فوائد مختصرة من تعليق العلامة العثيمين على صحيح البخاري (5)
بعض الفوائد المختارة من المجلد الخامس من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله على صحيح الإمام البخاري رحمه الله والذي يضم الأحاديث من رقم (1395) إلى رقم (1866)
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من المجلد الخامس من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله على صحيح الإمام البخاري رحمه الله والذي يضم الأحاديث من رقم (1395) إلى رقم (1866) وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
- فرح الإنسان بمدح الناس له بعد فعل العبادة:
& اعلم أن كون الإنسان يفرح بمدح الناس له بعد فعل العبادة لا يضرُّ, بل هذا من عاجل بُشرى المؤمن: أن الناس يُثنون عليه بعبادته, لكن الضرر أن يُقارن الرياءُ العبادة إما سابقاً, أو لأثنائها, أما بعد فواتها فلا يضرُّ.
- نشاط الإنسان لعمل الخير مع الجماعة:
& إن قال قائل: أحياناً ينشط الإنسان لعمل الخير مع الجماعة فهل هذا من الرياء؟ قلنا لا كون الإنسان يقتدي بغيره, ليس من الرياء بل هو داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: «( من سنّ في الإسلام سُنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده )»
- الكسب الخبيث لا يقبل من الإنسان إذا تصدق به:
& الكسب الخبيث لا يُقبل من الإنسان إذا تصدق به كله, أو ببعضه, لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.
& الصدقة ولو بالشيء القليل تقي من النار كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم «( والصدقة تُطفئ الخطيئة كما يطفئُ الماءُ النار )»
- بيت النبي عليه الصلاة والسلام لا يوجد فيه إلا تمرة واحدة:
& بيت النبي عليه الصلاة والسلام أفضل البيوت وأشرفها _ ولا سيما بيت عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق _ ومع ذلك لا يُوجد فيه إلا تمرة واحدة, فأين نحن من هذا ؟
- من علامة التوفيق:
& إذا كان قلبك مُعلقاً في المساجد, إن خرجت صار القلب في المسجد, تحنُّ إلى المسجد, وتنتظر بشغف حضور الصلاة الأخرى, فهذا من علامة التوفيق.
- كل عمل صالح يتقرَّب به العبد إلى ربه فهو صدقة:
& كل عمل صالح يتقرَّب به العبد إلى ربه فهو صدقة, لأنه يدلّ على صدق ما في قلبه من الإيمان ومحبة العمل.
- صف النساء الأول أفضل إذا كان مكانهن معزول عن الرجال:
& إذا كان المسجد قد عُزِلَ فيه الرجال عن النساء, بحيث تكون النساء في مكان آخر, فالصف الأول أفضل من الصف الأخير.
- فتنة الرجل في أهله:
& من فتنة الرجل في أهله: أن يصدوه عن ذكر الله, وعن الصلاة, ويشغلوا باله عن أمور الآخرة.
- أعمال الكافر السيئة والصالحة إذا أسلم:
& إذا أسلم الكافر فأعماله السيئة يمحوها الإسلام كما قال الله ﴿ {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} ﴾ [الأنفال:38]وأما أعماله الصالحة المتعدية من صدقة أو صلة رحم فإنه تكتب له ولا تضيع لقوله «(أسلمت على ما سلف من خير)»
ـــــــــــــ
- الخَلَف على المنفق:
& إذا قال قائل: نجد بعض المنفقين لا يجدون خلفاً! قلنا: الخَلَف ليس هو المال الذي يأتيه, بل البركة في المال الباقي, واطمئنان القلب, ورضاه بالعيش ولو قلّ, فكل هذا من الخلف.
- الذي يأكل المال بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع:
& الذي يأكل المال بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع, فتجد فيه نهمةً على أخذ المال وأكله, ولكنه لا يشبع, والعياذ بالله, واعتبر هذا بآكلي الربا, فإن معهم نهمةً عظيمة على طلب الربا حتى لو كانوا ذوي أموال طائلة.
- الاستعفاف عن المسألة:
& الاستعفاف عن المسألة واجب إلا عند الضرورة القصوى, وإلا فالواجب أن يستعف الإنسان عن المسألة, لأن المسألة ذل وتعلّق بغير الله عز وجل, واستعانة بغيره, وما أكثر ندم الإنسان إذا ذكر يوماً من الأيام أنه جاء يسأل إنساناً!
& كلما استعف الإنسان فهو أفضل...وأنزه حتى لو فرض أنه لا يأكل في اليوم والليلة إلا وجبةً واحدةً فلا يسأل بل يبقى عزيزاً ولهذا امتدح الله تعالى هؤلاء في قوله
﴿ {يحسبُهُمُ الجاهلُ أغنياءَ من التعفُفِ تعرفُهُم بسيماهم لا يسألون الناسَ إلحافاً } ﴾
& كلما أمكنك ألا تسأل الناس شيئاً فافعل...وجرِّب تجد عزة النفس وعلو مكانة, واحتراماً من الناس إذا كففت عن الناس, إلا ما هو حق لك تريد التنبيه عليه.
- الصدقة, والهبة, والهدية:
& الصدقة: يُقصد بها التقرب إلى الله تعالى مع نفع المتصدق عليه, والهبة يُراد بها نفع الموهوب له, والهدية: يُراد بها التودد والتحبب إلى المُهدي إليه.
ـــــــــــــ
- دعوة الظالم:
& دعوة الظالم غير مستجابة, حتى ولو كان أباً أو أماً, فلو أن الولد طلب العلم وقالت أمه يا بني لا تطلب العلم وهي لا تحتاج إليه...وطلب العلم فدعت عليه فإن دعوتها لا تستجاب بل يُنكر عليها لأنها بدعوتها على ابنها ظالمة.
- الحكمة في جعل بعض النصوص متشابهة:
& الحكمة من أن الله عز وجل يجعل بعض النصوص متشابهةً الامتحان ليعلم سبحانه وتعالى من يريد الفتنة ممن يريد الحق كما قال عز وجل: {﴿ فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ﴾ } [آل عمران:7] أي: طلباً للفتنة
- التمر مفيد:
& التمر مُفيد للنفساء, وللصبي أول ما يصل إلى معدته, ومفيد للصائم أيضاً أول ما يصل إلى معدته بعد الجوع والعطش, فالنخلة شجرة مباركة طيبة.
- الحج:
& الحج خاصة عند أكثر الناس كأنه ليس بعبادة, وإنما أعمال تُفعل, ولهذا تجدهم لا يهتمون بمسألة الأذية للغير, ولا بمسألة الخشوع, حتى في مخيماتهم في منى لو دخلت عليهم وجدتهم كأنهم في نزهة.
& تجد الناس إذا أتوا هذه المشاعر العظيمة بإخلاص لله, وتأس برسول الله صلى الله عليه وسلم يزداد إيمانهم واسأل الناس من قبلُ حين كانوا يجدون طعماً لذيذاً للحج.
& يجب أن يوطن الإنسان نفسه أنه في عبادة, وأن هذه المشقة التي تأتيه في العبادة ما هي إلا رفعة لدرجاته, وتكفير لسيئاته والأجر على قدر المشقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلام لعائشة رضي الله عنها ( ولكنها على قدر نفقتك أو نصبك)
ـــــــــــــــ
- وجوب تغطية المرأة لوجهها:
& الواجب الرجوع إلى المُحكم من الأدلة القرآنية والنبوية والنظرية الدالة على وجوب تغطية المرأة وجهها, ولنا في هذا رسالة صغيرة الحجم, كثيرة المعنى, والحمد لله, فمن أحبّ أن يرجع إليها فليرجع.
& كيف يُعقل أن نقول للمرأة: اكشفي هذا الوجه الجميل الجذاب, واستري الرِّجل القبيحة ؟! لا يمكن أن تأتي الشريعة بهذا.
& الأمم التي أباحت الكشف للوجه هي الآن تأن من حالها اليوم...لأن النساء ما اقتصرن على الوجه...بل بدأت تكشف الرأس والرقبة واليد إلى المرفق وليتها تبقي الوجه على حاله بل تُضفي عليه شيئاً من التجميل كالمكياج وتحمير الشفاه....
- القرآن الكريم إذا أعرض الناس عنه نُزِعَ من الصدور والمصاحف:
& القرآن الكريم كلام الله...إذا أعرض الناس عنه إعراضاً كُلياً نُزِعَ من المصاحف والصدور وأصبح الناس وليس في المصاحف حرف من القرآن, وليس في الصدور حرف من القرآن وذلك لأنهم امتهنوه, وهو أعظم من أن يبقى بين قوم يمتهنونه
- تسليط ذي السويقتين على الكعبة فيهدمها:
& الكعبة...تسليط ذي السويقتين فلأن أهل مكة يمتهنونها, ولا يبقي في قلوبهم حرمة لها ويكون الحج إليها كالحج إلى الآثار لا لعبادة الرحمن فإذا وصلت الحال بهذا البيت المعظم إلى هذه الإهانة صار بقاؤه بينهم إهانة له, فسلط عليه ذو السويقتين.
- المغفرة والرحمة:
& الرحمة تدخل فيها المغفرة, لأن الرحمة هي جلب المنافع, ودفع المضار, والمغفرة دفع المضار, فالرحمة أبلغ.
ــــــــــــــــ
- دعاء المسلم بالمغفرة والرحمة لأخيه إذا أخطأ:
& ينبغي للإنسان أن يدعو لأخيه إذا أخطأ بالرحمة والمغفرة وما أشبه ذلك, خلافاً لما يفعله بعض الناس حيث يتبع عورات إخوانه, وينشرها, ولا يترحم عليه, ولا يسأل الله له الرحمة.
- العمرة بعد الحج:
& إذا نظرنا إلى حال المسلمين اليوم مع الأسف الشديد تجده بعد فراغ الحج يأتي بعمرة, وكلّ يوم يأتي بعمرة, فيُتعب نفسه, ويُتلف ماله, ويُضيق على إخوانه, ويخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
- الفأرة تسرق الذهب:
& لا يخفي ما في الفأرة من الأذية فمن ذلك أنها تسرق الذهب, وهذا جربناه عندنا في البيت, فقد فقدنا خاتماً من الخواتم للنساء وبحثنا عنه فإذا في الجدار شق, وكان عندي علم بأنها تسرق الذهب, فكبرنا الشق, ووجدنا الخاتم في هذا الشق.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: