتهم عن جرائم الاحتلال المستعلنة في الحروب، وبقمع المعترضين وإيذاء المساجين!!، ومع ذلك فالتذلل الغربي النصراني للصهيونية واليهودية في سعار متنامٍ!
ويزداد السؤال حضورًا وإلحاحًا حينما تصبح العلاقة مع «إسرائيل» وزعمائها هي بوصلة القبول بالأمر الواقع أو الوافدين الجدد، وسبب الإغضاء عن أخطاء المجاورين وتجاوزاتهم، فكلّ مَن أراد كَسْب القلوب في واشنطن دخل إليها من بوابة تل أبيب، وإذا رضي البيت الأبيض تَبِعه البيض والسود في لندن وباريس وبرلين!!!
فمن يستطيع تفسير هذه المعادلة الصعبة المكوّنة من كثيرات الحدود والمبهمات والتراكيب والأقواس والأرقام بأنواعها؟! أيمكن أن تكون الأسباب سياسية واقتصادية وأمنية فقط؟! أم يوجد دوافع حضارية وثقافية ودينية؟! أو أنه خليط من كل هذا؟!
إنه لأمر يصعب الجزم به؛ بَيْدَ أنَّ الأكيد المستيقَن منه أنهم على قلب إنسان شرير واحد تجاهنا مهما توددنا لهم وخضعنا، فهل سيكون من بني قومنا الحذر والتكاتف والاستعداد لمواجهة أيّ غدرات محتملة من فئام سمتهم الغدر الحقير، والقتل المبير؟!
وصدق الله إذ أخبر عن استنفار فئام من الخلق معهم آخر الزمان؛ {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} [الإسراء: ٦]؛ فما من زمن على مرّ التاريخ نفَر العالم فيه مع اليهود كما نفَر معهم اليوم!
- التصنيف:
- المصدر: