( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن )

منذ 2023-02-02

إذا فتشت حولك فسوف تجد جل الناس - إلا من رحم الله - يعانون من الهم والحزن والكآبة ، والقلق والخوف من المستقبل لا سيما مع هذه الظروف الاقتصادية الصعبة .

إذا فتشت حولك فسوف تجد جل الناس - إلا من رحم الله - يعانون من الهم والحزن والكآبة ، والقلق والخوف من المستقبل لا سيما مع هذه الظروف الاقتصادية الصعبة .

والهم والحزن من آلام النفوس ومنغصات الحياة ، وقلما نجا منهما أحد يعيش في هذه الدنيا والتي كانت - وما زالت منذ خلقها الله - مصبوغة بالابتلاء ، والمكابدة ، والآلام ، والفراق ، والحزن على ما مضى من أحداث و ذكريات مريرة ، وفراق الأحبة ، والخوف من المستقبل ، وما يخبئه من مصائب وملمات ، ربما نزلت بالنفس أو الأهل أو الولد ، وهم تحصيل الرزق ، وكفاية حاجات من يعول المرء ، وتأمين مستقبلهم .

وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ بالله من الهم والحزن ، فعن أنس بن مالك، قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم دعوات لا يدعهن كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وغلبة الرجال»

وفي مقابل حال الدنيا المصبوغة بالأحزان والهموم فإن من نعيم أهل الجنة ومما يحمدون به ربهم أن أذهب عنهم الحزن ، كما قال تعالى {( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ . الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ )} وقال تعالى عن حال المؤمنين في الآخرة {( فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )}

ومن المعاني المتكررة في الحديث عن الجنة ونعيمها في القرآن والسنة : السلام التام من كل الآفات ، والمنغصات ، والمتاعب ، والهموم والغموم ، ونفي كل خوف أو حزن .

فالجنة هي دار السلام ( لهم دار السلام عند ربهم )

وتحية أهلها السلام " تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ " كما أن ملائكة الرحمن "يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ . سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ "

وإذا فتحت لهم أبواب الجنة " قَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ "

ويناديهم رب العالمين سبحانه {( يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ . ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ )}

وليس في الجنة قط هم ولا غم .

ولا مرض ، ولا نصب ، ولا تعب .

ولا قلق ، ولا توجس من شر قادم ، أو خشية من بطش ظالم .

ولا حزن على ما مضى .

ولا خوف من مستقبل .

بل حالة فرح لا تنتهي .

وسعادة لا نهاية لها .

ونعيم ولذات لم ترها عين ، ولم تسمع بها أذن ، ولا خطرت على قلب بشر .

وخلود أبد الآبدين ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 2
  • 0
  • 1,077

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً