فوائد مختصرة من تفسير سورة "الفاتحة" للعلامة العثيمين

منذ 2022-11-11

هذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " الفاتحة " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " الفاتحة " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

& كتاب الله عز وجل طب القلوب والأبدان ﴿  {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}  ﴾ [الإسراء:82]

& يا قارئ القرآن إذا حملت القرآن فانتفع به, اعرف معناه وطبّقه حتى لا يكون القرآن حجة عليك, لأن القرآن إما حجة للإنسان, وإما حجة على الإنسان.

& لهذه السورة أسماء متعددة: الفاتحة...أم القرآن...السبع المثاني.

& هذه السورة...أفضل وأعظم سورة في كتاب الله.

& هذه السورة...رقية عظيمة للمرضى, فإذا قُرئ بها على المريض شُفي بإذن الله.

& ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة, فصاروا يختمون بها الدعاء, ويبتدئون بها الخطب, ويقرؤنها عند المناسبات, وهذا غلط.

& ﴿ بِسم الله الرحمن الرحيم ﴾ أقرأ مستعيناً ومتبركاً باسم الله.

& الصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة, وأن الإنسان لو اقتصر على ﴿  {الحمد لله ربِ العالمين} ﴾ إلى آخر السورة فصلاتُهُ صحيحة.

& ﴿  {الحمد } ﴾: وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم.

& ﴿  {الله } ﴾ علم على رب العامين جل وعلا, فهو اسم ربنا عز وجل, لا يسمى به غيره, ولا يوصف به غيره.

& ﴿  {ربِ  } ﴾ الرب, هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف: الخلق, والملك, والتدبير.

& ﴿  {العالمين } ﴾ قال العلماء: كل ما سوى الله فهو من العالم.

& لا تعلق خوفك بمخلوق, المخلوق مثلك, لو شاء الله لدمره ودمر ما يهدد به الخلق, اعتمِد على الله, وافعل الأسباب التي أُمرت بها.

&لا تعلق بقاءك أيضاً بأحد, لا تقل: عندي من يدافع عني, وكذا, وكذا, أبداً هذا ما ينفع, فكم من سببٍ أخفق! وكم من مهٍيب سقط, الأمر بيد الله عز وجل.

& اجعل قلبك معلقاً بربك حتى تطمئن {﴿ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾} [الرعد:28] اللهم اجعلنا قلوبنا مطمئنة بذكرك.

& ﴿ {الرحمن } ﴾ هو ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي لا يدركها العقل, الشاملة لكل شيء.

& انتقام الله تعالى من المجرمين...رحمة, لأن المجرم يعتدي على غيره, فإذا انتقم الله منه فهذه رحمة لمن اعتدي عليه أن كفاهم الله تعالى شره.

& النقم التي تصيب الناس هي في الحقيقة رحمة...يذكر عن بعض العابدات أنها أُصيبت في إصبعها, وأنها لم تتأثر, وقالت: " حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها ".

& ﴿ {الرحيم} ﴾ ذو الرحمة الخاصة التي تصل إلى من شاء من عباده فيرحم من يستحق الرحمة...وهذا لا يكون إلا للمؤمنين لقول الله تعالى:﴿ {وكان بالمؤمنين رحيماً } ﴾     

& ﴿ {مالكٍ} ﴾ صفة لـــ ﴿ الله

& ﴿ {يوم الدين } ﴾ يعني: يوم الجزاء وهو يوم القيامة  

& ﴿ { إياك نعبد} ُ ﴾ فيها حصر العبادة في الله, وأنه وحده هو المعبود, يعني: لا نعبد إلا إياك, فهي بمعنى لا إله إلا الله.  

ــــــــــــ

& العبادة: تتضمن فعل كل ما أمر الله به, وترك كل ما نهى الله عنه.  

& لو أن رجلاً قرأ هذه الآية: ﴿ {إياك نعبدُ } ﴾ فخرج من المسجد فصار يأخذ المال بالربا والغش والخيانة فهذا لم يصدق في قوله: ﴿ { إياك نعبدُ} ﴾ لأنه عبد الدرهم.

& أوثق عرى الإيمان: أن تحب لله, وتبغض لله, وتوالي لله, وتعادي لله, فمن كان من عباد الله الصالحين فهو حبيبك في أي مكان في الأرض, وفي أي زمن من الأزمنة.

& من تمام العبادة أن الله إذا أمر بأمر أن نقول: سمعنا وأطعنا.

& عندما تأكل للتنعم بنعمة الله عليك يكون عبادةً, لأن الله إذا أنعم على عبده نعمةً يحب أن يرى أثر نعمته عليه.

& ﴿ {وإياك نستعين} ﴾ أي: نطلب العون من الله عز وجل...يعني لا نستعين إلا إياك على العبادة, وعلى جميع الأمور, فهي بمعنى: عليك توكلنا.

& من استعان بالله عز وجل كفاه...فاستعن بالله, ولا تستعن بغيره.

& كلما أردت أن تفعل عبادةً فاستحضر أنك مستعين بالله...فعندما تأتي الصلاة فاستشعر أنك مستعين بالله عز وجل, ومعتمد عليه, ومتوكل عليه.  

& نستفيد باستعانة الله فائدة عظيمتين: الأولى: التعبد لله بالاستعانة. الثانية: تيسير أمرك, لأن الله إذا أعانك تيسّر لك الأمر.

& الذين يطلبون من الأموات, فيقول للميت: يا سيدي فلان, أعني على كذا, وكذا, فهذا شرك أكبر.

& بعض العوام إذا قال الإمام ﴿ {إياك نستعين وإياك نستعين} ﴾ يقولون استعنّا بالله وهذا لم يرد ما كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون هذا خلف نبيهم صلى الله عليه وسلم

& من استعان بميت فقد ضل في دينه وسفه في عقله.

ــــــــــــــ

& أنت بقولك: ﴿  {اهدنا الصراط المستقيم} تسأل الله تعالى علماً نافعاً تهتدي به, وعملاً صالحاً ترشد به.

& الهداية لها معنيان: المعنى الأول: الدلالة والإرشاد, وضده الجهل لأنه إذا لم يرشدك الله ولم يدلك فانت جاهل. المعنى الثاني: التوفيق وضده المخالفة والغي.

& الناس ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: عالمِون عامِلون, وجُهال, وطُغاة يعنى أنهم عالمِون غير عامِلِين.

& الضمير في قوله: ﴿ { اهدنا } ﴾ يعود على جميع الأمة الإسلامية...لهذا ينبغي لنا أن نستشعر ونحن نقول: ﴿ {اهدنا الصراط المستقيم} ﴾ أننا ندعو لأنفسنا وللأمة جميعاً.

& جاء قوله ﴿ {اهدنا الصراط المستقيم} ﴾ بعد قوله ﴿ {إياك نستعين وإياك نستعين} ﴾ لأن العبادة إذا لم تكن على الصراط المستقيم صارت بدعة لا تقبل عند الله

& ﴿  {الصراط المستقيم } ﴾ المعاني التي قيل فيه كلها ترجع إلى الإسلام, يعني: اهدنا إلى الإسلام, لأن الإسلام هو الصراط المستقيم الذي يوصل إلى الله.   

& لا يظهر أهل الإسلام إلا بإظهارهم الإسلام, وافتخارهم به, واعتزازهم به, وألا يجعلوا أنفسهم أذناباً للغير.

& الدين الإسلامي فيه كمال حرية, لكنها حرية مُتّزِنة, تُقيدُ النزوات, وتقيد الانطلاقات الزائفة, وتجعل من الشعوب شعباً معتدلاً متوازناً.

& الذين أنعم الله عليهم هم من عَلِموا الحقّ وعمِلوا به, وهم أربعة أصناف: النبيون, والصِّدِّيقُون, والشهداء, والصالحون.

& كل رسول نبي, وليس كل نبي رسول,...والنبي: من أُوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه, والرسول: من أُوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه.

ـــــــــــ

& الصِّدِّيقُون: هم الذين قالوا الصدق, وصدقوا به, وبلغوا في الصدق غايته مع الله, ومع عباد الله.

& الشهداء: ذكر العلماء فيهم رأيين: الرأي الأول: أنهم العلماء والرأي الثاني: أنهم شهداء المعركة, الذين قتلوا في سبيل الله, فالعالم شهيد ولو مات على فراشه.

& الصالحون: هم الذين صلحوا في ظاهرهم وباطنهم, وصلاح الإنسان يكون بفعل الأوامر وترك النواهي...فالصالح من قام بحق الله وحق العباد.

& المغضوب عليهم هم كل من علم بالحق وخالفه ولم يعمل به, وفي مقدمتهم اليهود الطغاة المعتدون الذين اعتدوا على الله, وعلى رُسله.

& العالم الذي لا يعمل بعلمه على خطر عظيم, لأنه يشبه اليهود, قال سفيان بن عيينة رحمه الله: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود.

& السورة هذه عظيمة, ولا يمكن لي ولا لغيري أن يحيط بمعانيها العظيمة...ومن أراد التوسع فعليه بكتاب " مدارج السالكين " لابن القيم, رحمه الله.

& لو أن أحداً من الناس تيسر له أن يقرأ هذه السورة بتمعُن ونظر ومراجعة لكلام أهل العلم لوجد فيها معاني عظيمة جداً.

& كل عاطفة لا تُقيدُ بالشرع أو بالعقل فستكون عاصفة, وسيحدث فيها فوضى كبيرة وخلل عظيم, ويكون ضررُها أكبر بكثير من نفعها.

& لا يمكن أن يتناقض القرآن مع صحيح السنة, ولا يمكن أن تتناقض السنة الصحيحة بعضها مع بعض أبداً.  

& القاعدة في التفسير أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا يتناقضان فإنها تحمل عليهما جميعاً لأن ذلك أوسع في مدلولها فإن كان يتناقضان رجح ما يترجح.

ــــــــــــــ                كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ    

  • 2
  • 1
  • 2,242

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً