الإعلانات الهابطة تسيء للمرأة وتخدش حياءها

منذ 2022-12-20

إن الإساءة للمرأة، أو محاولة تتفيه وضعها وإبراز وطأة الإغراء فيها بصورة بهيمية أو استثمارية، ضمن إعلانات تجارية سلبية، تنال من رفعة أخلاقياتها، وتخدش حياءها وتجعل المرأة تنظر إلى المجتمع وكأنه يتعمد إهانتها والإساءة إليها.

مجلة المتميزة: لكرامة المرأة أهمية كبرى لا يمكن بدون صونها تخيل مدى ما تحدثه في المجتمع من تغيرات لها أثرها السلبي.


والمسألة هنا تتجاوز حالة الإرشاد لتلامس قيم الفرد والعائلة، لذا فإن الإساءة للمرأة، أو محاولة تتفيه وضعها وإبراز وطأة الإغراء فيها بصورة بهيمية أو استثمارية، ضمن إعلانات تجارية سلبية، تنال من رفعة أخلاقياتها، وتخدش حياءها وتجعل المرأة تنظر إلى المجتمع وكأنه يتعمد إهانتها والإساءة إليها.

إلى الآن لم يتمكن أصحاب الإعلانات التجارية – الذين يحاولون اختراق حشمة المرأة كمخلوق نظير للرجل، ويقدمونها عن عمد بشكل مغر، وفي صورة تبرز فيها شيئاً من مفاتن جسدها – أن يبرزوا أسوأ اختيارهم كي تكون المرأة موضوعاً رئيساً في الإعلان.

إن تقديم المرأة نصف العارية ( مثلاً ) ضمن إعلان تجاري يُرغّب الناس لاقتناء بضاعة ما، يعد من قصور النظرة، وربما الابتعاد عن الأعراف الأخلاقية مما يحدث حالة من الإرباك لدى العوائل السوية، التي يتفاجأ أفرادها على حين غرّة بإعلان تلفزيوني سريع يبرز شيئاً في مفاتن جسد المرأة أمام أفراد العائلة ( ذكوراً وإناثاً ) مما يتنافى وعلاقة الاحترام والاحتشام فيما بينهم، حيث الأب مع بناته، أو الأخ مع أخواته، وتدفع المرأة المشاهدة للإعلان مهما كانت درجة عفتها، ضريبة الكيد لمعنوياتها من حيث لا ترغب، جراء ذلك الإعلان.

وما دامت الإعلانات عن المرأة تظهرها وكأنها سلعة مكملة للسلعة التجارية، التي يتحدث أو يعبر عنها الإعلان المعني، بما يحويه ذلك الإعلان من الخلاعة، التي تسيء لإنسانية المرأة، فإن المسؤول الأول عنه هو المعلن (( الوسيلة الإعلانية )) ثم يليه المعلن له.


فقد جعل التساهل من قبل الرقابات الإعلامية أرباب الاستهداف يتمادون في المحظور بنشر الإعلانات المنتقصة من احترام موقع المرأة في الحياة عبر صناعة إعلانية قاتمة، يجني القائمون عليها مبالغ طائلة.

إن شعار ( لا للإعلانات الساقطة ) يخص أيضاً موضوع الإعلانات عبر الملصقات الكبيرة المعلقة، أو الملصقة أحياناً على العديد من واجهات المحال ومنعطفات الطرق، حتى ليكاد سكوت المجتمع عنها يعد بمثابة رضى أو غطاء ضمني.

إن إبداء بعض الملاحظات حول الإعلانات السلبية المثيرة للغرائز لدى المراهقين والمراهقات، يغير الكثير من قناعاتهم في ضرورة حفظ قدر من الاحتشام، كي تبقى الإناث في كل عائلة في وضع يكافئ الذكور من حيث المعنويات، والحرص على أن يكون الموروث في العرف الأخلاقي على أمثل صورة بينهما، وبعبارة أخرى فإن الجزئية الهابطة في نموذج الإعلان التجاري المقدم ورقياً أو المعروض تلفزيونياً، فيها ما يسيء للمرأة.

لقد أثبتت الدراسات المتعلقة بالإعلانات الساقطة تجاهل كرامة النساء في وسائل الإعلام المختلفة، سواء في التلفزيون أو في المجلات النسائية، أو في الصحافة بشكل عام، إذ غالباً ما تظهر الإعلانات تماذج الفتيات فيها، وكأنهن متصالحات مع أجسادهن بتلك العروض المشاكسة لفطرة المرأة المحافظة لكرامتها من خلال جسدها.


أما بالنسبة للمرأة المسلمة فإن صور الإعلانات المنشورة والمذاعة عن المرأة عموماً، تسبب لها شعوراً بالامتعاض باعتبارها المرأة التي تملك النموذج الأفضل في حجابها الوافر لشدة عفتها، لذلك فإن فعاليات الإعلان المسيء لنموذج المرأة السوية، مسألة مرفوضة قلباً وقالباً عندها.

وبخصوص الإعلانات الغربية الدعائية في مجال الإثارة والمسيئة للمرأة العربية أو المسلمة، فتلك قضية خبث أولئك الغربيين وحقدهم، الذين يتعاملون مع فن الإعلان من موقع الإساءة لنساء عربيات ومسلمات، لم يطلعوا على ضوابط الحشمة لديهن، متناسين أن حرية المرأة الغربية المزعومة، قد أوصلتها إلى الحضيض في كثير من الأحيان والمناسبات.


فقبل سنين عرض التلفزيون البريطاني إعلاناً تجارياً فلمياً يقدم شخصا إنكليزياً أشقر يقدم إلى مواطن عربي أسمر شفرة حلاقة واحدة أثناء ما كانا مجتمعين في حفل ترقص قيه فتاة عربية سمراء على رمال صحراء في وقت الغروب، فإذا بذاك العربي يتنازل عن زوجته لحساب ذاك الشخص الغربي الذي تأبط زوجته مقابل تلك الشفرة.
أي إسفاف هذا ! وأي مغالطة تلك ! وأي ذلة تلك التي جعلت هؤلاء يتندرون بأمتنا !
إنها التبعية المقيتة التي أعطينا لهم زمامها، فما علينا إلا الرضوخ حيث وجّهُونا !
ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إن الزمن قد تغير كثيراً في توجهات علاقاته بين الشرق والغرب، وعلى الجميع أن ينتبهوا إلى أن ذلك لا ينبغي أن يكون على حساب كرامة المرأة وسمعتها بأي حال من الأحوال في الإعلانات التجارية وغيرها..

  • 2
  • 0
  • 680

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً