سبيل التعافي من إدمان الإباحية
إن المطلوب لوقف إدمان الإباحية هو أن نتعلم كيف نتخلص من الرغبة الشديدة وأن نتعلم إتقان مهارة البقاء بعيدا عن الرغبة الشديدة لفترة كافية لتختفي.
هل تعرف كيف توقف إدمان الإباحية؟
الإجابة بسيطة لكنها ليست بالسهلة.
إنهم اليوم في الغرب- على هبوطهم وتسيبهم الأخلاقي- أصبحوا يعانون أشد المعاناة من الإباحية، وقد وصلت بهم هناك إلى حد الإدمان مما أدى إلى تدمير الأفراد و الأسر و الجماعات. وبناء على ذلك تحركوا وبحثوا وحللوا هذا المرض الخبيث، مرض إدمان المواد الإباحية، وأصبح عندهم متخصصون في علاج إدمان الإباحية.
أقدم لكم - في البداية - تجربة لأحد المتخصصين في علاج إدمان الإباحية و هو شاب أمريكي يدعى أليكس وكان هو نفسه يعاني من إدمان المواد الإباحية و كافح حتى شفي من هذا المرض خلال عامين منذ عام 2008 وحتى عام 2010.
الإباحية ليست فقط عادة سيئة !
يقول أليكس: كنت قادرا على الإقلاع عن مشاهدة الإباحية لأكثر من 99% من وقتي، كما أنني لم أمارس العادة السرية منذ عام 2009، ثم اخترت زوجتي كمصدر وحيد لخبرتي فيما يخص العلاقة الحميمية، و أعتقد أن التقنيات التي استخدمتها لوقف إدمان الإباحية من الممكن أن تستخدم لكي تصنع تغييرا نهائيا في كل مناحي حياتنا. إن إدمان الإباحية ليست فقط عادة سيئة بل هي مدمرة.
إنها دائرة للوسواس القهري والتي لم أكن قادرا على التخلص منها. وعادة تبدأ هذه الدائرة مع الأفكار الجنسية الغير مرغوبة و التي طالما حاولت تجنبها.
إن محاولة عدم التفكير في شيء لم تكن سهلة بالنسبة إلي للأسف، ففي النهاية كنت أصل للنقطة و التي عندها تتكاثف عليَّ الأفكار و التي لا أستطيع وقف ضغطها عليَّ لفترة طويلة، فأعود إلى الطريق الوحيد الذي أعرفه لجعل هذه الشهوة تذهب مؤقتا، و هو مشاهدة الإباحية و ممارسة العادة السرية.
بعد ذلك أعود ببطء لشعوري و أدرك ما الذي حدث. ثم أشعر بالذنب و الخطيئة و لكوني ضعيف فلقد استسلمت، ثم أقسم ألا أفعل ذلك مرة أخرى.
وللأسف مع مرور الوقت أجد تلك الأفكار تعود مرة أخرى لي، و لأنني لم أكن أعرف كيف أتعامل معها بطريقة صحية فالدورة كانت تكرر نفسها.
بكل وضوح رأيت أن محاربة رغباتي الجنسية فقط قد جعلها تعود سريعة و بقوة فألجأ أكثر إلى مشاهدة الإباحية و ممارسة العادة السرية لكي تساعدني في تخفيف مؤقت لهذه الأفكار و الرغبات.
حقيقة هذه الدورة للوسواس القهري جعلتني لا أستطيع السيطرة على نفسي فكنت أقضي معظم يومي في مشاهدة هذه المشاهد، ومخي قد استخدم تلك المشاهدة المنتظمة لهذه الصور لكي يحدث إشباعا مؤقتا لرغباتي و يسمح لي بالعودة إلى وضعي الطبيعي.
بعبارة أخرى كنت قد وجدت أنه كلما تغذيت أكثر على هذه المشاهد كلما قويت رغبتي لمشاهدة المزيد، وغرقت في دوامة مؤسفة انهرت فيها تمامًا في النهاية.
لا توجد شهوة تدوم للأبد.
العنصر الثاني الذي تعلمته هو فهمي أن المشاعر البشرية و منها الشهوات لا تدوم للأبد.
حقيقة أي دفعة فسيولوجية شكلها يشبه منحنى جرسي، في البداية تبدأ الشهوات و الرغبات الشديدة ببطء ثم تنمو باطراد حتى تصبح بالفعل مكثفة و قوية، وفي مكان ما على هذا الطريق معظم المدمنين يستسلموا لشهواتهم لكي تدمرهم وتلتهمهم، و نتيجة لهذا يخضعوا لفكرة أنه لا يمكن وقف هذا الرغبات الملحة والتي ستكون قوية فليس أمامهم خيار سوى الاستسلام.
في واقع البشر لا يمكن أن تحافظ على العاطفة أو المشاعر إلى أجل غير مسمى، وأخيرا فإن أي شعور أو شغف سينخفض.
بالتالي فإن المطلوب لوقف إدمان الإباحية هو أن نتعلم كيف نتخلص من الرغبة الشديدة وأن نتعلم إتقان مهارة البقاء بعيدا عن الرغبة الشديدة لفترة كافية لتختفي.
هذا بالطبع يبدو بسيطا، ولكن العديد من المدمنين يعلمون أنه ليس من السهل عليهم القيام بذلك. وقبل أن أقوم بعرض التقنية التي ساعدتني على القيام بذلك تماما. اسمحوا لي أولا أن أريكم بعض الإشارات الفسيولوجية البسيطة التي يمكن أن تستخدم لقياس مدى قوة الشهوة لدينا.
إن العلامات الفيسيولوجية للشهوة القوية من المهم جدا معرفة ارتباطها بتغيرات فسيولوجية معينة، و التي تبدأ لتأخذ مكانها في الجسم البشري عند التعرض لرغبة شديدة لمشاهدة الإباحية و ممارسة العادة السرية عند المدمنين، هذه التغيرات تتضمن:
⦁ سرعة النبض
⦁ زيادة ضغط الدم
⦁ اتساع حدقة العين
⦁ سرعة التنفس
من المهم أن نعرف هذه الأعراض لأن هذه المعرفة يمكن أن توفر لنا المعلومات اللازمة لمساعدتنا في طريقنا إلى التعافي من إدمان الإباحية.
اسمحوا لي أن أشرح: يمكننا أن نتعلم معدل النبض لدينا خلال حالة طبيعية و من ثم استخدام هذه المعلومات لنتعرف إذا كان النبض لدينا مرتفعا جدا.
بالتالي يمكن أن يكون النبض بمثابة وسيلة سهلة لقياس مؤشر أننا على وشك الخروج عن السيطرة. في نفس الوقت يمكننا استخدام قياس النبض ليخبرنا أننا خرجنا من منطقة الخطر حيث تبدأ الرغبة الجسدية في الانخفاض.
عنصر آخر مهم جدا، من السهل أن نلاحظه هو أنفاسنا، فالتنفس هو الوظيفة الجسدية الغير إرادية الوحيدة والذي يمكننا التحكم إراديا فيها.
تفكر في ذلك!
لا يمكنك السيطرة على ضغط الدم، لا يمكنك السيطرة على النبض، و لكن يمكنك التحكم في التنفس.
يمكنك أن تأخذ نفسك ببطء و بعمق، أي أن تكون هذه " أنفاسٌ مسيطرٌ عليها "، ومن خلال ذلك يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على عقلك اللاواعي. و هذا مفتاح قوي جدا لوقف إدمان الاباحية كما سيتم الشرح لاحقًا.
كيف نقتل الشهوة الضارة قبل أن تقلتنا؟ دعونا ننتقل مباشرة إلى التنفيذ.
تسمى هذه التقنية " تقنية التعرض و منع الاستجابة " التي استعملتها لمساعدتي في التغلب على الرغبة الشهوانية وهي تقنية لها باع طويل ونتائج طيبة سابقًا فيما يخص علاج الإدمان وتعديل السلوك. إنها موجودة منذ وقت طويل جدا، وملايين من الناس قد استخدموها لأنها فعالة جدا.
يقول أليكس: لقد تعلمت هذه التقنية في الأصل من كتاب بعنوان "اقتلوا الشهوة"، وهو موجه لمساعدة الناس من أجل الإقلاع عن إدمان الكحول و إدمان المخدرات، و قمت بتعديلها بشكل طفيف لمساعدتي في التغلب على إدمان الاباحية.
فأهلا بك في هذا الموقع، و تذكر دومًا أن الله خالقك العزيز الرحيم التواب يحب أن يراك تائبا يفرح برجوعك إليه فلا تتردد قم وتطهر وقف بين يديه متذللا باكيا نادما متوسلا ان يخلصك من الذنوب ومن الأوحال وأن يتوب عليك وأن يوفقك لأن تتخلص من تلك الأغلال.
وكن على يقين أن الله يحبك إذ جعلك مسلما من غير أن تسأله و يحبك أن هداك إلى أن تطلب التوبة و يفرح إن عدت إليه فالحمد لله من قبل ومن بعد وهو الجدير بالحب و التضحية حتى تنال رضاه و تأكد أن الأمر مهما بدا لك أنه صعب فالله سيذلل لك كل الصعاب و سيعينك إن أقبلت عليه و بذلت و نويت الخير.
و تذكر أنك بالفعل تحتاج إلى التغيير فحياتك قد دُمرت و نفسك قد تحطمت و أسرتك على شفا الهاوية فانتهز هذه الفرصة و جرب تلك التقنية و اقرأ ما عرضناه و ما سنعرضه من مواد اقرأها بفهم وروية وطبقها عمليا وحدد هدفك الآن هدفك هو أن توقف ذلك الإدمان هذا هو هدفك ركز فيه و خصص كل يوم من وقتك للعمل على التعافي من هذا الإدمان واحذر كل قاطع لك عن هذا الطريق أنت الآن على الطريق لا تلتفت و لا ترجع و إن عدت فارجع و بسرعة حتى لا تضيع الطريق فربما لا تاتيك الفرصة مرة أخرى فانتهزها و ثابر و اصبر و تحمل فالأمر يحتاج إلى تضحية لأنه يعني نجاتك في الدنيا و الاخرة.
فرسالتنا أخي الحبيب هي الدعوة إلى العفة و نشر الفضيلة و محاربة الإباحية و مساعدة مدمنيها على التعافي من هذا المرض.
و رؤيتنا أن نجعل هذا الموقع منبرا للمساهمة بشكل جدي و حقيقي في علاج مدمني الإباحية و أن تصل فكرته إلى قطاع كبير من الناس، وهدفنا المساهمة في علاج و تعافي عدد كبير من مدمني الإباحية و ذلك بتقديم النصيحة و الدعم و المشورة لكل من يعاني من إدمان الإباحية إن شاء الله،و بكشف زيف الإباحية و خداعها و أسرارها القذرة و توضيح مخاطرها على الدماغ و الأسرة و المجتمع.
فاللهم تب علينا و ارحمنا و خذ بنواصينا إليك أخذ العزيز عليك.
{وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
[آل عمران – الآية 147].
فما رأيك لو توجهت الآن إلى التعرف على تقنية التعرض و منع الاستجابة، فتعلمها ثم ابدأ في التنفيذ، ثم تابع قراءة المقالات عبر التصنيفات المختلفة بالموقع.
وفقك الله و أعانك.
__________________________________________
الكاتب: د. محمد عبد الجواد
- التصنيف: