سيروا إلى الله عرجى ومكاسير

منذ 2023-01-19

رحمة الله التي وسعت كل شيء، تَسَعُ أي ذنب، حتى ذنوبنا الكثيرة والكبيرة

بسم الله الرحمن الرحيم  

  {قُلْ يَعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}  [الزمر:٥٣].

 

تأمل{يَاعِبَادِي}،مهما كانت معصيتك كبيرة، ومهما كانت ذنوبك كثيرة، فإن الله لن يتبرأ منك، بل لا يزال يقول لك وللمسرفين: {يَاعِبَادِي}.

 

♦️ إخوة يوسف لما أرادوا أن يأخذوا معهم أخاهم بنيامين إلى العزيز - الذي هو يوسف - ليكتال معهم قالوا لأبيهم: {فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا} [يوسف: ٦٣]، فلما اتهم بنيامين بالسرقة وهو ذنب واحد قالوا لأبيهم: {إن أَبْنَكَ سَرَقَ} [يوسف: ۸۱] لم يقولوا: {إن أخانا سرق} كما قالوا في الأولى فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا ) تبرؤوا منه - لفظا - بذنب واحد!

 

والله لا يتبرأ منك حتى لو أسرفت بذنوب كأمثال الجبال بل يناديك في جملة المسرفين بقوله:{يَعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا}.

 

{الَّذِينَ أَسْرَفُوا}!

 

تأمل، قال: {أَسْرَفُوا} ولم يقل:{أذنبوا} الإسراف هو التمادي بالذنوب والإفراط فيها، ومع هذا يقول: لا تقنطوا - أي لاتيأسوا من رحمة الله.

 

💔رحمة الله التي وسعت كل شيء، تَسَعُ أي ذنب، حتى ذنوبنا الكثيرة والكبيرة.

 

عندما يسرف المذنب على نفسه فإن أول ما يأتيه الشيطان فيقول: أين أنت وأين التوبة، فمثلك لا يتوب ولا يُتاب عليه وكيف تتوب وأنت الذي فعلت كذا وكذا؟

 

الشيطان إذا نال منك هذه فلا يريد منك شيئًا بعدها؛ فقد أسْلَمَك لمهلكك.

 

ولذلك قال الله ليطرد عنك هذه الوسوسة: {لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}،   {جَميعاً} كل الذنوب التي تخطر ببالك والتي لا تخطر ببالك مما قد لا يتصوّر أن يفعله بشر.

 

♦️ولكن هذا مشروط بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، بأن تقبل عليه وأنت صادق في توبتك، نادم على ما حصل منك، عازمعلى ألا تعود.

 

❤️اطمئن الله يقول لك : ( يا عبدي) هذا وأنت مسرف على نفسك بالذنوب ! فكيف وأنت مقبل عليه بالتوبة؟

 

تأمل {لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} و{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} و{إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ثلاث جُمل، كل جملة لوحدهاكافية لنزع القنوط من الأفئدة، فكيف وهي في آية مجتمعة،

 

♦️وكيف وهي بـ {يَعِبَادِي} مفتتحة !

 

- فيا من أسرف على نفسه، تأمل كيف ناداك ربك باسم العبودية، وأضافك إلى نفسه العلية، وذكرك برحمته الجلية

 

▪️ اخرج من ضيق المعصية إلى سعة الطاعة.

 

▪️ وانتقل من قلق الخاتمة إلى طمأنينة المصير في الآخرة.

 

▪️ واستبدل صحبة الفاسقين برفقة الصالحين.

 

▪️ وكن في ظل الرحمة الباردة، واحذر من وحشة القنوط الحارقة.

 

مسك: قال الله تعالى: «يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أَبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي» (رواه الترمذي).

 

——————————

📚من كتاب : برد الطمانينة - آية وسكينة📚

  • 4
  • 0
  • 1,039

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً