متى تكوني شخصية غامضة؟
لكل إنسان شخصيته التي تميزه عن غيره، وتجعله منفردًا عن سواه، والشخصية تتأثر عن طريق الوراثة وما يكتسبه من والديه وأسرته، وتتأثر كذلك بالبيئة والدين والعادات والتقاليد...
لكل إنسان شخصيته التي تميزه عن غيره، وتجعله منفردًا عن سواه، والشخصية تتأثر عن طريق الوراثة وما يكتسبه من والديه وأسرته، وتتأثر كذلك بالبيئة والدين والعادات والتقاليد، وتتضح شخصية الإنسان من خلال تعامله مع الآخرين؛ فبعض الشخصيات تكون سهلة التعامل، وبعضها يصعب التعامل معها، والآخر تكون شخصيته غامضة.
والغموض شيء جميل؛ فهو يولِّد رغبة لدى الآخر، تدفعه لاستكشاف أفكار الآخرين وسلوكهم، وتثير الرغبة في إيجاد إجابات لأسئلة تحوم حول الشخصية الغامضة، ولكن شخصياتنا لا تُولَد غامضة، بل يجب علينا العمل على جَعْلِ شخصياتنا غامضة، وكتابًا مغلقًا لا يستطيع أيًّا كان قراءته وفهمه.
وللشخصية الغامضة عدة صفات، عن طريقها نتعرف عليها؛ ومنها:
• يسعى للتستر عن الحقيقة وعدم الكشف عنها.
• يحرص على إخفاء مشاعره، سواء كانت سلبية أو إيجابية.
• أفكاره حبيسة في نفسه، ولا يشارك الناس بها.
• قليل الكلام، ولا يحب المناسبات الاجتماعية أو التجمعات العائلية.
• شرس جدًّا عندما تهاجمه، مهما كان الخطأ.
• لا يعترف بالذنب أو الخطأ الذي ارتكبه.
والسؤال: متى يكون الغموض إيجابيًّا في حياة الزوجين؟
مروة متزوجة من خمس سنوات، وزوجها رجل صامت، وفي يوم من الأيام، كانت النفوس هادئة وطيبة ولطيفة، بدأت مروة تروي قصصها القديمة عن أسرتها وأسرارهم، وبعض المشاكل التي مرت عليهم قبل عشرين سنة، وعند أول شِجارٍ بينهم، بدأ يذكرها بكلام السوء عن أهلها، هنا أحست مروى بأشد الندم عندما تحدثت عن أسرارها، ولكن ما فائدة الندم؟
فهل الغموض هنا مطلوب أو لا؟ وهل صحيح على الزوج أو الزوجة أن تكون كتابًا مفتوحًا؟
مريم تشتكي من ضرب زوجها المتكرر، فلما استشارت أحد المتخصصين، سألها عن السبب، فقالت: لا أعلم، لكن عند ضربه لي كان يكرر كلمة: "عامل الجسد على ما تعود عليه"، يقول المستشار بعد الحوار مع مريم، اكتشف أن والدتها كانت تضربها بشدة وهي صغيرة، وكانت تقول لزوجها أن جسمها تعود على الضرب بسبب والدتها.
والسؤال مرة أخرى: متى يكون الغموض مفيدًا للزوجين؟ والجواب على هذا السؤال، حتى يكون الغموض مفيدًا أنصح كل زوجة بالآتي:
• لا تتحدثي عن المشاكل العائلية سواء كانت قديمة أو حديثة.
• لا تذكري حبكِ لصديقتكِ وإعجابكِ بها لزوجكِ، ولا تخبريه بصفاتها؛ لأن الأذن تعشق قبل العين.
• لا تتحدثي عن المشاكل الصحية، وخاصة المتعلقة بالعظام؛ لأن أول كلمة ستسمعينها منه: "عجزتِ وكبرتِ".
• لأنكِ ترغبين بجذب زوجكِ تجاهكِ وتجاه جسمكِ، ليس ضروريًّا معرفة الزوج بالتمارين التي تعملينها، أو أدوات العناية بالجسم التي تستخدمينها.
• لا تتحدثي كثيرًا عن نفسكِ، ولا تعطي تفصيلًا عن حياتكِ وعن أسراركِ، دائمًا اتركي قليلًا من الغموض يجول حولكِ، ولا تخبري عن نفسكِ كثيرًا، تحدثي بذكاء.
• لا تتكلمي قبل أن تفكري، ادرسي في دماغكِ ماذا ستقولينه، وفكري جيدًا؛ لأنه ربما ما ستقولينه سيأثر فيكِ، وعلى نظرة زوجكِ لكِ.
• أبرزي ثقتكِ في نفسكِ، لكن لا تكوني متعالية بعظمتكِ أمام الآخرين؛ حتى لا تسقطي من أعينهم، أو تكوني مغرورة، فلا أحد يحب المغرورين.
• استمتعي بشخصيتكِ التي تميزكِ، ولا تكوني نسخة من شخصية أخرى، لكن احذري أن تكوني من الأشخاص الذين ينطبق عليهم مثال: "خالف لتُعرف"، فسبب الاختلاف لا يجب أن يكون لكي تحصلي على التميز.
• النجاح في الحياة الزوجية هو تقبل الآخر وليس تغييره، فالرجل يحب المرأة الغامضة المتجددة، وعلى المرأة احترام وجود الرجل كرجل.
أسأل الله أن يصلح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم من يعبد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لبنات خير على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد.
_________________________________________________
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش
- التصنيف: