فوائد مختصرة من تفسير سورة "البقرة" للعلامة ابن عثيمين (4)

منذ 2022-11-28

المواعظ الكونية أشد تأثيراً لأصحاب القلوب القاسية, أما المواعظ الشرعية فهي أعظم تأثيراً في قلوب العارفين بالله اللينة قلوبهم.

{بسم الله الرحمن الرحيم }

المواعظ:

    & قرن المواعظ بالتخويف, لقول الله تعالى:  ﴿ {واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون }

    & الإنسان إذا كان لا يشعر بالخوف عند الموعظة, ولا بالإقبال على الله تعالى فإن فيه شبهاً من الكفار الذين لا ينتفعون بالمواعظ, ولا يؤمنون عند الدعوة إلى الله.

    & المواعظ الكونية أشد تأثيراً لأصحاب القلوب القاسية, أما المواعظ الشرعية فهي أعظم تأثيراً في قلوب العارفين بالله اللينة قلوبهم.

    & الذين ينتفعون بالمواعظ هم المتقون, وأما غير المتقي فإنه لا ينتفع لا بالمواعظ الكونية ولا بالمواعظ الشرعية, قد ينتفع بالمواعظ الكونية اضطراراً...وقد لا ينتفع.

    • صدّ الناس عن الخير:

    & أعظم الذنوب أن يصد الإنسان عن الحق.

    & كل من صدّ عن الخير فهو صاد عن سبيل الله, ولكن هذا الصد يختلف باختلاف ما صدّ عنه, من صدّ عن الإيمان فهو أعظم شيء.

    & قد يكون الصد بإلهائهم وإشغالهم عن فعل العبادات وقد يكون بتحقير العبادات في أنفسهم وقد يكون بإلقاء الشبهات في قلوب الناس حتى يشكو في دينهم ويدعوه

    • أهل الباطل:

    & أهل الباطل يدعون إلى ضلالهم ويدّعون فيه الخير, لقوله تعالى: ﴿ {كونوا هوداً أو نصارى} ﴾ هذه دعوة إلى ضلال. قوله تعالى: ﴿ {تهتدوا} ﴾ ادعاء أن ذلك خير.

    & مبالغة أهل الباطل في ترويج باطلهم, لأنهم جعلوا المقيس هو المقيس عليه, لقولهم: ﴿ {إنما البيعُ مثلُ الربا } ﴾ وكان مقتضى الحال أن يقولوا: إنما الربا مثل البيع.

    & أعداء الله يصفون أولياءه بما يوجب التنفير عنهم لقولهم: ﴿ أنؤمن كما آمن السفهاءُ

    & عادة أهل الباطل يموّهون, ويقلبون الحق باطلاً, لأنهم يريدون غرضاً سيئاً.

    & أهل الباطل يجادلون بالباطل...وأقوال أهل الباطل تتشابه.

    • اتباع الحق:

    & ينبغي للمرء أن يفتخر بما هو عليه من الحق, لقوله تعالى: ﴿ {ولنا أعمالنا } ﴾ أي فنحن مفتخرون بها.

    & الإنسان يجب عليه أن يتبع الحق أينما كان, ولا ينظر إلى كثرة المخالف, ولا يقل: الناس على كذا فكيف أشذ عنهم! بل يجب عليه أن يتبع الحق.

    & ﴿ { إذا دعان} ِ ﴾ أي إذا صدق في دعائه إياي بأن شُعر أنه في حاجة إلى الله, وأن الله قادر على إجابته, وأخلص في دعائه لله بحيث لا يتعلق قلبه بغيره.

    & ينبغي للإنسان أن يلجأ إلى الله عز وجل أن يمتعه بسمعه وبصره...وفي الدعاء المأثور: " متعنا بأسماعنا, وأبصارنا, وقوتنا ما أحييتنا "

    & من صَدَق اللجوء إلى الله, وأحسن الظن به أجاب الله دعاءه.

    & الله تعالى...قد يؤخر إجابة المسألة ليزداد الداعي تضرعاً إلى الله, وإلحاحاً في الدعاء, فيقوى بذلك إيمانه, ويزداد ثوابه.

    & الفتنة هي صدّ الناس عن دينهم.

    & صدّ الناس عن دينهم فتنة أشد من قتلهم, لأن قتلهم غاية ما فيه أن نقطعهم عن من ملذات الدنيا, لكن الفتنة تقطعهم من الدنيا, والآخرة.

    & استعمار الأفكار أعظم من استعمار الديار, لأن استعمار الأفكار فتنة, واستعمار الديار أقصى ما فيها إما القتل أو سلب الخيرات أو الاقتصاد, أو ما أشبه ذلك.

    & يجب على الإنسان أن يبتعد عن مواطن الفتن, لا ينظر إلى المرأة الأجنبية, ولا يكلمها كلاماً يتمتع به معها, لأنه يؤدي إلى الفتنة, ويكون ذريعة إلى الفاحشة.

    • السؤال والإجابة:

    & بعض السؤال يكون نكبة على السائل, كما قال تعالى: ﴿  {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم  } ﴾ [المائدة:101]

    & من حسن الإجابة أن يزيد المسؤول على ما يقتضيه السؤال إذا دعت الحاجة إليه

    • المساواة:

    & العجيب أنه لم يأت في الكتاب ولا في السنة لفظة " المساواة " مثبتاً,...ولكن جاء دين الإسلام بكلمة هي خير من كلمة " المساواة "...وهي العدل.

    & كلمة " العدل ", تعني أن يسوى بين المتماثلين, ويفرق بين المفترقين, لأن العدل إعطاء كل شيء ما يستحقه.

    & إذا قلت بالمساواة استوى الفاسق, والعدل, والكافر, والمؤمن, والذكر, والأنثى, وهذا ما يريده أعداء الإسلام من المسلمين.

    & تجد الواحد يظن هذه الكلمة كلمة نور تحمل على الرؤوس الإسلام دين المساواة ونقول: لو قلتم: الإسلام دين العدل, لكان أولى, وأشد مطابقة لواقع الإسلام   

    • الكفار:

    & ما عليه اليهود والنصارى ليس ديناً, بل هو هوى, لقوله تعالى ﴿أهواءهم﴾...إذا لو كانوا على هدى لوجب...عليهم جميعاً أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم

    & الكفار لا يزالون يسلطون أنفسهم على المؤمنين, لقوله تعالى: ﴿  {ويسخرون} ﴾ بالفعل المضارع, لأن الفعل المصارع يدل على الاستمرار, والحال, والاستقبال

    & كل كافر فالله عدو له, لقوله تعالى: ﴿ فإن الله عدو للكافرين

    & حرص الكافرين على ارتداد المؤمنين بكل وسيلة ولو أدى ذلك إلى القتال لقوله تعالى: ﴿ {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يرُدُّوكم عن دينكم}

    & يجب علينا أن نحذر من كل تصرف يصدر عن اليهود والنصارى والمشركين ونتخذهم أعداء.

    & إذا كثر الكفار في أرض كان ذلك سبباً للشر والبلاء, لأن الكفار نجس, فكثرتهم كثرة خبث.

    & الكفار...يجب علينا الحذر من مخططاتهم وأن نكون دائماً على سوء ظن بهم, لأن إحسان الظن بهم في غير محله وإنما يحمل عليه الذل وضعف الشخصية والخور والجبن

    & كثير من هؤلاء اليهود والنصارى يسعون بكل ما يستطيعون من قوة مادية, أو أخلاقية, أو غيرهما ليردوا المسلمين بعد الإيمان كفاراً.

    & اليهود لن يرضوا عنك حتى تكون يهودياً, والنصارى لن ترضى عنك حتى تكون نصرانياً.

    & نسأل الله أن يعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم, حتى يعرفوا حقيقية عداوة النصارى, وغيرهم من أهل الكفر, فيعدوا لهم العدة.  

    • بنو إسرائيل :

    & سفاهة بني إسرائيل, وما أكثر ما يدل على سفاهتهم, فهم يؤمنون بموسى, ومع ذلك قالوا: ﴿ { لن نُؤمن لك حتى نرى الله جهرةً }

    & ما وضع الله تعالى على بني إسرائيل من الأغلال, والآصار, حيث كانت توبتهم من عبادتهم العجل أن يقتل بعضهم بعضاً لقوله: ﴿  {فاقتلوا أنفسكم}

    & غطرسة بني إسرائيل, وجفاؤهم, لقولهم: ﴿  {فادعُ لنا ربك} ﴾ ولم يقولوا: " ادع لنا ربنا ", أو " ادع لنا الله " كأن عندهم _ والعياذ بالله _ أنفة.

    & بنى إسرائيل لا شك أفضل العالمين حينما كانوا عباد الله الصالحين, أما حين ضربت عليهم الذلة, واللعنة, والصغار فإنهم ليسوا أفضل العالمين.

    & بني إسرائيل...من أشدّ الناس طغياناً, وتكذيباً للرسل, واستكباراً عن عبادة الله عز وجل.

    & سفاهة بني إسرائيل. حيث عبدوا ما صنعوا وهم يعلمون أنه لا يرجع إليهم قولاً, ولا يملك لهم ضراً, ولا نفعاً.  

    & بقوا في التيه بين مصر والشام أربعين سنة يتيهون في الأرض, وما كان عندهم ماء, ولا مأوى, ولكن الله تعالى رحمهم, فظلل عليهم الغمام.

    & اليهود لا يوثق منهم بعهد, لأنهم كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم.

    & شدة كراهية اليهود للقرآن, واستهانتهم به, حيث نبذوه وراء ظهورهم.

    & سليمان عليه السلام كان ملكاً نبياً رسولاً...وعند اليهود قاتلهم الله أن سليمان ملك فقط.

    & لن نقضى على اليهود باسم العروبة أبداً, لن نقضي عليهم إلا باسم الإسلام.

    • أعمال من فعلها فقد شابه اليهود والنصارى:

    & يوجد أناس نسمع عنهم أنهم إذا نُصِحوا, ودُعوا إلى الحق, قالوا: ما هدانا الله, وهؤلاء مشابهون لليهود الذين قالوا: ﴿  {قلوبنا غلف}

    & من رد الحق من هذه الأمة لأن فلاناً الذي يرى أقلً منه هو الذي جاء به, فقد شابه اليهود.

    & من دُعي إلى الحق من هذه الأمة, وقال: " المذهب كذا, وكذا " يعني ولا أرجع عنه ففيه شبه من اليهود.

    & من نبذ العهد من هذه الأمة فقد ارتكب محظورين: أحدهما: النفاق...والمحظور الثاني: مشابهة اليهود.

    & الإنسان الذي لا يود الخير للمسلمين فيه شبه باليهود, والنصارى, لأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.

    & من...طمع في المنازل العالية بدون عمل لها ففيه شبه من اليهود والنصارى

    & كل داع إلى ضلال ففيه شبه من اليهود, والنصارى, دعاة السفور الآن يقولون: اتركوا المرأة تتحرر...لا تقيدوها بالغطاء, وترك التبرج ..أعطوها الحرية.

                        كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

     

    • 1
    • 1
    • 835

    هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

    نعم أقرر لاحقاً